رغم ما يعانيه المواطنون في قطاع غزة من ظروف معيشية صعبة إلا أنهم استقبلوا عيد الفطر السعيد بكل بهجة وفرح، لكن سرعان ما تبدل هذا الفرح إلى حزن في ثاني أيام العيد، حيث تراشقت الأحداث المؤلمة والحزينة هنا وهناك، والتي نتج عنها عدد من الوفيات أكثرهم من الأطفال، والعديد من الإصابات بجروح مختلفة، إثر حوادث متنوعة في أنحاء متفرقة بالقطاع.
وأحصت وكالة خبر، إجمالي الحوادث المؤسفة التي وقعت خلال أيام عيد الفطر، من حالات وفاة وإصابات عديدة في صفوف المواطنين، حيث بلغ عدد الوفيات "10" حالات، بينهم "6" أطفال وسيدة، وإصابة "11"مواطن إثر حوادث مختلفة، وما يقرب "1000" حالة تسمم نتيجة سمك الفسيج والرنجة الفاسدة.
ففي ثاني أيام العيد، وصل عدد الوفيات إلى "7" حالات معظمهم أطفال في حوادث مختلفة، و "6" إصابات إثر حوادث سير مختلفة في مناطق متعددة بالقطاع.
في حين سجّل اليوم الثالث "3" وفيات في حوادث متعددة، و "5" إصابات جراء مشكلة عائلية.
وبدوره، قال مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية د. مجدي ظهير في تصريح خاص لوكالة "خبر"، إن عدد الحالات التي وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة جراء تسممهم من سمك "الرنجة" خلال ثلاث أيام عيد الفطر، وصلت إلى "1000" حالة.
وحول طبيعة الحالات التي وصلت المستشفيات، أوضح ظهير أن حالات التسمم التي وصلت إلى المستشفيات إثر تناولها سمك الفسيخ الفاسد، كانت مصابة بأعراض الإسهال وآلام حادة في البطن.
وأكد ظهير على أنه تم التعامل مع المصابين بشكل مباشر، وتم إخراجهم من المستشفى فور تلقيهم العلاج المناسب، لافتاً إلى أنه لم يتم تحويل أي حالة إلى الأقسام الداخلية في المستشفيات.
وأضاف أن أغلب حالات التسمم كانت أغلبها من محافظة خانيونس، ونسبة قليلة من محافظة رفح والوسطى.
ويشار إلى أن وزارة الصحة بغزة، حذرت في وقت سابق المواطنين من تناول سمك الفسيخ والرنجة تخوفاً من فساده وإصابتهم بالتسمم، لحين صدور إيضاحات حول موضوع الإصابات والحد من تزايدها بين المواطنين.
فيما أتلفت مباحث التموين في بلدية خانيونس جنوب قطاع غزة، "3" آلاف كيلو من سمك الفسيخ و الرنجة الفاسدين.
ومن جهة أخرى، نفذت وزارة الاقتصاد بغزة، حملة مراقبة ومتابعة للمطاعم والمحال التجارية بعد حالات التسمم الكبيرة التي وصلت مستشفيات القطاع نتيجة تناول المواطنين الأطعمة الفاسدة.
وأكد الوكيل المساعد في وزارة الاقتصاد عماد الباز، على أنه تم إغلاق "4" مطاعم مخالفة للمعايير الصحية، مضيفاً: "لن نتوانى في إغلاق أي مطعم يستخدم الأطعمة الفاسدة التي تضر بصحة المواطن".
كما ضبطت دائرة حماية المستهلك التابعة لوزارة الصحة في ثالث أيام عيد الفطر، "130" كيلو صدر دجاج فاسد، يستخدم لصنع الشاورما في أحد مطاعم مدينة رفح جنوب القطاع، بالإضافة إلى ضبط وزارة الاقتصاد شوكولاتة فاسدة تباع في أحد مولات قطاع غزة.
ففي ظل كل هذه الأحداث التي تقع على كاهل المواطن الغزي، هل سيبقى يعتصر ألماً في واقع معيشي صعب أرهقه بفعل الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض عليه منذ 10 سنوات؟!، أم ستأتي عليه حياة تنقله إلى واقع أفضل؟!.