لم تقف الإعاقة سدًا منيعًا أمامه, سهر الليالي وإجتهد وواصل دربه حتى نال ما أرداه.
الطالب المتفوق محمد عوض من سكان من سكان حي الأمل غرب محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة والحاصل على معدل %96.4بالفرع العلمي في امتحانات الثانوية العامة.
الطالب عوض الذي تعرض إلى فقدان النظر في عينه اليُمنى بفعل حدث عرضي تعرض له أصر على أن يواجه الإعاقة فبذل كل جهده منذ اليوم الأول في مرحلة الثانوية العامة, يقول لمراسل "وكالة خبر" منذ دخولي المدرسة اخدت على عاتقي عهد أن أبذل قصارى جهدي وتحديت نفسي لأحقق النجاح بنسبة عالية, حتى أتمكن من دراسة طب العيون وهذا ما تحقق بفضل الله".
منذ وصولنا إلى بيت الطالب المتفوق عوض حتى كانت أصوات الزعاريد تتعالى, وملامح البهجة التي رسمت على وجوه المحبين والمهنئين من الأهل والأقارب.
بدأنا بتقديم التهاني لمن حضر صفوف المهنئين وهم كثر وإخترقنا الصفوف حتى وصلنا إلى محمد والذي عبر في أول لقائنا معه عن فرحته قائلًا: "انتظرت هذه الفرحة طويلًا .. والحمد لله حققت ما تمنيت".
وأردف قائلا " النجاح له طعم مختلف عن أي شيء آخر, خاصة وقد عانيت كثيرًا طول حياتي, فمنذ أن كنت بعمر الستة سنوات تعرضت لحادث أفقدني البصر في عيني اليُمنى, وفي العام 2012 قُصف منزلنا وتعرض للتدمير بشكل كامل فاستأجرت عائلتي منزل صغير لم أتحمل الدراسة في أجوائه بسبب ضيق مساحته, رغم ذلك واصلت ودرست حتى أحصل على ما حصلت عليه الآن وأعيش هذه الفرحة.
وتمنى محمد أن يحصل على منحة دراسية تمكنه من دراسة التخصص الي يتمناه طب العيون في أحدى الجامعات المحلية أو في الخارج حتى يُكمل حلمه, خاصة لعدم قدرة أسرته توفير تكاليف دراسته.
وأهدى محمد نجاحه إلى والديه ومدرسيه الذين لم يقصروا معه طوال فترة دراسته وإلى كل من سانده ووقف بجانبه حتى حقق ما تمناه.
يجلس والد "محمد" بجواره يستقبل المهنئين بنجاح ابنه, وشاركنا اللقاء يقول لمراسل "وكالة خبر" وملامح السعادة رسمت على وجهه: " تلقينا الخبر بفرحة كبيرة بسبب الظروف الصعبة التي مرِّ بها محمد من فقدان لبصره وما مررنا به نحن أسرته من تدمير المنزل واستجار منزل صغير لم تكن متوفرة فيه الأجواء المناسبة.
وأضاف: " كان محمد متفوقًا طيلة سنوات الدراسة وكان مميزا جدًا في دراسته وما أن بدأت رحلة التوجيهي وبدأ معها الاستعداد الشخصي من خلال التركيز والقراءة المتواصلة ومن خلال مساندة أهل بيته وأسرته بتوفير ما يمكن من الأجواء المناسبة للدراسة.
ويتابع: "رغم أنه كان مميزًا إلا أن معاناته بفقدان البصر كان همه وهمنا الكبير حيث فقد عينه منذ صغره ولكننا لم نيأس وها نحن اليوم نحتفل بهذه المناسبة والفرحة تملئ بيتنا.