مهرجان فلسطين الدولي: كورال الثورة.. حجر في بركة الاعتياد الفلسطيني

2
حجم الخط

خمسة عشر شاباً وفتاة أعادوا إحياء جزء من أنغام النضال الفلسطيني لحضور مهرجان فلسطين الدولي ليلة الجمعة، بأصواتهم وألحان آلاتهم الموسيقية في عرض "المجد للثورة".

فرقة "كورال الثورة" أدّت عملها الثاني منذ نشأتها في ثالث أيام مهرجان فلسطين الدولي في دورته الـ17، وسط جمهور من فئات عمرية متفاوتة، مع تواجد لافت من جيل الكبار الذي عاصر الانتفاضة وما زامنها من إنتاج موسيقي ثوريّ.

وقالت هيفاء، إحدى الحاضرات إنها تحب الفرق الوطنية فهي "تذكرها بالماضي، بما أنها تعود لزمن الستينات والسبعينات" كما يلفتها غناء الجيل الشاب لهذه الأغنيات القديمة. أما ندى (15 عاماً) فقد جاءت هذا الصيف مع عائلتها من الولايات المتحدة، وبدا عليها الحماس لحضور الأمسية، بما أن فعاليات كهذه "لا تُقام حيث تسكن”.

ومن الأغاني التي أحياها الكورال مساء الجمعة "اشهد يا عالم" و"خلّي رصاصك" و"كبروا الصغار يا جبل النار" و"طالعلك يا عدوي" و"يا جماهير الأرض المحتلة" وغيرها.

ويأتي هذا العمل الجديد استكمالاً لعرض "نزلنا عَ الشوارع" كما أوضح مؤسس الكورال سامر جرادات، الذي يضيف أن "الأغنية الوطنية تحوّلت من بداية التسعينات نظراً لتغيّر الظروف السياسية العامة، ولكن بالنسبة إلينا فإن فلسطين وحدها في مخيلتنا، بعيداً عن أي موقف سياسي.. ورغم تغيّر الظروف السياسية، نحن ما زلنا كما نحن".

وبيّن شرف دار زيد من إدارة المهرجان أن الرسالة من مشاركة "كورال الثورة" هي إعطاء الفرصة للفرق المحلية، فضلاً عن الرسالة الوطنية السياسية التي تحاول الوصول للجمهور من خلال "الأغاني التعبوية الحماسية”.

وتابع دار زيد "كورال الثورة هو شيء ننتمي إليه، هو قريب منا جميعاً، ومهمتنا بهذا الخصوص دعوة الفرقة للتفاعل مع الجمهور والجيل الحالي حتى بتعايش مع إنتاج فنّي لم يعاصره".

وتأسست فرقة "كورال الثورة" عام 2015 الماضي، متخذةً على عاتقها إعادة إحياء الأغاني الوطنية التي قُدّمت للقضية الفلسطينية في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، حيث تصاعدت وتيرة الأحداث والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما واكبه إنتاج أغانٍ حماسية، فلسطينياً وعربياً.

ونقل "كورال الثورة" من خلال أعماله "فكر من كتب ولحّن وآمن بالنضال طريقةً ونهجاً للتحرر" كما هو موضّح في كتيّب المهرجان.

ولن يكتفي فريق الكورال بمجرّد إعادة إنتاج الأعمال الثورية السابقة، بل يستعدّ خلال الفترة القادمة لإنتاج أغانٍ جديدة مستوحاة من "القالب والنمط الموسيقي ذاته" ولكن برؤية تعكس الواقع الحالي، وكلمات جديدة.

وحمل عمل الفرقة الأول اسم "نزلنا عَ الشوارع"، والذي قُدّم في أكثر من فعالية ومهرجان، وشمل أغاني ثورية مثل "طالعلك يا عدوّي" و"من سجن عكا" و"وين الملايين" وغيرها.

وللكورال أيضاً أمسية أخرى ضمن فعاليات فلسطين الدولي في مدرسة صلاح الدين الأساسية للبنين في حلحول بمحافظة الخليل، في 8 آب.

ويستضيف مهرجان فلسطين الدولي 2016 والذي ينظمه مركز الفن الشعبي سنوياً تحت شعار "حرية الحركة والتنقّل"، في الأمسيات القادمة الفنانة التونسية غالية بنعلي، والجزائرية سعاد ماسي، ومن فلسطين "نقش للفنون الشعبية"و"دواوين" و"العنقاء"، و"شمس الكرامة"، وبراعم فرقة "الفنون الشعبية"، إلى جانب عروض خاصة لتخريج مدرسة الرقص التابعة لمركز "الفن الشعبي" ومركز "نقش" للفنون الشعبية.

ويقام المهرجان بالشراكة مع بلدية رام الله، وبدعم من: شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال"، وبنك فلسطين، والشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "APIC"، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة منظمة المساعدات الخارجية السويدية "Sida"، ومركز الثقافة والتنمية الدانماركي "CKU" والبيت الدانماركي في فلسطين "DHIP"، وXL، و"موفنبيك" فلسطين، وفندق "جراند بارك".