ثمن رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، الدور الكبير الذي يقوم به الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" من أجل انهاء معاناة الرياضة الفلسطينية، وايجاد حل نهائي للمشاكل التي تواجه عناصر اللعبة، جراء الانتهاكات والجرائم المتواصلة التي يقترفها الاحتلال الاسرائيلي بحقهم.
وقال سيادته خلال استقباله، في مقر الرئاسة، بمدينة رام الله، مساء الجمعة، للجنة الفيفا المكلفة بالاشراف على انهاء معاناة الرياضة الفلسطينية، برئاسة الوزير الجنوب افريقي، طوكيو سيكسويل، إن الرياضة لها دور كبير في صناعة السلام وخلق المزيد من اشكال النجاح والتميز لدى الشباب في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من الصراعات والحروب والتطرف.
وأشار سيادته الى أن الممارسات والانتهاكات التي تواصل السلطات الاسرائيلية ارتكابها بحق الرياضيين الفلسطينيين، انما تأتي كدليل واقعي للنية المسبقة لديها لمنع أي تطور او تقدم في المسيرة الرياضية الفلسطينية التي تشهد نجاحات كبيرة بالرغم من الظروف القاهرة التي تحيط بها.
واستمع الرئيس لشرح مفصل من السيد سيكسويل، عن الزيارة الميدانية التي قام بها الوفد للمحافظات الجنوبية، والتي شهدت معاينة حجم الدمار الذي خلفته الحرب الاسرائيلية الأخيرة على القطاع، وما تعرضت له المنشآت الرياضية من تدمير وقصف وخراب، الى جانب لقاء الرياضيين وبعض عائلاتهم، الذين عانوا من جرائم الاحتلال الاسرائيلي على صعيد الاسر او القتل ومنع التنقل وقصف البيوت وغيرها من اشكال الجرائم التي تم اقترافها.
كما أطلع سيكسويل، السيد الرئيس على نتائج زيارته ولقائاته بالجانب الاسرائيلي، مشددا على ضرورة العمل بشكل مكثف ومتواصل من أجل الخروج بحل نهائي لتلك المشكلات التي تواجه عناصر اللعبة في فلسطين.
وبحث سيادته مع الوفد تفاصيل قضية الأندية الاسرائيلية غير الشرعية للمستوطنات المقامة على اراضي المواطنيين، وتلعب في الدوري الاسرائيلي الممتاز، حيث جدد التأكيد على ضرورة ايقاف اللعب في تلك الأندية باعتبار ذلك مخالفا لقرارات الامم المتحدة التي تعتبر المستوطنات غير شرعية ويجب ازالتها بموافقة العالم اجمع.
وجدد الرئيس تأكيد والتزام القيادة الفلسطينية، للعمل بشكل جماعي من أجل انهاء تلك المشاكل التي تواجه الحركة الرياضية الفلسطينية، بما يضمن القضاء على كل اشكال التميز والعنصرية بحق عناصر اللعبة في فلسطين، وضمان حريتهم اسوة بكل رياضيي العالم.
واختتم سيادته لقائه بالوفد بترحيبه بالزيارة المرتقبة للسيد جياني انفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الى فلسطين، مؤكدا أن تلك الزيارة سيكون لها أهمية كبيرة على صعيد الدفع من أجل انهاء تلك المعاناة التي يعيشها الرياضيون الفلسطينيون بشكل يومي.
وكان وفد FIFA قد تفقد كافة المنشآت الرياضية التي دمرتها الحرب الاسرائيلية الاخيرة عام2014، خلال زيارته الى غزة، التي استقبله فيها نائب رئيس الاتحاد، ابراهيم ابو سليم، وعدد من اعضاء الاتحاد والشخصيات الرياضية، حيث أكد سيكسويل أن مهمة الوفد تركزت على معاينة ما تتعرض له الرياضة الفلسطينية على الارض، مشيرا الى أنه سيقدم في تقريره المرتقب للجمعية العمومية كل تفاصيل ما تم معاينته في القطاع.
واضاف " سأعمل على تقديم تقرير شامل لما تم رؤيته على الارض الى الجمعية العمومية من اجل اتخاذ المزيد من القرارات التي ستضمن التطور في اللعبة في فلسطين".
وأشار سيكسويل في حديثه لوسائل الاعلام من امام مقر الاتحاد المُدمر في بيت لاهيا، أن المهمة الاساسية للفيفا تتمثل في تطوير اللعبة، بالرغم من البطء الملحوظ في النتائج.
وتم التباحث بين الوفد ومسؤولي الاتحاد مسألة تنقل الرياضيين، واليات الاتحاد بشأن استصدار التصاريح اللازمة لتنقل اللاعبين بين محافظات الوطن، بآلية يشرف عليها الفيفا، تضمن عدم التأخير المقصود من قبل سلطات الاحتلال.