تصوير: أمجد العرابيد
تعتبر كنيسة المهد من أقدم الكنائس في العالم، حيث أنها شيدت فوق المغارة التي ولد فيها المسيح، وأقام البناء الأصلي للكنيسة الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين في القرن الرابع ميلادي.
وفي العام 540 أعاد الإمبراطور جوستينيان بنائها بشكلها الحالي بعد أن هدمها السامريون، وأقام لها ثلاث حنيات على شكل صليب.
ويبلغ عدد الأعمدة في ساحة الكنيسة (48) عاموداً من الحجر الوردي، كما أن مستوى أرض الكنيسة منخفض 60سم عن الأرضية الحالية، ويقع فوق المغارة مبنى مثمن الشكل يبلغ طول كل ضلع 7,9سم، وعلى جانبيه غرفتان مستطيلتان إحداهما تستخدم دياكنيون والأخرى لمائدة المذبح.
ولا تزال بقايا رسوم الفسيفساء البارزة على جدران صحن الكنيسة التي هي عبارة عن رسم شجرة الحياة لأجداد المسيح، وتم تصغير مدخل باب الكنيسة في القرن العاشر لمنع دخول الجياد والحيوانات إلى داخلها.
مدخل الكنيسة:
كان للكنيسة ثلاثة أبواب عالية، تم إغلاق البابان الشمالي والجنوبي منهما، وتم الإبقاء على الباب المركزي للكنيسة فهو باب صغير جداً الموجودة في واجهة الكنيسة الغربية، والذي تم تصغير حجمه أول مرة خلال القرن الثاني عشر، وفي المرة الثانية تم تصغير حجمه خلال فترة المماليك والعثمانيين لمنع الخيول من الدخول إلى الكنيسة عام 1500م.
السقف:
ويحتوي السقف على 17 رافداً خشبياً بشكل طولي، و12 ممراً جانبياً ودعامة لدعم صحن الكنيسة، والرواق الشرقي، ويوجد عشرة روافد إضافية للأروقة الشمالية والجنوبية، وأما خشب السقف الموجود فيعود لسنة 1842 حيث أجريت بعض الإصلاحات.
ويتكون السقف والأجنحة العلوية للرواق المركزي من ألواح خشبية مغطاة بالحديد السميك ومدعمة من أسفل بعدد ضخم من الروافد الأفقية، فهي مستقرة على عوارض مدعمة تلتقي نهاياتها بواسطة عوارض مدعمة بأساور خشبية مثبتة بالجدران. وتم تجريد السقف عام 1670 من الرصاص ليستخدم في تصنيع الذخيرة وبالتالي أصبح هناك حاجة ملحة للتصليح مرة أخرى، وعملت كنيسة الروم الأرثوذكس على عملية إصلاح الخلل وانتهزت الفرصة لوضع لوحة فنية من الخشب، حيث تم استيراد الخشب من إسطنبول والنجارين من خيوس ومدينة ميتيليني اليونانية.
وبعد عام 1670، تم إصلاح السقف مرتين، الأولى عام 1842 عن طريق كنيسة الروم الأرثودكس والأخرى عام 1990 حيث قامت بالعمل السلطات العسكرية الإسرائيلية. ورغم الإصلاحات الحديثة نسبياً، صنفت كنيسة المهد عام 2008 على أنها واحدة من مئة موقع مهدد في العالم.
لم يتم تجديد خشب السقف منذ القرن التاسع عشر، حتى عام 2014، حيث بدأت عملية إعادة ترميم سقف الكنيسة بعد أن تم توقيع اتفاقية وبين رؤساء الكنائس الثلاث التي لديها حقوق الملكية والتصرف حسب الوضع القائم في الكنيسة وهي بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة وبطريركية الأرمن الأرثوذكس، تحت رعاية السلطة الوطنية الفلسطينية.
