عبدالقادر ابو الفحم " ابو حاتم " شمس المناضلين ....
في ذكرى إستشهاده السادسة والأربعون .. عندما يُذكر إسم عبدالقادر أبو الفحم ( ابو حاتم ) يستذكر التاريخ أنصع صفحاته البطولية والنضالية , فأبو حاتم ليس كما الغير إنه رجل أحب الوطن منذ نعومة أظافره ونذر نفسه للدفاع عن الوطن وسطر البطولات ويشهد له شارع جلال بخانيونس كم كان فارساً في مواجهة العدو الصهيوني .
عاهد نفسه أن لا يترك الاحتلال يهدأ أو يجني ثمار عدوانه فهو من مؤسسي قوات التحرير الشعبية وكان ينفذ العمليات بنفسه مع رفاقه من الفدائيين وكان مثالاً للقائد الوطني الخلوق والفارس المقدام والمقاتل الشرس الذي تعرفه أرض قطاع غزة شوارعها وأزقتها , وكل الشُرفاء .
لازلت أذكر صبيحة ذلك اليوم الأسود من شهر ديسمبر سنة 1968 م كنت في غرفه رقم ( 7 ) من قسم ( ج ) بسجن غزة المركزي عندما أذاع راديو العدو الصهيوني في نشرته الصباحية نبأ اعتقال القائد / عبدالقادر أبو الفحم , وكأن صاعقة وقعت علينا ليسود السجن صمت قاتل ولتنزف القلوب ألماً لاعتقاله .
لقد تم اعتقال ابو حاتم بعد معركة شرسة قاتل خلالها قوات العدو وأوقع بهم العديد من القتلى والجرحى ورفض الانسحاب وقام بتغطية انسحاب رفاقه فاخترقت جسده الطاهر أكثر من 35 طلقة إحداها كانت في فكه ونقل الى مستشفى سيروكا ببئر السبع وهو فاقد الوعي .
تمت محاكمته ومن ثم ترحيله الى سجن عسقلان سنة 1969م وهناك التقيت به أثناء الزيارة كان يعرفني لأننا جيران كنا واقفين ووجوهنا الى الحائط فقال لي كيف حالك يا عبد - شد حيلك فقلت له الحمد لله كلنا فداء الوطن يا عم ابو حاتم المهم كيف صحتك فإلتفت التفاته بسيطة جهتي وكانت ابتسامته تجلل وجهه النحيف وقال الله معك . فحضر السجان ليأخذنا الى غرفة الزيارة وكانت زوجته وأبناءه ووالدتي التي اخذت تتحدث معه وتطمئن عليه كشيمة الفلسطينيات المناضلات فقال لها كلمة أعتز بها وأضعها وساماً على صدري " يا أم العبد ما تخافيش على العبد العبد راجل " .
بقي ابو حاتم في سجن عسقلان " المجدل " وتم ترحيلي الى سجن كفاريونا ومن ثم الى سجن بئر السبع وكنت من أول نزلائه وكان ذلك سنة 1970 م وفي 10/ 7 / 1970م كانت الفاجعة بالنسبة لنا عندما علمنا بإستشهاد القائد ابو حاتم على أثر الإضراب في سجن عسقلان وهو أول إضراب تخوضه الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال , لقد رفض استثناءه من الإضراب وقال قولته الشهيرة " لم أتخلف يوماً عن أداء الواجب وسوف أكون أول المضربين حتى لو أدى لإستشهادي " فكان له أن أصبح أول شهيد للحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال لينال شرف الشهادة .
سلام لروحك أيها القائد / عبدالقادر ابو الفحم ، خلدك الوطن الذي أحببته وقضيت من أجله وما تخلفت عن النضال في أي مكان كنتَ فيه ، معذرةً ابو حاتم إذا كان مسؤولي الوطن لم يوفوكَ حقك أو يكرموك بعد رحيلك فأنت في القلب منا والوطن لن تغيب عن سماء فلسطين لحظة .
ستبقى تذكرك الأجيال لأنكَ سطرت بدمك الطاهر أنصع صفحات النضال في التاريخ المعاصر فالشمس لن تحجبها غيوم .
تحيةً لكَ في ذكراك ولن ننساك فأنت مَن عشقَكَ الوطن وكل حُر شريف مناضل في الوطن والشتات . رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى يا بطل الأبطال . بقلم الشاعر والكاتب :- عبدالقادر فرج الله