إذا جمعنا الأبيات الشعرية التي قيلت في القدس فإننا نظريا نعتبر القدس شيئا ذا بعد سياسي حصين، وإذا تعاطينا مع فن الخطابة نجد ان القدس حاضرة بقوة.
إذا تخطينا حاجز الاحتلال في قلنديا وذهبنا صوب القدس تجد أنها عاطفيا لنا، ولكن واقع الحال على الأرض يوضح أن الاحتلال يسعى في تفاصيل حياة المقدسي أن يعكر صفوها ويغير المعالم والملامح، مع كل غياب عن القدس طال او قصر تجد ان بلدوزر الاحتلال عبر بلديته وغيرها يفعل فعله، تجد ان تعقيدات الحياة لإثبات الإقامة وللحفاظ على الهوية والتأمين الصحي والشيخوخة قضايا ليست تحصيل حاصل ومحصنة بقرارات موجهة بالغالب صوب الفلسطيني المقدسي، وتجد ان القطاع التجاري قد مورست ضده مجموعة إجراءات ساهمت في تدميره أو هزه، والقطاع الصحي يعاني الأمرين بسب الإجراءات.
تسير في سوق خان الزيت وسوق العطارين وسوق القطانين وتجد أن تجارا يجلسون في محلاتهم لا بيع ولا شراء ولكنهم هناك يبتسمون ويستقبلونك ببهجة، احدهم يقول لي: صدقا لو ألقيت كرة من أول خان الزيت لعلك تجدها في باب الخليل من قلة الناس التي قد تعترضها، في السوق تخجل ان تتشدد في المفاصلة لأنك تعلم أن عشرة شواكل ستوفرها تصنع فرقا لدى التاجر المقدسي، وتكتشف في نهاية الأمر ان عوامل الصمود ذاتية وعبارة عن عهد قطعه الأب للابن وصورة تلك العائلة أمام بقية المقدسين ان صمدت فلها الفخر وان تراخت فالنظرة مختلفة.
في القدس حكايات عن عائلات وبيوت في البلدة القديمة وعقارات، عن تراث عائلي ميز القدس يفاخر به الأبناء والأحفاد، الأجمل ان تسمع بيتنا في البلدة القديمة أو حارة السعدية وترى العواطف قد اشتعلت واستعراض العضلات اننا ها هنا صامدون.
في القدس وجع واضح أساسه غياب حضور قوي للمؤسسات أسوة بما هو الحال في رام الله ونابلس والخليل، غياب واضح لرؤية شاملة لدعم القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية، في القدس سلامة الغذاء ورقابة الأسعار قضية ليست فلسطينية.
القدس تمتلك آليات الدفع الذاتي القائم على جهود مشتتة هنا وهناك دون رأس مدبرة، فيكون شهر رمضان المبارك فرصة تاريخية لتفعيل الدفع الذاتي لمبادرة هنا وهناك وخطوة، وينقضي رمضان ويعود الحال إلى سابق عهده بقية العام، ويتنافس الناس هناك ضمن عوامل الدفع الذاتي إلا أن التشكيك والريبة من وراء الأكمة ما وراءها يحبط روح العمل الجماعي وتنسيق الجهد الذي هو بالأساس شعبي.
باختصار شديد ... الخطأ في رام الله مردود وقابل للعلاج، الخطأ في القدس يصبح خطيئة ويصبح مكلفا ويحمل آثارا سلبية بعيدة المدى. التخطيط والتفكير الاستراتيجي في القدس قضية مصيرية وغيابها كارثة ليست اقل. المواطن المقدسي بات يقارن بين حاله وحال آخرين، ما يخلق حالة من الإحباط وتراجع الهمم.
