اتفاق المصالحة مع تركيا تسبب بخلاف شديد على المستوى الجماهيري في اسرائيل. ولكن بشكل جزئي على الاقل كان هذا الجدل الصعب راسخا في النظرة المشوهة للواقع الدولي والقوى التي تشكل بشكل دائم انماط سلوك اللاعبين.
على مدى سنوات طويلة كان لنا ميل لمراقبة بنية «العلاقات الاستثنائية» التي نشأت بين واشنطن والقدس كنموذج للتحالف الذي يمكن استخلاصه من هذا النموذج مع باقي الشركاء الآخرين. وفي ظل تجاهل حقيقة أن هذا التحالف كان راسخا في الارتباط الايديولوجي والاخلاقي العميق الذي جسر ووصل بين الولايات المتحدة واسرائيل وأوجد «ظروف المودة» بينهما على أساس المواقف التي ما زالت متجذرة في المجتمع الاميركي حول العلاقة والشبه بين المجتمعين من ناحية الرواية المفصلية والارث وأهداف الحلم. ولكن حقيقة أن هذه العلاقة شملت وما زالت ايضا رسالة اجتماعية واسعة وقوية منحت اسرائيل أكثر من مرة شبكة أمان حيوية في الظروف الصعبة، كانت تقتصر على العلاقة الاميركية الاسرائيلية، وكل محاولة لتكرارها مع حلفاء دوليين آخرين، هي محاولة خاطئة.
هكذا مثلا كان التحالف العسكري الذي تبلور بين اسرائيل وفرنسا في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة للمساعدة العسكرية التي قدمها نظام الرئيس الانقلابي جمال عبد الناصر لحركة «اف.أل.ان» التي عملت بشكل عنيف من اجل انهاء التواجد الفرنسي في الجزائر. وخلافا لطابع وجذور «العلاقات الاستثنائية»، فان محاولة اعطاء هذا التحالف أمام العدو المصري طابعا ايديولوجيا، كانت مصطنعة وضعيفة وتراجعت بسرعة عندما تغيرت الظروف السياسية والاستراتيجية.
هذه الامور تسري ايضا على الصلة مع «تحالف المحيط» الذي شكلته اسرائيل في نهاية ذلك العقد مع اثيوبيا وايران وتركيا. ففي هذه الاتفاقات بقي هامش من الضبابية سمح للاطراف بأن تحلل كما تشاء قضايا معينة والحفاظ على هامش للمناورة في وجه الانتقادات الداخلية. وفي نفس الوقت التشويش على الحاجة الى لاعبين آخرين في الساحة الاقليمية أو الدولية. من هذه الناحية، الاتفاق الاسرائيلي التركي لا يختلف عن اتفاقات كثيرة سابقة، وضعت على رافعات استراتيجية. لهذا لا يجب اعتباره شهر عسل جديد بين الشركاء في الطريق الطويلة.
بدل اعطاء صورة العلاقة الاستثنائية غير الموجودة، من الافضل تحليل الرسالة الخفية الكامنة فيه والتي تمنحه، رغم نواقصه، أهمية كبيرة تغطي على الباقي. وبنفس القدر الذي تم فيه التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين في شباط 1972، لم يذكر بشكل واضح الاتحاد السوفييتي كعدو، هكذا ايضا الاتفاق مع تركيا يمتنع عن ذكر اللباب الاستراتيجي في نظر اسرائيل. هذا اللباب راسخ في طموح القدس الى تشجيع عملية ابعاد انقرة عن ايران واذرعها في المكان والمساهمة في انشاء نظام اقليمي سياسي اقتصادي استراتيجي جديد يساعد بشكل مباشر وغير مباشر في أمن اسرائيل. واذا تحقق هذا الهدف يمكن اعتبار الاتفاق قفزة هامة حتى لو لم نتوقع منه بناء خط جديد من العلاقات الخاصة مع تركيا.
على مدى سنوات طويلة كان لنا ميل لمراقبة بنية «العلاقات الاستثنائية» التي نشأت بين واشنطن والقدس كنموذج للتحالف الذي يمكن استخلاصه من هذا النموذج مع باقي الشركاء الآخرين. وفي ظل تجاهل حقيقة أن هذا التحالف كان راسخا في الارتباط الايديولوجي والاخلاقي العميق الذي جسر ووصل بين الولايات المتحدة واسرائيل وأوجد «ظروف المودة» بينهما على أساس المواقف التي ما زالت متجذرة في المجتمع الاميركي حول العلاقة والشبه بين المجتمعين من ناحية الرواية المفصلية والارث وأهداف الحلم. ولكن حقيقة أن هذه العلاقة شملت وما زالت ايضا رسالة اجتماعية واسعة وقوية منحت اسرائيل أكثر من مرة شبكة أمان حيوية في الظروف الصعبة، كانت تقتصر على العلاقة الاميركية الاسرائيلية، وكل محاولة لتكرارها مع حلفاء دوليين آخرين، هي محاولة خاطئة.
هكذا مثلا كان التحالف العسكري الذي تبلور بين اسرائيل وفرنسا في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة للمساعدة العسكرية التي قدمها نظام الرئيس الانقلابي جمال عبد الناصر لحركة «اف.أل.ان» التي عملت بشكل عنيف من اجل انهاء التواجد الفرنسي في الجزائر. وخلافا لطابع وجذور «العلاقات الاستثنائية»، فان محاولة اعطاء هذا التحالف أمام العدو المصري طابعا ايديولوجيا، كانت مصطنعة وضعيفة وتراجعت بسرعة عندما تغيرت الظروف السياسية والاستراتيجية.
هذه الامور تسري ايضا على الصلة مع «تحالف المحيط» الذي شكلته اسرائيل في نهاية ذلك العقد مع اثيوبيا وايران وتركيا. ففي هذه الاتفاقات بقي هامش من الضبابية سمح للاطراف بأن تحلل كما تشاء قضايا معينة والحفاظ على هامش للمناورة في وجه الانتقادات الداخلية. وفي نفس الوقت التشويش على الحاجة الى لاعبين آخرين في الساحة الاقليمية أو الدولية. من هذه الناحية، الاتفاق الاسرائيلي التركي لا يختلف عن اتفاقات كثيرة سابقة، وضعت على رافعات استراتيجية. لهذا لا يجب اعتباره شهر عسل جديد بين الشركاء في الطريق الطويلة.
بدل اعطاء صورة العلاقة الاستثنائية غير الموجودة، من الافضل تحليل الرسالة الخفية الكامنة فيه والتي تمنحه، رغم نواقصه، أهمية كبيرة تغطي على الباقي. وبنفس القدر الذي تم فيه التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين في شباط 1972، لم يذكر بشكل واضح الاتحاد السوفييتي كعدو، هكذا ايضا الاتفاق مع تركيا يمتنع عن ذكر اللباب الاستراتيجي في نظر اسرائيل. هذا اللباب راسخ في طموح القدس الى تشجيع عملية ابعاد انقرة عن ايران واذرعها في المكان والمساهمة في انشاء نظام اقليمي سياسي اقتصادي استراتيجي جديد يساعد بشكل مباشر وغير مباشر في أمن اسرائيل. واذا تحقق هذا الهدف يمكن اعتبار الاتفاق قفزة هامة حتى لو لم نتوقع منه بناء خط جديد من العلاقات الخاصة مع تركيا.