اعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن حرب لبنان الثانية كانت حرباً مبررة رغم مواضع الخلل التي تبدّت فيها. وأشار في مراسم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في تلك الحرب إلى أن من يعتقد من أعداء إسرائيل أنها «بيت عنكبوت» سوف يتلقى منها «قبضة حديدية». وبرّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في المراسم ذاتها تلك الحرب، معلناً أنه «إذا فرضت علينا حرب مقبلة، فلن يكون أمامنا خيار سوى الانتصار».
وأقيمت أمس في «جبل هرتسل» في القدس الغربية المحتلة المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في عدوان تموز على لبنان عام 2006. وشارك في المراسم العديد من قادة إسرائيل.
وألقى نتنياهو خطاباً شدّد فيه على أنه مرّ عقدٌ من الزمن على تلك الحرب، وأنه إذا تم انتهاك الهدوء هناك، فسوف يكون الرد الإسرائيلي جباراً. وأضاف أن «حزب الله أنشأ في لبنان موقعاً متقدماً لإيران، وأن كل ما جرى في هذه السنوات في الشرق الأوسط، هو استمرارٌ لذلك الميل. فالإسلام الراديكالي يتطلع لوأد الحياة. والإرهاب يضرب في نيس، أورلاندو، وفي شارونا وعتنئيل. ونحن على استعداد لمواجهة كل السيناريوهات. إذا حوفظ عندنا على الهدوء، فإن من يقفون قبالتنا سوف يتمتعون بالهدوء. وإذا اقتضى الأمر منا أن نردّ على العدوان، فإن ردّنا سيكون جباراً».
وأضاف نتنياهو أن «من يظن أنه سوف يجد هنا بيت عنكبوت، سوف يتلقى جداراً حديدياً، قبضة حديدية. فاستعداد مقاتلينا للتضحية بأرواحهم، يُشّكل حجرَ أساس بالنسبة لنا. وأحياناً لا مفر، ونحن نرسل جنودنا في معارك دفاعية. وكل مهمة نرسل إليها الجنود، في كل مرة يستدعيها الظرف مني ومن وزير الدفاع ورئيس الأركان إرسال جنود للمعركة، فإننا ننظر إلى كل الجوانب بإمعان، بمسؤولية قصوى، وبخشية مقدسة، لأننا نفهم ما معنى خسارة جنود، آباء». وأضاف أنه «أيضاً في حرب لبنان الثانية قبل عقد من الزمان، خرج المقاتلون للدفاع عن شعبهم ضد عدّو وحشي بدأ هجوماً وحشياً على مدن إسرائيل. والجبهة والداخل صمدا سوياً 34 يوماً من الحرب».
وشدد نتنياهو على أن حرب لبنان الثانية هي حرب مبررة، رغم الإخفاقات ومواضع الخلل التي تبدت خلالها. وقال: «لقد استثمرنا، وما زلنا نستثمر في استخلاص العبر منها وتجسيد كل دروسها. ومن المهم أن نثني من كل قلوبنا على شجاعة روح الجنود، فالبوصلة القيمية لم تتشوش. ففقدان القيم حول «كيف»، وليس حول «لماذا». وهذا هو الضمان لئلا يفلح أعداؤنا في إطفاء شعلة إسرائيل. فحرب لبنان لم تكن حرباً من أجل أرض، كما أنها لم تكن حرباً بين دولتين. ومع ذلك، كانت صداماً بين تنظيم إرهابي ودولة تقدس الحياة وكرامة الإنسان».
من جهته، شدد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في المراسم ذاتها على تضحيات الجنود والقادة الذين غطوا على الإخفاقات التي ظهرت في الجاهزية للحرب، في مخازن الطوارئ وفي العتاد. وقال إن «هذه الحرب فتحت عيوننا، وكانت رنين جرس لإيقاظنا. منذ ذلك الحين وحتى الآن، أجريت تحقيقات. والجيش الإسرائيلي حسّن وصحّح، وأذرع الأمن المختلفة استخلصت العبر».
وبحسب ريفلين، فإن القدرة على التحقيق في الحروب ليست أمراً بديهياً وهي تشهد على قوة دولة إسرائيل. «محظورٌ علينا أن نتشوش، فحزب الله تلقى ضربة قاسية، ودولة إسرائيل ردعت أعداءها. منذ ذلك الحين، عاد الهدوء إلى الشمال والمستوطنات هناك تزدهر وتكبر». ومع ذلك، أوضح ريفلين أن «حزب الله لم يكف عن جهوده لتدمير إسرائيل». وبحسب كلامه، فإن «الحرب المقبلة، إذا فرضت علينا ستكون قاسية، ولكننا سوف نخرج منها منتصرين. فليس أمامنا خيار آخر. نحن لا نملك ترف ألا نكون جاهزين».
وحضر المراسم إلى جانب نتنياهو وريفلين رئيس الكنيست يولي أدلشتاين ورئيس الأركان غادي آيزنكوت. وكان من المقرر أن تبحث لجنة الخارجية والأمن مساء أمس في خلاصات وعبر تلك الحرب، وخصوصاً حول جاهزية إسرائيل وجبهتها الداخلية لحرب أخرى. وكانت الكنيست قد عقدت جلسة خاصة بكامل قوامها لإحياء ذكرى الجنود القتلى.
وكان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قد أعلن في حفل الكنيست أن «نظرة واعية إلى المناطق على طول الحدود الشمالية، التي منها جاء الشرّ، تعلمنا أن الهدوء النسبي الذي يميز تلك المنطقة بعيدٌ عن أن يُعّبر عن مزاج أعدائنا». وأضاف «أننا عازمون على منع الحرب المقبلة، لنبني هنا مجتمعاً يجدر بالأبناء الذين سقطوا».
أما نتنياهو فقال في جلسة الكنيست إن «حزب الله بدعم إيراني أحال لبنان إلى مخزنٍ هائل للسلاح. ونشر التآمر والإرهاب الإيراني مستمر عبر شبكات إرهاب عالمية وتطوير صواريخ بعيدة المدى. والعدوانية مسنودة بصناعات إيرانية متطورة وبطموح متواصل لتطوير قدرات نووية».