اعتقال مساعد أردوغان في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب في تركيا

10643845-v2_xlarge
حجم الخط

ذكرت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة، أنّ مساعد الرّئيس رجب طيّب إردوغان وكاتم اسراره ، قد اعتقل اليوم الأحد، في إطار التّحقيق حول محاولة الانقلاب التي وقعت ليل السّبت-الأحد. وأضافت الوكالة أنّ نيابة أنقرة طلبت وضع الكولونيل علي يازجي، مساعد إردوغان منذ 12 آب/أغسطس 2015، والمقرّب بصفته هذه من الرّئيس، في الحبس على ذمّة التّحقيق.

وبحسب قناة 'سي إن إن تورك' الإخباريّة، فإنّ يازجي كان في أنقرة، عند وقوع محاولة الانقلاب، في حين كان إردوغان في إجازة في مرمريس، جنوب غرب البلاد، ومنها اتّجه إلى إسطنبول.

وكثّفت السّلطات التّركيّة عمليّات الاعتقال في صفوف الجيش والقضاء، إثر محاولة الانقلاب التي اتّهم إردوغان الدّاعية فتح الله غولن، حليفه السّابق، بتدبيرها.

وقال وزير العدل التّركيّ، بكير بوزداغ، صباح اليوم الأحد، إنّه تمّ توقيف نحو ستّة آلاف شخص.

وتواصلت الأحد في تركيا، عمليّات المطاردة والاعتقالات بعد فشل المحاولة الانقلابيّة الدّامية التي نفّذها عسكريّون ضدّ نظام الرّئيس رجب طيّب إردوغان.

واستخدمت في المواجهات طائرات مقاتلة ودبّابات، وشوهدت مظاهر عنف غير مسبوقة في أنقرة وإسطنبول، لم تسجّل منذ عقود. وجرت المواجهات بين متمرّدين وقوّات موالية للنظام، إضافة إلى آلاف الاشخاص الذين نزلوا إلى الشّوارع.

وبحسب رئيس الحكومة التّركيّة، بن علي يلدريم، فإنّ الحصيلة غير النّهائيّة للمواجهات هي 161 قتيلًا بين عناصر الشّرطة والجيش الموالين للسلطة ومدنيّين وصفتهم أنقرة بـ 'الشّهداء'.

كما أعلن الجيش مقتل 104 من الانقلابيّين، ما يرفع الحصيلة المؤقّتة إلى 265 قتيلًا.

وبحسب رئيس الحكومة، فإنّ 1440 شخصًا على الأقلّ، أصيبوا بجروح.

ويبدو أنّ محاولة الانقلاب من فعل أقليّة داخل الجيش، لم تكن تحظى بتأييد القيادة العليا للمؤسّسة العسكريّة.

وفي حين كانت محاولة الانقلاب لا تزال جارية، اتّهم إردوغان الدّاعية المقيم في المنفى بالولايات المتّحدة، فتح الله غولن، بتدبيرها.

لكن غولن نفى بشكل قاطع أيّ صلة له بمحاولة الانقلاب.

وطلبت أنقرة من واشنطن تسليمها الدّاعية.

وأعلن وزير العدل التّركيّ، بكير بوزداغ، أنّ 'هناك نحو 6000 شخص قيد التّوقيف الاحتياطيّ. وعمليّة التّطهير مستمرّة'.

وأعلنت الحكومة، يوم السّبت، توقيف نحو ثلاثة آلاف جنديّ لتورّطهم المفترض في المحاولة.

وبحسب قناة 'إن تي في'، فقد تمّ توقيف 34 جنرالًا من رتب مختلفة حتّى الآن. وبين هؤلاء قيادات بارزة مثل إيردال أوزتورك، قائد الجيش الثّالث وآدم هودوتي، قائد الجيش الثّاني.

وتمّ الأحد توقيف قائد الحامية في مدينة دينزلي (غرب) أوزان أوزبكير و51 جنديًّا، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الأناضول.

من جهة أخرى تمّ توقيف جنرال رفيع المستوى في سلاح الجوّ هو بكير أرجان فان و12 ضابطًا في قاعدة إنجرليك (جنوب) التي يستخدمها التّحالف الدّوليّ في غاراته ضدّ الإرهابيّين في سورية.

