كتيبة “روتم” المتمركزة على طول الحدود مع قطاع غزة باتت تخشى من مواجهة واقعا جديدا في العلاقة مع عناصر حماس المنتشرين على طول الحدود، يكمن في احتمالية مفاجأتهم بوقوعهم في كمين محكم من خلف ظهورهم ومن كل اتجاه، بحسب تقرير نشره موقع “واللاه” الإخباري اليوم الأحد.
وقال موقع واللاه:" أن هذه ليست مجرد هواجس، إنما هي اعتقادات مبنية على تقارير استخبارية تشدد على أن حركة حماس تتحين الفرصة لاقتراب أي من الجنود للمنطقة الحدودية محاولا عبور السياج، كما حدث يوم الجمعة الماضي عندما تسلل أحد الشبان من سكان بئر السبع “لتحديد موقع الجندي الأسير بيد المقاومة هدار غولدن”.
ويشرح الموقع عن الصعوبات والمخاطر التي تواجه جنود الاحتلال المنتشرين على طول الحدود، حيث يشير الموقع إلى أن جنود الاحتلال يتحركون في المنطقة بناء على تقارير استخبارية بوجود حركات مشبوهة في منطقة ما على الحدود لكنهم غالبا ما يكونون عاجزين عن اتخاذ قرار ما إذا كانت تلك الحركات ناتجة من حيوان أم إنسان، وفي لحظة ما يختفي التهديد ويقرر الجنود عدم اتخاذ قرار، غير أن هذه الأجواء غالبا ما تترك طابعا سيئا لدى الجنود الذين دائما يتخوفون من تعرضهم لعملية مفاجئة في منطقة ما على الحدود.
ويزعم التقرير إلى أن حماس باتت تتبع في الآونة الأخيرة أسلوب وهو أسلوب استدراج الأشخاص الذي يعملون على طول الحدود سواء في عمليات الحفر أو في أعمال الزراعة، كما جرى ما الشاب سالف الذكر، والذي اعتبرته أوساط استخبارية أنها “ثمرة ناضجة” سقطت في يد الجناح العسكري لحركة حماس التي تسيطر على الحدود”، بحسب الموقع.
ويوضح التقرير إلى التحقيق الذي أجرته أجهزة أمن الاحتلال كشفت عن أن الشاب قبل تسلله للقطاع كان يردد كلمات برغبته الذهاب لغزة لتحديد مكان الجندي الأسير “هدار غولدن” الذي وقع في قبضة المقاومة خلال العدوان الأخير على القطاع قبل عامين.
ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع اعتقلت حركة حماس 3 إسرائيليين تسللوا للقطاع وفي مقصدهم معرفة معلومات عن الجنود الأسرى في قبضة المقاومة في القطاع، ومنذ ذلك الحين تحاول أجهزة أمن الاحتلال معرفة مصيرهم ومصير جنديين أسرى على يد عناصر المقاومة إبان العدوان هما “شاؤول أرون، وهدار جولدن”.
في خضم ذلك كله، وبحسب “والا” تحاول قيادة جيش الاحتلال رسم حلول للتهديد الأكبر الذي يواجهه جنودها على طول الحدود مع غزة، وهي عدة أمور مركبة تبدأ من نيران قناصة حماس، والصواريخ والقذائف الصاروخية والقنابل والعبوات المضادة للدبابات، ثانيا، وأخيرا محاولات التسلل من البحر ومن البر عبر الأنفاق من قبل قوات النخبة التابعة للمقاومة لتنفيذ عمليات نوعية.
ويبرز الموقع بعض المعطيات التي أبرزت الخسائر الفادحة التي مني بها جيش الاحتلال منذ عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، عبر أنفاق هجومية معدة سلفا يخترق العديد منها الحدود إلى داخل مناطق متاخمة لمعسكرات الاحتلال والمستوطنات، حيث يشير الموقع إلى وجود تهديد حقيقي من تلك الأنفاق على طول الحدود مع القطاع، أهمها عملية أسر الجندي شاليط التي رافقها مقتل عدد من الجنود، بالإضافة لعدة عمليات نفذت عبر تلك الانفاق خلال العدوان الأخير على القطاع قبل عامين ليصل مجموع من قتلتهم الأنفاق من جنود الاحتلال حوالي 16 جنديا.
ويشير الموقع إلى محاولات جيش الاحتلال للحد من كفاءة تلك الانفاق واكتشافها قبل أن تحين ساعة الصفر لاستخدامها في العمليات، مؤكدا إلى ان الجيش استثمر حتى اليوم ما مجموعه 1.2 مليار شيكل لتمويل مشاريع وبناء تقنيات حديثة لتحديد أماكن تلك الأنفاق، ولكن مهمة هذه الآليات لا تزال معقدة، بحسب الموقع.
وينقل الموقع عن قائد كتيبة في لواء جفعاتي المرابطة على الحدود مع القطاع قوله: “إن الاستعدادات لأية مفاجأت تخلقها اللحظة، ولا يمكن أن تكون معدة سلفا، فالمفاجأت متغيرة ومتبدلة المكان والطبيعة، لذلك فإن نسبة استجابة جنودنا لتعليماتنا في هذا المجال قليلة وهو تصرف مبرر من قبلنا، فالجنود لا يعرفون متى ومن أين يمكن أن يخرج الخطر عليهم، التهديد الأكبر الذي يواجههم هو التحديد في باطن الأرض، الذي لا نملك سوى معلومات ضئيلة عنه”.
ويشير الموقع إلى أن حركة حماس ومنذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة أنشأت عدة مناطق أمنية على طول الحدود، كما نشرت العديد من عناصرها من قوات الاستطلاع في تلك المناطق وأقامت العديد من أبراج المراقبة، بالإضافة لاستخدامها لطائرات خفيفة لجمع معلومات استخبارية عن تحركات قوات جيش الاحتلال، مؤكدا أن قواتها تعمل بلا كلل أو ملل، ترصد من خلال ذلك كله أية تغييرات في طبيعة تحركات قوات الجيش وتنقلها لقيادة الذراع العسكري، وينقل الموقع عن أحد جنود الاحتلال المرابضين على الحدود قوله: “صحيح أنه لا يوجد هناك توتر، لكن هناك عيون لا تنام ويقظة منقطعة النظير”.