القيادة السياسية الفلسطينية وفقط القيادة مطالبة اليوم بإعادة توضيح الخط الأحمر للقدس وهذا يتطلب رزما من الإجراءات والمبادرات، وهذا يتطلب قرارا بالعمل على خطة تفعيل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية هذا يتطلب مرجعية سياسية قادرة على مواجهة التحديات واقل قدرة على الخطابة وكتابة الشعر، بحاجة للكشف عن السواعد لتحمل المسؤولية، لعل هناك فرصة لا نضيعها ولعل هناك بعض فرصة علنا لا نضيعها.
فيسبوكيا، مطلوب وقف المناكفة باسم القدس ووقف التعليقات الجارحة وكان الفيسبوكيون خارج الصورة والإطار، ما بالنا بتنا نعتبر ان وجود النمرة الصفراء في رام الله كارثة أو في نابلس مصيبة، بتنا نعتبر النمرة الصفراء عبئا امنيا ويحتاج إلى متابعة.
لا زال هناك مجال لعمل ما هو افضل من القائم وكلما تأخرنا باتت الأوضاع أكثر كارثية وغير قابلة للعلاج، فالقدس لا تستطيع ان تلتمس عذرا لانتظارنا طويل الأمد، المكان لا زال هو المكان، والمقدسي أكثر تمسكا اليوم بالقدس، ولكنه مثله مثل أي مواطن فلسطيني آخر يحتاج إلى تعزيز صموده إلى إسناده للحفاظ على بقائه.
ولكنني أصر ان ابتاع بن قهوتي من مطحنة صندوقة ... ولو امتلأ بيتي بالمخللات فإن أوقية مخلل من محلات البلدة القديمة تذهب روعة بقية المخللات، ومكسرات الجبشة تصنع فرقا ... وحلويات جعفر في البلدة القديمة لها نكهة أخرى ... ومقهى سوق الدباغة ومقهى الأعرج في مدخل سوق العطارين يجعلانك تلتقي بمقدسيين عاديين يحكون قصتهم وتفاصيلها .... والكعك بسمسم والبرازق ... والتمر هندي واللوز لدى "الأرز" حكاية مختلفة .... في سوق القطانين حتى ألعاب الأطفال وإضاءة زينة رمضان هي حقا غير عن بقية الوطن .... نعم القدس غير.
إذا تخطينا حاجز الاحتلال في قلنديا وذهبنا صوب القدس تجد أنها عاطفيا لنا، ولكن واقع الحال على الأرض يوضح أن الاحتلال يسعى في تفاصيل حياة المقدسي أن يعكر صفوها ويغير المعالم والملامح، مع كل غياب عن القدس طال او قصر تجد ان بلدوزر الاحتلال عبر بلديته وغيرها يفعل فعله، تجد ان تعقيدات الحياة لإثبات الإقامة وللحفاظ على الهوية والتأمين الصحي والشيخوخة قضايا ليست تحصيل حاصل ومحصنة بقرارات موجهة بالغالب صوب الفلسطيني المقدسي، وتجد ان القطاع التجاري قد مورست ضده مجموعة إجراءات ساهمت في تدميره أو هزه، والقطاع الصحي يعاني الأمرين بسب الإجراءات.
تسير في سوق خان الزيت وسوق العطارين وسوق القطانين وتجد أن تجارا يجلسون في محلاتهم لا بيع ولا شراء ولكنهم هناك يبتسمون ويستقبلونك ببهجة، احدهم يقول لي: صدقا لو ألقيت كرة من أول خان الزيت لعلك تجدها في باب الخليل من قلة الناس التي قد تعترضها، في السوق تخجل ان تتشدد في المفاصلة لأنك تعلم أن عشرة شواكل ستوفرها تصنع فرقا لدى التاجر المقدسي، وتكتشف في نهاية الأمر ان عوامل الصمود ذاتية وعبارة عن عهد قطعه الأب للابن وصورة تلك العائلة أمام بقية المقدسين ان صمدت فلها الفخر وان تراخت فالنظرة مختلفة.
