الحد من سيطرة الحاخامات على الجيش الإسرائيلي

201405210218560
حجم الخط

هناك قدر معين من التلون في الهجوم على تصريحات الحاخام العسكري الرئيس القادم، ايال كريم، والحاخام يغئال لفنشتاين.
ما الذي اعتقده اعضاء هيئة الاركان في عهد دان شومرون، الذين شجعوا في الثمانينيات اقامة المعاهد التحضيرية العسكرية ووضعوا ذلك في أيدي الحاخامين ايلي سدان وموشيه هاغر، خريجي معهد «مركز الحاخام»؟ ما الذي عرفه الجيش عن ايديولوجيا مركز الحاخام، الذي من رموزه معارضة الدمج في المؤسسات الصهيونية الدينية، وليس فقط رفض صلاحية الدولة في الانسحاب من «المناطق» في الضفة الغربية؟ هل تم في الجيش اشعال ضوء التحذير عندما استقال عدد من الحاخامات في نهاية التسعينيات من «مركز الحاخام» برئاسة الحاخام تسفي تاو، والذين عارضوا براغماتية مركز الحاخام وأقاموا مركز «هار همور» الذي تحول الى أحد العوامل المؤثرة في المعاهد التحضيرية العسكرية وفي الحاخامية العسكرية؟
الجيش في الاصل، الذي انشأ تحالفا مع الصهيونية الحريدية، يتوقع منه ذلك، لكن الاغلبية العلمانية بأطيافها الليبرالية، التي يفترض أن تقوم بمراقبة الجيش، كما هي الحال في الديمقراطية، لم تهتم بهذه الاحداث التي تمت علنا.
الاغلبية العلمانية التي تسيطر على الكنيست لم تعمل على دمج المعاهد التحضيرية العسكرية في التمويل الحكومي، والمقصود هو المعاهد الدينية والعلمانية معا، أو الرقابة على مناهج التعليم هناك.
المعاهد التحضيرية التي تحولت الى نوع من التعليم الخارجي للجيش تعلم الجنود حسب التيارات الفكرية التي تقيمها ودون رقابة من الحكومة.
الاغلبية العلمانية لم تهتم ايضا بتعاظم تأثير «هار همور» على الحاخامية العسكرية، حيث إن الحاخام الرئيس، رافي بيرتس وكريم الذي سيستبدل به، لم يخفيا قربهما منه.
لا أحد سأل ما هي مواقف «هار همور» في مواضيع مثل مكانة المرأة أو المثليين وكيف يفترض أن يؤثر ذلك على دور الحاخامات العسكريين.
وعندما تم الاعلان عن هذه المواقف من كريم، اعتبر الكثيرون ذلك موقفا شخصيا مقلقا دون الالتفات الى أن الحاخامية العسكرية هي جهة رسمية في المسؤولية عن الدمج أو اقصاء النساء من الجيش – هذه المكانة لا توجد لأي رجل دين في أي جيش غربي آخر.
لم تقرأ الاغلبية العلمانية باهتمام كتابات الحاخام ايلي سدان، رئيس المعهد التحضيري العسكري في عيلي، الذي تتفق مواقفه مع مواقف لفنشتاين، لكنها مصاغة بشكل غامض.
عندما بارك سدان قبل سنة الحاخام تاو بسبب «البطولة والتشدد... في الوقوف أمام تيارات مختلفة تحاول الدخول الى عالم التوراة والتعليم والثقافة للصهيونية الدينية من أجل إعطائها الطابع التعددي» قصد الى نوعية الحلول الوسط التي هاجمها لفنشتاين. وقد كانت في السابق محاولات لافشال منح جائزة اسرائيل لمن كانت لهم زلة لسان، لكن أحدا ما لم يُسمع أية كلمة ضد حصول سدان على الجائزة، ولم يضأ الضوء الاحمر ايضا عندما أيد الحاخام تاو، بشكل مباشر على الاقل، القائمة الكهانية لايلي يشاي.
القاسم المشترك في الهجوم على تصريحات الحاخامات هو ضعف الاغلبية العلمانية التي اعتقدت بسبب عماها أنها تربي حيوانات أليفة، لكنها اكتشفت أن هناك صوت كلب البولدوغ. هذه الاغلبية تتحمل مسؤولية دخول المواقف الحاخامية الى الجيش. يجب تصديق الجنرال احتياط غرشون هكوهين الذي تم الاقتباس عنه: «بصفتي خريج معهد، أعدك بأنك لن تجدي أي حاخام يؤيد المثليين».
على الاغلبية العلمانية السعي الى الغاء تأثير المؤسسات على الجيش. وتقييد قوة الحاخامات العسكرية والرقابة على المعاهد التحضيرية الدينية، اذا لم نقل إغلاقها، من اجل الحد من سيطرة ايديولوجيا الحاخامات.