يكابد المسافرون على معبر الكرامة المتنفس الوحيد لسكان الضفة الغربية وطريقهم للأردن، معاناة مريرة أثناء تنقلهم خاصة في فترة الصيف، حيث تتفاقم الأزمة يوماً بعد يوم، بسبب الإجراءات الأمنية والإدارية المعقدة، والتفتيش المبتز للمسافرين، بالإضافة إلى قلة عدد ساعات العمل مقارنة بالمعابر بين الدول الأخرى.
معيقات
أوضح رئيس حملة "بكرامة" طلعت علوي، أن أبرز المعيقات التي يواجهها المسافرون تتمثل في تقييد عدد ساعات العمل على المعبر، حيث يعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة والنصف مساءً، في حين يعمل لساعتين فقط من الثامنة وحتى العاشرة صباحاً يومي الجمعة والسبت.
وأشار في حديث خاص لـ "وكالة خبر"، إلى أن ذلك أكبر معيق أمام حركة المسافرين، ما يتسبب بازدحامات كبيرة على المعبر سنوياً، حيث يبلغ عدد المسافرين في فصل الشتاء من الضفة المحتلة ما لا يزيد عن (2500) مسافر يومياً، و (10) آلاف في فصل الصيف من شهر1/6 وحتى 10/9، بحث تجاوز في الأيام السابقة هذه الأعداد فوصل إلى ما يقارب (13) ألف مسافر، مشيراً إلى أن هذه الأرقام ضخمة جداً باعتبار أن هذا المعبر هو المنفذ الوحيد للفلسطينيين على العالم الخارجي والأردن الشقيق، وعدم وجود بديل آخر.
وأضاف، "الفلسطينيين المقيمين في الخارج، الذين لا يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية، لا يستطيعون زيارة فلسطين، ما يحرمهم التواصل مع أقاربهم في مناسباتهم واجتماعياتهم، فهم بحاجة للوصول إلى الأردن عبر معبر الكرامة الذي يعتبر المنفذ الوحيد"، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يرتبطون بالأردن في العديد من النواحي منها الاستثمارية والاقتصادية واللوجستية وتجديد جوازات سفر وغيرها، فهو ليس ارتباط تقليدي كأي دولة أخرى.
وأكد على أن احتياج المواطنين للسفر عبر معبر الكرامة للوصول إلى الأردن، احتياج أساسي ومبدأ عام لحرية السفر والتنقل، لا بد أن يستمر على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى عدم تمديد العمل على الجسر يتسبب بخسائر مالية للفلسطينيين، نظراً لأن المسافرين العائدين في نفس اليوم بعد الساعة التاسعة والنصف مساءً لا يسمح لهم بالعودة، فيضطرون المبيت في عمان، هذا ما يهدر الوقت والجهد والمال.
تحركات رسمية لتذليل المعيقات
ذكر العلوي أنه تم تنظيم حملة "بكرامة" التي تنادي بالعديد من المطالب منذ عدة سنوات.
وأوضح أن التحرك الرسمي لم يكن بالمستوى المطلوب، لافتاً إلى ضرورة وجود موقف رسمي موحد مع كافة المؤسسات والنقابات والاتحادات المسؤولة، لتبني هدف الحملة بتمديد العمل على المعبر على مدار 24 ساعة.
حيث أن أول تحرك كان يوم الأربعاء الماضي، بتوجه رئيس الحكومة رامي الحمد الله للأشقاء في الأردن وطالبهم بأن يتم تمديد العمل على معبر الكرامة 24 ساعة.
منذ الأربعاء الماضي وحتى اليوم بدأ التحرك الرسمي، وتكلل أيضاً بمطلب من الحملة بزيارة رئيس الحكومة للاستراحة بالإضافة إلى نقابات الاتحادات، وإعلانه هناك رسمياً أمام كافة وسائل الإعلام، بمطالبة العالم لإسرائيل والضغط عليها من أجل تمديد العمل على المعبر على مدار 24 ساعة.
نتائج
بعد جهود حثيثة ومثابرة استمرت 4 سنوات، تم العمل على إلغاء التوقف فيما يسمى بـ "ساحة الحقائب" في محطة كراجات عبدو، التي كانت من أبرز النقاط مَذلة ومَهانة وإضاعةً للوقت والجهد والمال للمسافرين.
وأكد العلوي على أن حملة "بكرامة" تمكنت من تذليل 50% من المعيقات الأخرى، حيث منعت نقاط التوقف المتعددة في طريق المواطن الفلسطيني حتى وصوله العاصمة الأردنية عمان، حيث كان يتم توقيفه وتفتيشه 6 مرات، الأمر الذي تم رفضه ومنعه كلياً.
ونوه إلى أن المطلب الأصيل للحملة منذ عام 2009 وحتى اليوم، هو تمديد العمل على المعبر على مدار (24) ساعة، أو على أقل تقدير زيادة عدد ساعات العمل على الجسر، وبالتالي إعطاء فرصة للمواطنين بالتنقل فترة أطول قد تصل إلى ما يقرب (20) ساعة، معتقداً أن الحملة ستحقق هذا المطلب من خلال تجربتها في النقاط التي تغلبت عليها وفي ظل استمرار التغطية الإعلامية.
وأضاف، "رغم الرفض المستمر لمطالبنا، إلا أن صوتنا كان عالٍ، ومثابرتنا لم تتوقف على الإطلاق حتى حققنا الهدف بإلغاء التوقف في "كراجات عبدو"، مشدداً على أنه مع الاستمرارية والضغط سيتم تحقيق النجاح في الهدف الأهم وهو تمديد العمل على المعبر على مدار 24 ساعة، أو على الأقل خلال فترة الصيف، أو ساعات إضافية كافية تماماً تسمح للمواطنين التنقل بحرية.
يشار إلى أن حملة "بكرامة" حملة تطوعية مستقلة انطلقت عام 2009، لتحسين ظروف السفر، من إجراءات لوجستية ورسوم وضرائب مختلفة، والتخفيف من معاناة المسافرين.