لا يزال المواطن الغزيّ يعاني من تفاقم الأزمات العديدة التي تعصف في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والحياتية، وذلك بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتبقى أزمة الكهرباء هي المشكلة الرئيسية التي تواجه سكان قطاع غزة، بفعل انقطاعها المستمر والغير مقبول.
وينتظر المواطن بفارغ الصبر الوعود الرنانة واللامتناهية لحل المشاكل والأزمات والقضايا، خاصة قضية الكهرباء التي لا زال يعاني منها المواطن في غزة، خاصة في شهر المغفرة والرحمة، حيث أن انقطاع التيار الكهرباء جعل من حياة المواطن في شهر رمضان أزمة حقيقية، ويتسحر الأهالي في غزة ويفطرون على الشموع والمصابيح.
الجهات المسؤولة بما فيها شركة الكهرباء وسلطة الطاقة وحكومة التوافق الوطني يحملان بعضهما المسؤولية حول أزمة الكهرباء بغزة، حيث أن سلطة الطاقة بغزة تتهم حكومة الوفاق بفرض ضريبة البلو على وقود محطة التوليد، وهذا ما تنفيه حكومة الوفاق، وتؤكد أن شركة الكهرباء لا تقوم بتسديد ثمن الوقود.
ويبقى المواطن الفلسطيني في قطاع غزة ضحيةً لهذه التجاذبات والخلافات التي نخرت العمود الفقري لحياة المواطن الغزي، بل وجعلت من حياته في شهر رمضان وسابقه معاناة حقيقية تتجدد في كل يوم.
شركة توزيع الكهرباء بغزة قامت صباح اليوم بتنفيذ حملة غير معلنة لقطع التيار الكهربائي عن المواطنين الغير مسددين لفواتير الكهرباء، حيث أن مركبات الشركة وموظفيها جابوا شوارع قطاع غزة لتنفيذ حملة قطع التيار عن المتخلفين عن الدفع.
مراسل وكالة "خبر" وخلال تجواله في شوارع غزة، استوقفه مجموعة من المواطنين أمام برج "أونست" في شارع النصر، ولدى محاولته معرفة السبب وراء هذه الضجة أمام البناية السكنية في أول أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، ليتضح أن طواقم شركة الكهرباء تقوم بعملية فصل للتيار الكهربائي عن عدد كبير من الشقق السكنية داخل البرج.
الموطن (م.ن) قال لمراسل وكالة "خبر"، إن شركة الكهرباء لا تراعي الظروف الاقتصادية السيئة التي نعيشها وعدم مقدرتنا في شهر رمضان على تأمين لقمة العيش لأبنائنا، وقد جاءت صباح هذا اليوم لفصل التيار الكهربائي عن بيوتنا وشققنا، غير مراعية في ذلك حرمة شهر رمضان.
وأشار المواطن (ج. و) إلى أنه ملتزم بدفع فاتورة الكهرباء، ويقول: "نتيجة دفع الفواتير لا نرى الكهرباء نهائياً، وكأنهم يعاقبوننا على الالتزام، مضيفاً أنه يقوم بسداد الفواتير ومع ذلك فإن التيار الكهربائي منقطع على الدوام كما حال باقي أهالي قطع غزة".
المواطن (ع.ع) يعلل عدم التزامه بسداد فواتير الكهرباء، بتعطله عن العمل وعدم وجود مصدر دخل له ولأسرته، مضيفاً أن هناك أصحاب مصانع وورش عليهم ملايين الشواقل ولا أحد يطالبهم، بينما نحن العاطلون عن العمل مطالبون بالتسديد.
أبو محمد ذلك الرجل المُسن، والذي ظهرت على وجهه علامات الغضب يقول،" نريد أن نسدد الفواتير ونقوم بذلك بقدر استطاعتنا ولا تراعي الشركة الظروف السيئة التي يعيشها سكان قطاع غزة والحصار المفروض عليهم، مطالباً الشركة بأن تكون عادلة وتلزم الجميع بما فيهم المسؤولين والقيادات بدفع ما عليهم، وتحصيل الكهرباء من الوزارات وغيرها، وليس فقط من المواطنين الضعفاء الغير قادرين على سداد الفواتير".
المواطن (ج.ن) لم يختلف الحال به عن جيرانه، ويقول: "منذ ساعات الصباح الأولى استيقظنا على موظفي شركة الكهرباء الذين ضافت بهم الدنيا وجاءوا إلى منزلي لقطع الكهرباء عنه، فأنا عاطل عن العمل منذ سنوات وأقدر على توفير لقمة العيش لأولادي والدواء لزوجتي".
وأضاف، " لو قام موظف الكهرباء بالدخول إلى حياة الناس ومعرفة كيف يعيشونها لما قبل أن يقطع عنهم الكهرباء، التي تقطعها الشركة سواء قمنا بتسديد الفواتير من عدمه"، موجهاً رسالة للمسؤولين أن اتقوا الله في شعبكم ولا تتركوه يواجه مصيره، فإننا نعيش حياة صعبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
المواطن (م.ع) يقول أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي أصبحت مدعاة للسخرية، ويضيف: "نحن لا نريد أكثر من حقوقنا ككل البشر، نريد كهرباء ومياه، وحياة كريمة و يكفينا هموما ومعاناة".
وفي ظل استمرار أزمة التيار الكهربائي وانقطاعه المستمر في قطاع غزة، تقول شركة الكهرباء إن مشكلة الديون المتراكمة على المواطنين والتي تبلغ حسب تقديرات الشركة نحو 800 مليون دولار تشكل أزمة كبيرة وتثقل كاهل الشركة، فيما يعلل المواطن عدم التزامه بالدفع بأن فاتورة الكهرباء كان يسددها الاتحاد الأوروبي لإسرائيل، إضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي في قطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع منذ عشر سنوات.
بدوره وجه المدير الإعلامي لشركة الكهرباء بغزة طارق لبد لمراسل "وكالة خبر"، النصائح للمواطن الفلسطيني بأن يرشد من استهلاكه للطاقة الكهربائية، وبعدم التعدي على شبكة الكهرباء، لافتاً إلى أن الشركة تعاني عجزاً كبيراً في الطاقة الكهربائية.
وأضاف لبد، أن شركة الكهرباء تقدر ظروف المواطن القاسية والصعبة، وأنه يحتاج للطاقة الكهربائية بشكل مستمر، معللاً أن هذه هي الإمكانيات المتاحة لدى شركة الكهرباء.