يا ليت حـــركــــــة الشبيبة تـــعود يومــــاً ....

201351514955387
حجم الخط

حركة الشبيبة الفتحاوية , مؤسسة تابعة لحركة فتح داخل الجامعات أسست في مطلع الثمانيات , ذراعاً طليعياً للحركة شبابياً وطلابياً ، لتبدأ مشواراً جديداً في تحديث العمل الشبابي الفلسطيني ، و العربي ، والعالمي ، على أسس تتكفل بأخذ الشباب دورهم الطبيعي ، في صناعة القرار وصياغة المستقبل ، لتحمي مستقبلها وتواكب وتسهم بقدرتها في عملية البناء والتحديث فلسطينيا ، وتعكس اسهاماتها عربيا وكذلك في الحضارة العالمية و تطورها ، على أنه في البدء ينصب اهتمامها على استكمال المشوار النضالي ، في الكفاح حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال - لشعب دخل الألفية الثالثة - تحت الاحتلال , لأنه من الطبيعي عندما نقول طلاب جامعات فنحن نقول , طاقة و فكر و تغيير , هذه كانت النظر التى أتبعتها الشبيبة , 

هذه القاعدة التى أسست الشبيبة بناءاً عليها , وهذه هي الغاية التى وجدت لأجلها , القاعدة والأسس التى بنت عليها سليمة ونبيلة و وطنية بالدرجة الأولى لذلك نشعر بمدي الكارثة والفاجعة التى نحن فيها اليوم عندما أصبحت هذه الحركة مجرد حركة للمناكفات و المؤامرات بين أبنائها داخلياً , لنجدها انحرفت تماماً عن بوصلتها الأساسية و عن مشوارها الوطني بامتياز , 

المشكلة بكل واقعية ليست باسم الشبيبة ولم تكن يوماً كذلك , فالاسم و المبادئ لا خلاف عليهما ولكن تكمن المشكلة بالأشخاص التى تحمل هذا الفكر , الأشخاص الذين يطبقون سيناريو فرض عليهم لأشغال الشبيبة عما يهم وعن الهدف الأساسي التى أسست لأجله , عند احتكاكنا المباشر مع أبناء الشبيبة داخل الجامعات وجدنا هناك تدني تنظيمي و ثقافي هائل لدي الأغلبية و سبب ذلك عدم وجود رؤية مستقبلية لعملها و نشاطها وتدخل الجميع و " اللعب " فيها بدون أي رقابة أو رادع عليهم , 

كيف أصبح بالهيئة , كيف أكسب التحالفات لأحصل علي المنسق أو مجلس الطلبة , كيف أجلب الأصوات لأنجح في المكتب الحركي , هذه هي الأفكار المسيطرة علي عقول أغلب الشباب داخل هذا الإطار , وفي المقابل تجد الأطر الأخرى تعمل بسر وتتغلغل داخل الجامعات و تحاول اللعب علي وتر ضعف الشبيبة ومشاكلها الدائمة التى لربما تصل أحياناً للتشابك بالأيدي أو اللفظي , 

والغريب و العجيب ان تجد ادارة الجامعة التى هي بالأساس تابعة لمنظمة التحرير أو حركة فتح لا تساعد الشبيبة ولا تقدم يد العون لهم بالطريقة الصحيحة بل وتتعامل معهم كأي أطار داخل الجامعة لربما يكون هذا التعامل بالنسبة لإدارة الجامعة الأصح والأفضل لكي ترتاح من الرقابة و المطالب الطلابية ولكن بالنسبة لمشروع حركة فتح و الشبيبة فهو نكبة بكل المقاييس , فجميعنا يعلم ان الفتح هي الأنسب لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني , 

عندما اسست الشبيبة علي يد المناضلين في السابق كانوا لا يجدون لهم مكان لأنهم شباب , فأسسوها و عملوا عليها جيدا لذلك وصلوا لما يحلمون فيه ولكن بعد خروجهم منها و عدم معرفة الذين أتوا بعدهم قيمتها بتخريج الشباب تنظيمياً وفكرياً كانت كارثة التى أصابت هذه الحركة ،

المشاكل لا تنتهي و التحليل بات أمر فارغ فما الحل ؟! , الحل بوجهة نظري المتواضعة عقد الانتخابات بأسرع وقت ممكن و وضع رقابة علي المرشحين و المنتخبين و وضع معايير للترشيح والانتخاب ووضع رؤية وبرنامج للعمل عليه خلال فترة محددة و التركيز علي الاستقطاب و التعبئة الفكرية بالمقابل مساعدة الطلاب و العمل علي الفعاليات التى تنفع وتفيد طلابنا داخل الجامعات , والتركيز علي النظام الأساسي للحركة ودمج الشبيبة داخل التنظيم و المطالبة بتمثيل شبابي من أعلي الهرم لأسفله , وزرع روح النضال والكفاح داخل الطلاب و العمل علي تخريجهم بكامل الوعي عن القضية و التاريخ والحركة ,

لو عادت حركة الشبيبة الفتحاوية ومثلت دورها الحقيقي ستكون باستطاعتها استنهاض الحركة و إزالة هذا الترهل والتشرذم داخل الفتح و ستكون أقوي حلقاتها و ذراعها المثقف في المجتمع الفلسطيني , سنعمل بكل جهدنا لتعود كذلك , وتعالوا لنوحد جهدنا و طاقتنا لتكون حركة كما نحلم ونتخيل و تستطيع التغير والاستنهاض , أنا لست بمنظر ولكن انتمائي لها يدفعني ان أخشى عليها من رياح الفتن و الانقسامات والضعف داخلها , فتح تحتاج " شبيبة أصيلة "