ولا تقتصر عمليّة التّطهير على الجيش، بحسب وكالة الأناضول، التي أشارت إلى صدور مذكّرات توقيف بحقّ 2745 قاضيًا ومدّعيًا في كامل تركيا.

ويصعب تقدير عدد الموقوفين. وأحصت قناة إن تي في، أكثر من 500 موقوف، في حين قالت وكالة دوغان، إنّه تمّ توقيف 44 قاضيًا ومدّعيًا، ليل السّبت إلى الأحد في مدينة قونيا (وسط) و92 في غازي عنتاب (جنوب شرق).

ومع أنّ كبريات العواصم العالميّة، عبّرت عن دعمها للرئيس إردوغان المنتخب ديموقراطيًّا، إثر محاولة الانقلاب، فإنّها أبدت قلقها من طريقة استغلالها من قبل أنقرة.

وذكر الرّئيس الأميركيّ، باراك أوباما، تركيا بأنّ على الأطراف المعنيّة كافّة، أن 'تتصرّف في إطار دولة القانون'.

وحثّ وزير الخارجيّة الكنديّ، ستيفان ديون، السّبت، أنقرة على تسوية مسائل 'ما بعد الانقلاب' وفق 'المبادئ الأساسيّة للديموقراطيّة'.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجيّة الفرنسيّ، جان مارك آيرولت، أنّ الانقلاب الفاشل في تركيا، لا يعني 'شيكًا على بياض' للرئيس إردوغان للقيام بعمليّات 'تطهير'.

ورأت وزيرة خارجيّة الاتّحاد الأوروبيّ، فيديريكا موغيريني، أنّ 'احترام القانون ودولة القانون والدّيموقراطيّة تشكّل أفضل وسيلة لمواجهة الصّعوبات التي تعيشها تركيا، مع الحرب على حدودها ومأساة الإرهاب وضرورة تعزيز الانسجام الاجتماعيّ والحوار السّياسيّ'.

ودعا وزير خارجيّة النّمسا، سيباستيان كورز، أنقرة، إلى الابتعاد عن 'سوء استخدام' الانقلاب الفاشل وإلى 'عدم منح التّعسّف تفويضًا على بياض'.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء، اليوم الأحد، أنّ قرارًا صدر بتوقيف على يازجي، المستشار العسكريّ للرئيس التّركيّ، رجب طيّب إردوغان، على خلفيّة محاولة الانقلاب.

وذكرت مصادر أمنيّة، أنّ عمليّة توقيف يازجي، جاءت عقب إصدار النّيابة العامّة في العاصمة أنقرة، مذكّرة توقيف بحقّ يازجي، بحسب الأناضول.

وتولّى يازجي منصب مستشار الرّئيس التّركيّ في 12 آب/أغسطس 2015، بمراسم رسميّة في المجمع الرّئاسيّ بأنقرة.

وفي سياق متّصل، أعلنت رئاسة الأركان التّركيّة، أنّ إفشال محاولة الانقلاب 'تمّ بجهود أغلبيّة عناصر القوّات المسلّحة بمؤازرة قوى الأمن الأخرى'.

وأعلن الجيش التّركيّ، رسميًّا، اليوم الأحد، نهاية محاولة الانقلاب من جانب من أسماهم بـ 'الخونة'.

وتعهّد الجيش بتوقيع عقاب شديد على من شاركوا في تلك المحاولة الفاشلة، بحسب ما ورد في بيان أذاعته محطة 'تي آر تي' الرسميّة ونشرته وسائل إعلام محليّة.

وقال بيان لوزارة الخارجيّة التّركيّة، إنّ عدد القتلى من محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد زاد على 290، مضيفًا أنّ عدد المصابين أكثر من 1400.

وتابع أنّ بين القتلى أكثر من 100 شاركوا في محاولة الانقلاب وأنّه ما من شكّ في أنّ المحاولة الانقلابيّة دبّرها أتباع رجل الدّين فتح الله غولن، الموجود في الولايات المتحدة.

ويعيش غولن في منفى اختياريّ في الولايات المتّحدة ونفى ضلوعه في محاولة الإطاحة بالحكومة، مندّدًا بها بوصفها إهانة للديمقراطية.