في القدس حكايات عن عائلات وبيوت في البلدة القديمة وعقارات، عن تراث عائلي ميز القدس يفاخر به الأبناء والأحفاد، الأجمل ان تسمع بيتنا في البلدة القديمة أو حارة السعدية وترى العواطف قد اشتعلت واستعراض العضلات اننا ها هنا صامدون.
في القدس وجع واضح أساسه غياب حضور قوي للمؤسسات أسوة بما هو الحال في رام الله ونابلس والخليل، غياب واضح لرؤية شاملة لدعم القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية، في القدس سلامة الغذاء ورقابة الأسعار قضية ليست فلسطينية.
القدس تمتلك آليات الدفع الذاتي القائم على جهود مشتتة هنا وهناك دون رأس مدبرة، فيكون شهر رمضان المبارك فرصة تاريخية لتفعيل الدفع الذاتي لمبادرة هنا وهناك وخطوة، وينقضي رمضان ويعود الحال إلى سابق عهده بقية العام، ويتنافس الناس هناك ضمن عوامل الدفع الذاتي إلا أن التشكيك والريبة من وراء الأكمة ما وراءها يحبط روح العمل الجماعي وتنسيق الجهد الذي هو بالأساس شعبي.
باختصار شديد ... الخطأ في رام الله مردود وقابل للعلاج، الخطأ في القدس يصبح خطيئة ويصبح مكلفا ويحمل آثارا سلبية بعيدة المدى. التخطيط والتفكير الاستراتيجي في القدس قضية مصيرية وغيابها كارثة ليست اقل. المواطن المقدسي بات يقارن بين حاله وحال آخرين، ما يخلق حالة من الإحباط وتراجع الهمم.
القيادة السياسية الفلسطينية وفقط القيادة مطالبة اليوم بإعادة توضيح الخط الأحمر للقدس وهذا يتطلب رزما من الإجراءات والمبادرات، وهذا يتطلب قرارا بالعمل على خطة تفعيل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية هذا يتطلب مرجعية سياسية قادرة على مواجهة التحديات واقل قدرة على الخطابة وكتابة الشعر، بحاجة للكشف عن السواعد لتحمل المسؤولية، لعل هناك فرصة لا نضيعها ولعل هناك بعض فرصة علنا لا نضيعها.
فيسبوكيا، مطلوب وقف المناكفة باسم القدس ووقف التعليقات الجارحة وكان الفيسبوكيون خارج الصورة والإطار، ما بالنا بتنا نعتبر ان وجود النمرة الصفراء في رام الله كارثة أو في نابلس مصيبة، بتنا نعتبر النمرة الصفراء عبئا امنيا ويحتاج إلى متابعة.
لا زال هناك مجال لعمل ما هو افضل من القائم وكلما تأخرنا باتت الأوضاع أكثر كارثية وغير قابلة للعلاج، فالقدس لا تستطيع ان تلتمس عذرا لانتظارنا طويل الأمد، المكان لا زال هو المكان، والمقدسي أكثر تمسكا اليوم بالقدس، ولكنه مثله مثل أي مواطن فلسطيني آخر يحتاج إلى تعزيز صموده إلى إسناده للحفاظ على بقائه.
ولكنني أصر ان ابتاع بن قهوتي من مطحنة صندوقة ... ولو امتلأ بيتي بالمخللات فإن أوقية مخلل من محلات البلدة القديمة تذهب روعة بقية المخللات، ومكسرات الجبشة تصنع فرقا ... وحلويات جعفر في البلدة القديمة لها نكهة أخرى ... ومقهى سوق الدباغة ومقهى الأعرج في مدخل سوق العطارين يجعلانك تلتقي بمقدسيين عاديين يحكون قصتهم وتفاصيلها .... والكعك بسمسم والبرازق ... والتمر هندي واللوز لدى "الأرز" حكاية مختلفة .... في سوق القطانين حتى ألعاب الأطفال وإضاءة زينة رمضان هي حقا غير عن بقية الوطن .... نعم القدس غير.