«هو العدو بس اللي لفّ وقتلك؟ واللا العدو كل اللي سابك تموت؟ هو العدو بس اللي لفّ وقتلك؟ واللا اللي قبل الموت بنى لك تابوت
هو العدو بس اللي لفّ وقتلك؟ واللا العدو كل اللي يقدر يخون؟ هو العدو بس اللي لفّ وقتلك؟ واللا اللي قبل الموت بنى لنا السجون؟».
من قصيدة: إلى شهيد فلسطيني، اتقتل ولا اعرفش اسمه
زين العابدين فؤاد/ مصر
*****
حلم أم علم؟
حقيقة أم خيال؟
أية حياة تلك التي نعيشها؟! أية حياة؟!
الإنسان قاتل أو قتيل،
بالرصاص أو السكين أو النار، أو العبوات الناسفة، أيها أرحم؟!
*****
تضيق الأرض بنا،
تضيق أحلامنا،
تضيق أمنياتنا،
من حرية الوطن وحرية الإنسان إلى حرية الموت،
من اتساع الكون إلى ثقب إبرة.
*****
عبد الله عيسى، ابن فلسطين، أو ابن مخيم الحندرات شمال حلب، أو ابن حمص، أو ابن حماة،
محمد أبو خضير، ابن مخيم شعفاط في القدس،
حمزة علي الخطيب، ابن بلدة الجيزة في محافظة درعا،
محمد جمال الدرَّة، ابن مخيم البريج في قطاع غزة،
دماؤكم في رقابنا من المحيط إلى الخليج.
*****
«بثت «حركة نور الدين الزنكي»، وهي من الفصائل المقاتلة في سورية، التي تصنَّف ضمن المعارضة السورية المعتدلة، شريطاً مصوَّراً لعناصر من الحركة، وهم يقومون بذبح طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، زعمت الحركة أنها أسرته صباح يوم 19 تموز 2016، خلال المعارك على جبهة حندرات شمال حلب.
وقالت الحركة إن الطفل فلسطيني من سكان حي باب السباع في مدينة حمص، واسمه عبد الله عيسى، وأصدرت «جماعة زنكي» بيانا قالت فيه إنها تحقق في تلك الجريمة، التي تستنكرها وتعتبرها لا تمثل الجماعة، بل خطأ فردياً محدوداً، حسب البيان.
لكن عدداً من أتباع الحركة قالوا إن الطفل جنَّده لواء القدس المتحالف مع قوات الحكومة السورية، وأنه كان يتجسَّس على المقاتلين، في محاولة لتبرير عملية إعدامه، بينما نفى لواء القدس تلك الاتهامات.
وصرَّحت ابنة عمة عبد الله، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي: «القتيل ليس بطفل، وإنما يبلغ من العمر 19 عاماً، وملامحه توحي أنه طفل، بسبب إصابته بمرض «تلاسيميا»، كما أكَّدت أنه سوري، وليس فلسطينياً: «هاد الشاب ابن خالي، اسمه: عبد الله تيسير العيسى، واسم أمه سميرة، هو من ضيعة غور العاصي بضيع حماة، وساكن بحمص»».
*****
تضاربت الروايات حول عمر الطفل الذبيح: 12 عاماً، أو 19 عاماً. وكأنه لا يجوز قتل طفل صغير بهذه الطريقة البشعة؛ بينما يجوز قتل شاب يافع!
وتضاربت الروايات حول أصله: فلسطيني أم سوري. كما تضاربت الروايات حول انتمائه التنظيمي، وكأن هناك تبريراً لاعتقال أسير، وذبحه، مهما بلغ عمره، وأياً كانت جنسيته!
صحيح أن «جماعة زنكي» قد أصدروا بياناً يعلنون فيه أنهم يحققون في تفاصيل الجريمة؛ لكنهم اعتبروها لا تمثل الجماعة، وأنها خطأ فردي محدود!
يا للهول!
كيف يكون العذر أقبح من الذنب!
*****
من القاتل؟
حركة معارضة معتدلة؟ مارست أبشع أنواع القتل؟
أم نظام الاستبداد؟ الذي يجنِّد ويسلِّح الأطفال، والشباب المرضى والفقراء؟
أم كلاهما؟!
ومن المسؤول عن الذبح والقتل والنسف؟
في ميونيخ، ونيس، وسوريا، والعراق، وفلسطين؟
سياسة الاستعمار بشكل عام؟ أمريكا التي تدعم جماعة نور الدين زنكي بشكل خاص؟ المخطط الصهيوني؟ أنظمة الاستبداد؟ جماعات الإرهاب على اختلاف أسمائها؟
أم جميعها؟
*****
ملعون من بيرِّر القتل الوحشي للإنسان بيد الإنسان.
ملعون من لم يقدِّم لعائلته ووطنه وللإنسانية؛ سوى الحزن والفجيعة.
*****
أيّ مستقبل ينتظر أطفالنا وشبابنا، نساء ورجالاً، إن لم نصحُ ونسائل الواقع بجسارة؟! أيّ مستقبل؟!
بلينكن يصل الأردن ويلتقي الرئيس عباس والملك عبد الله
13 أكتوبر 2023