أعمدة كنيسة المهد:
الأعمدة الكورنوثية في الكنيسة مصنوعة من الحجر الوردي المستخرج عادةً من محاجر بيت لحم، ويتم جلي الحجر كي يبدو كالرخام، ويعتقد بأن راسيات كورنوثية وقواعد الأعمدة تعود لكنيسة قسطنطين التي قطعت وأعيد استخدامها من قبل جوستنيان في القرن السادس، وأظهرت الحفريات التي أجريت عام 1933 بأنه لم يكن لكنيسة قسطنطين أكثر من 36 عمود بينما يوجد لكنيسة جوستنيان 46 عمود إضافةً إلى 4 اعمدة في الزوايا.
جدران صحن الكنيسة والموزيياك المزين لها
ويحتوي الحائط الشمالي الجنوبي من صحن الكنيسة على 11 نافذة مقوسةً ونصف دائرية، والنافذة الواقعة في النهاية الشرقية مغلقة من الجانبين، أما بقية النوافذ فتسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى الكنيسة بحيث يوجد في كل حنية أربعة نوافذ، إثنين على كل جانب.
ويمكن مشاهدة بقايا الموزاييك التي غطت الجدارين خلال حقبة الصليبيين بكل وضوح حيث صورت الموزاييك الظاهرة على الواجهة الجنوبية سبعة مجامع مسكونية وتلك على الواجهة الشمالية ستة مجامع مكانية للروم الأرثوذكس.
وعلى الحائط الغربي يشاهد الناظر شجرة عائلة المسيح التي تظهر صور جميع الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء يسوع المسيح، إضافةً إلى الوثني سيبل الروماني وبلعام وحماره، وأما موزاييك الحائط الشرقي للكنيسة خصصت لمشاهد من العهد الجديد. وعلى الحائط الغربي يشاهد الناظر شجرة عائلة المسيح التي تظهر صور جميع الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء يسوع المسيح، إضافةً إلى الوثني سيبل الروماني وبلعام وحماره، وأما موزاييك الحائط الشرقي للكنيسة خصصت لمشاهد من العهد الجديد.
وبينت الحفريات التي أُجريت داخل كنيسة المهد عام 1935 وجود مصطبة موزاييك تحت صحن الكنيسة والممرات الموجودة والتي تعود للفترة الواقعة بين كنيسة قسطنطين وكنيسة جوستنيان، أي القرن الخامس، ويوجد في داخلها الكلمة اليونانية IXΘYC والتي تعني بالعربية (سمكة)، ويضاف إلى ذلك أنها غنية بالرموز التي تعود إلى المسيحية، ويعتبر منذ الحقبة البيزنطية حتى الآن Chi-Ro من الروائع الموجودة على صفائح الموزاييك، وهذا يدل على أن الموزاييك موجودة قبل عام 427 عندما منع الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني استخدام الرموز المسيحية على المصاطب.
وتعتبر الأيقونات الموجودة في كنيسة المهد الأفضل من بين الأمثلة على الفن الموجود في مملكة القدس منذ حقبة الصليبيين. ويشار هنا إلى أن أغلبية الأيقونات الموجودة على الأعمدة تمثل قديسين ذكور مع عدد قليل من القديسات الإناث اللواتي عشن وتوفين في فلسطين، وتشمل هذه الرسومات القديس ساباس، والقديس ثيودوسيوس والقديس يوثم.
وتعود هذه الأيقونات بالتاريخ إلى الفترة الواقعة بين 1165-1169 حيث عمل الصليبيون على إعادة ترميم الكنيسة، ويعود بعضها للعام 1130 وأخرى للقرن الثاني عشر.
وأُحرق عدد من الأيقونات سنة 1896 ولكن عملت كنيسة الروم الأرثوذكس على إعادة ترميمها حيث أعادت تركيب أو ترميم الأيقونات المثبتة باللوحة.
واهم الأيقونات الموجودة في الكنيسة أيقونة العذراء مريم حيث أنها أيقونة ملكية تعود للقرن السابع عشر وتنسب لفنان كاثوليكي عربي غير معروف، ربما يكون فنان محلي تدرب في حلب أو أنه حلبي سوري. وهذه الأيقونة هي من أقدم الأيقونات المعروضة في الكنيسة غطيت في القرن التاسع عشر بقماش فضي ونقش قليل البروز.