عمر حمَّش " كل عامٍ وأنتم بلا ملل .. "

thumbgen
حجم الخط

في العيد .. يأتينا الجنرال ملل، ويمتطي الأركان .. يأتينا صامتا ..

لم يزل الجنرال ملل قوةَ عيدنا العظمى ..

أول ما يعبرُ الصدر؛ يجلسُ ثقيلا كربِّ عمل، يحصي على الفلسطيني الأنفاس، ثمَّ يمررها إلى الرئتين..

هو لا يميت بالضربة الأولى، لكنه ينساب في أطراف الروح مثل فرخ اخطبوط ..

يبدأ من ركنٍ الوصول، ثمّ يرسل أذرعه إلى كل شيء ..

عيد الملل، والقهر، والجزع ..

عيدُ شرخنا، وتشظينا، وفشلنا العجيب في لمّ الذات ..

عيدُ مللْ ..

عيدُ الأرامل، والثكالى، والجياع ..

عيدُ القابعين تحت التراب، أو خلف القضبان ..

وأيضا عيدُ اللصوص، والطفيليين، والانتهازيين، وسرّاق الأحلام ..

عيد أطفالنا الحيارى .. الذين يفهمون، ولا يفهمون معنى عجز الأبوين عن توفير ثوب العيد، ولعبة العيد، ولقمة العيد الدسمة .. مثلما تفترض طقوس الحياة ..

عيدُ الجنرال ملل ..

والفلسطيني الذي يقول: ملل يا الله ملل ..