ما أن يعتاد أهالي قطاع غزة على جدول الكهرباء، سرعان ما يحدث طارئ يؤثر على عدد ساعات وصلها بشكل أسوأ، وذلك بزيادة عدد ساعات القطع لتصل في بعض الأحيان إلى أربعة عشر ساعة قطع مقابل ساعات وصل قليلة متقطعة، ما ينغص على حياة المواطنين، ويمنعهم الاستفادة منها بشكل جيد.
عادة ما يحدث تغيير على جدول الكهرباء بالتزامن مع قدوم وفود قطرية أو تركية إلى قطاع غزة، هذا ما لاحظه سكان القطاع، حيث يتم تغيير الجدول بشكل فوري ما جعلهم يجزمون أن أزمة الكهرباء مفتعلة لأغراض سياسية بحتة.
بالإضافة إلى استمرار فرض ضريبة البلو على محطة توليد الكهرباء، ما تعتبره سلطة الطاقة في غزة عاملاً في تعميق الأزمة.
فضلاً عن تبادل الاتهامات بين الضفة والقطاع حول استمرار الأزمة ومن الجهة التي تمتلك حلها.
وتجولت عدسة وكالة "خبر" في شوارع غزة، ورصدت آراء المواطنين الذين عبروا عن مدى استيائهم من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي يؤثر على حياتهم اليومية بشكل سلبي, حيث قال أحد المواطنين: " نريد أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء تغيير جدول الكهرباء للأسوأ، عند قدوم الوفود المانحة إلى قطاع غزة".
وأضاف، "نحن لا نريد مساعدات على حساب قطع الكهرباء", محملاً طرفي الانقسام المسؤولية عن أزمة الكهرباء، التي هي حجة لإلهاء الناس عن المشاكل الرئيسية.
فيما أوضح أحد البائعين في المحلات التجارية، أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر عليهم بشكل سلبي، حيث يضطرون إلى تشغيل المولدات الكهربائية لفترات طويلة، ما يكلفهم الكثير من أعباء العمل.
وعبرت مواطنة أخرى عن سخطها الشديد بسبب انقطاع الكهرباء، قائلة: "نحن في صراع دائم مع الوقت لإنهاء كافة أعمال البيت قبل انقطاع التيار الكهربائي".
ومن جهة أخرى، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة الكهرباء طارق لبد، "إن الكهرباء المتوفرة والناتجة عن مولدات شركة الكهرباء، بالكاد تكفي لتوزيع ست ساعات وصل، وفي مناطق أخرى تصل إلى أربع ساعات".
وحول أسباب أزمة الكهرباء، أوضح لبد أن أسباب هذه الأزمة هو تعرض أحد الخطوط الإسرائيلية للانقطاع المفاجئ، بالإضافة إلى كثرة الأحمال، ما يؤدي إلى زيادة العبء على الشبكة، خاصةً في ذروة فصل الصيف، حيث الحر الشديد الذي يدفع المؤسسات والمساجد والقطاعات الخاصة والحكومية إلى استهلاك كميات كبيرة منها بسبب تشغيل المكيفات.
وتابع، "أن الانقطاع المتكرر للخطوط المصرية بشكل شبه يومي، وتوقف أحد مولدات شركة الكهرباء أثر سلباً على عدد ساعات وصل الكهرباء لمنازل المواطنين".
وحول ربط المواطنين قطع التيار الكهربائي بالوفود التي تصل غزة، أشار لبد إلى أن الوفود لا تنقطع عن قطاع غزة و أن جدول الكهرباء لا علاقة له بالوفود التي تصل القطاع، مضيفاً: "أن هذا مجرد تعبير عن غضب الشارع الغزي بسب قطع التيار الكهربائي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي الحديث عن وجود حل لهذه الأزمة، أكد لبد على أن الوعود المتكررة من الحكومة والجهات المانحة بإيجاد حلول للأزمة، ما هي إلا حبر على ورق في انتظار تنفيذها، وأنه لم يتم التوصل إلى أي حلول منطقية تنهي المشكلة.
وما أزمة الكهرباء إلا إحدى أبرز أزمات قطاع غزة، فهو يعاني العديد من المشاكل منذ عشر سنوات، كارتفاع نسب البطالة وتكدس العمال، وانعدام فرص العمل، وازدياد أعداد الخريجين عاماً بعد عام، والحروب المتكررة التي تحصد آلاف الأرواح مخلفة ورائها دماراً كبيراً، بالإضافةً إلى إغلاق المعابر التي تعيق حركة المواطنين خاصة المرضى منهم.