لم يمنع الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة الباحث الغزي عبدالله شاهين "مهندس مدني"، من مواصلة مسيرته التعليمية وإكمال حلمه في دراسة الماجستير تخصص "نظم معلومات جغرافية واستشعار عن بعد" في جامعة  كومسات (COMSATS) بباكستان، والتي سرعان ما لاقت دراسته اهتمام كبير من الباحثين والمتخصصين في مجال الأرصاد الجوية.

الدراسة متميزة وفريدة من نوعها:

قال طالب الماجستير في جامعة كومسات (COMSATS) بباكستان عبد الله شاهين خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، إنه أول باحث فلسطيني من قطاع غزة يقدم على دراسة الماجستير في مجال "الاستشعار عن بعد" من خلال إجراء بحث في تحديد نسبة وكميات التلوث في كافة مناطق قطاع غزة، واصفاً دراسته بالدقيقة والتي شملت الحصار والتعداد السكاني باعتبارهم أحد الأسباب المساعدة في زيادة التلوث الجوي.

وأضاف شاهين أن دراسته اهتمت بدراسة التلوث الجوي والمشاكل البيئية في قطاع غزة في الفترة الواقعة ما بين عامي (2015-2000م) ،وذلك باستخدام الأقمار الصناعية بأخذ أكثر من ((200 صورة جوية  بواقع ((12 صورة لكل عام، لافتاً إلى أنه تمكن من اختراع معادلة لحساب التلوث الجوي وبالتحديد (10) pm  من خلال رصد نتائج الصور الجوية .

هل من صعوبات واجهها الباحث:

وأبدى الباحث شاهين ارتياحه الكامل على مدار العام الدراسي من إجراء دراسته قائلاً "لم أواجه أياً من الصعوبات نظراً لتوفير الجامعة للمختبرات اللازمة لإجراء التجارب العملية المتعلقة في مجال دراسته"، مضيفاً أن الجامعة قدمت لي كل ما تملك من دعم وجهد لإنجاح البحث.

نتائج الدراسة:

أوضح شاهين، أن نتائج دراسته أظهرت أن التلوث يزداد بشكل عام بمعدل خطير جداً مع تفاوت في نسب وكميات التلوث بالمناطق المختلفة في القطاع، مشيراً إلى أن أكثر المناطق الملوثة في القطاع هي المناطق الصناعية ومعبر كرم أبو سالم والتي بلغت فيها نسبة التلوث أعلى معدلات تركيز التلوث الجوي فيه إلى 130)) ميكرو جرام / م3، إضافة إلى مخيم الشاطئ والمنطقة الصناعية في بيت حانون شمال قطاع غزة.

ونوه إلى أن أعلى نسبة يتركز فيها التلوث الجوي هي مدينة خانيونس، لافتاً إلى أن مدينة الزهراء من أقل المناطق التي يتواجد فيها التلوث الجوي.

الحلول والتوصيات من الدراسة :

أوصى الباحث شاهين من دراسته للحد من مشكلة وخطورة التلوث الجوي في قطاع غزة والتي استغرقت عاماً من المعادلات والتحليلات، بضرورة التخلص من السيارات القديمة في قطاع غزة ورفع الحصار الذي يساعد في التقليل من استخدام المولدات الكهربائية في القطاع ،مشيراً إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة للتقليل من كمية النفايات والاستفادة منها من خلال إعادة تكريرها.

رسالة دعم وشكر من الباحث شاهين:

ودعا شاهين المؤسسات الحكومية والخاصة  في قطاع غزة والضفة الغربية إلى تقديم جل اهتمامهم بأبحاث التلوث الجوي وتبعاتها الخطيرة، للتخفيف من حدة التلوث البيئي والجوي، لما لها من تأثير خطير في نشرها العديد من الأمراض المؤثرة على صحة الإنسان.

وشكر شاهين جامعة كومسات (COMSATS ) في باكستان لما قدمته من دعم لإكمال ونجاح دراسته في التلوث الجوي وما تقدمه من دعم متواصل للطلبة الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة، معرباً عن امتنانه وشكره لدولة باكستان الداعمة على مدار السنين السابقة للقضية الفلسطينية.

هل من دراسات وأبحاث في المستقبل:

قال شاهين "إنني أنهيت دراسة الماجستير في عام 2016م  وحلمي واجتهادي لم يقف هنا بل ستكون الأيام القادمة  نحو إكمال دراسة الدكتوراه في الغلاف الجوي وبالتحديد التلوث الجوي".