للصائم فرحتان فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه فبعد شهر طويل من الصيام تطل فرحة العيد كنوع من مكافئة الله للمسلمين الصائمين طوال الشهر لتحملهم التعب والمشقة الا أن الناس قد يختلط عليها سنن وأحكام العيد فترى مظاهر العيدية للنساء والأطفال وكذلك زيارة القبور في نهار العيد فهل من ضابط وحكم شرعي لهذه العادات وما هي السنن الواجب فعلها في نهار العيد ؟
وفي هذا المقام توجهنا بالسؤال الى الشيخ يوسف سلامة وسألناه عن بعض الأحكام في حديث مطول فيقول"عن زيارة القبور في العيد "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها " ولم يمنع الرسول الزيارة حتى تذكرنا بالاخرة وهي نوع من الموعظة ومُنع عمل ميتم للمتوفى وهو يتناهى مع الشرع وبالتالي زيارة القبور مشروعة كل وقت ويجب أن لانركز على الزيارة في نهار العيد حتى لا نقلب المواجع ولا نجدد الحزن بالاضافة الى أن فتح ميتم جديد وعدم لبس ثياب تليق بالعيد كلها أفعال لا تناسب العيد لان العيد يوم فرح وبهجة وسرور
وتابع"العيد شُرع بعد أداء النسك ومن ابرز مظاهره صلاة العيد وزيارة الأرحام ،وموضوع تعييد النساء"العيدية" تدخل في اطار صلة الأرحام وهي تتوزع والمطلوب صلة الأرحام وان يأخذ المسلم أي شيء في الزيارة أما اذا كانت حالة الشخص متيسرة وهي من مبادىء التكافل الاجتماعي فاذا كانت صلة الرحم حالتها المادية سيئة فيجب اعطائها العيدية واذا لم يكن الرجل ميسرا فعليه أن يصل رحمه ولو بكلمة طيبة ولا يُشترط العيدية في هذا المقام .
والانسان غير القادر على العيدية عليه أن يصل رحمه لو بابتسامة أو زيارة ولن يكلفه الله فوق طاقته
وعن سنن العيد يؤكد الشيخ سلامة"انه يوجد في الاسلام عيدان عيد الفطر والأضحى وسننه متعددة أولها ان يبدأ الانسان بالتكبير وهذا من خصائص العيد في الاسلام ويبدأ من ليلة العيد من قبل النساء والرجال والأطفال من قوله تعالى"ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم"
ثم صلاة العيد ويستحب تأخير صلاة الفطر حتى يتمكن المسلمون من اخراج الصدقة وهي سنة للرجال وللنساء .
واضاف"من السنة أن يهنىء المسلمون بعضهم بعضا أي يقولوا لبعضهم تقبل الله منا ومنكم وأن يزوروا المساكين والفقراء واعطائهم الزكاة .
وبالتالي يمكن اجمال السنن في العيد "التكبير والتطيب والاغتسال ولبس أجود الثياب للعيد لقول الحسن بن علي رضى الله عنه"امرنا الرسول في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وان نتطيب بأجود ما نجد "
ويستحب أن يأكل المسلم في عيد الفطر قبل الخروج الى صلاة العيد لأن أنس بن مالك يقول رضي الله عنه"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم الفطر لم يخرج حتى يأكل تمرات ".
وتابع سلامة" يستحب أيضا المشي الى المسجد بسكينة ووقار والأفضل أن يرجع من طريق غير التي ذهب منها ثم التكبير في المصلى وبعدها صلة الأرحام والعطف والفقراء والمساكين .