تحصين الجبهة الداخلية تحسباً لمواجهة قادمة

780-5200001369640488_1
حجم الخط

يمكن أن يعود كل شيء في لحظة، قبل اسبوعين فقط، حينما سمعت صافرة الانذار في الجليل وطائرة بدون طيار اخترقت اجواء البلاد ودخلت الى الحدود الشمالية تذكرنا أن كل شيء يمكن أن يعود.
طائرة دخلت من سورية الى اسرائيل، قد تكون تحمل متفجرات وتضر بالسكان.
من الواضح أنه في حالة كهذه سيكون رد اسرائيل شديدا.
كانت طائراتنا ستقصف قيادات «المخربين» وتصيبهم بضربة شديدة، وكان نصر الله سيخرج الصواريخ من بين الاشجار والاعشاب ويبدأ بقصف اسرائيل من كريات شمونة وباتجاه الجنوب.
إن مرور عشر سنوات على حرب لبنان الثانية أعادني الى تلك الايام، حيث كنت في حينه طالبا في المعهد الديني في كريات شمونة.
ومثل الكثيرين من اصدقائي تجندت بأمر 8 من اجل الدخول الى لبنان.
وبعد بضعة ايام، حينما استمرت الحرب، أعادونا الى المعهد الديني للخدمة التي كانت ضرورية، وهي المساعدة في الدفاع عن الجبهة الداخلية.
وقد اهتممنا أنا واصدقائي بتقديم الغذاء للناس في الملاجئ وساعدنا في الحالات الاجتماعية التي لم يستطع موظفو البلدية القيام بها، مثل باقي السلطات المحلية في المنطقة، حيث كان الضغط كبيرا.
ومن الواضح للجميع أن السلطة المحلية غير مُعدة للحروب، ودورها المركزي هو اعطاء الخدمات في الوضع الروتيني.
تجند المعهد كله وتحول الى نقطة تخدم البلدية وقيادة الجبهة الداخلية.
في مرحلة معينة وبعد اسبوعين من العمل بدون توقف، وصل طلاب المعهد في متسبيه ريمون الى كريات شمونة من اجل تمكين الشباب من الاستبدال والخروج.
وعندما بدأت الحرب لم يعتقد أحد أن الجيش الاسرائيلي سيحتاج الى الكثير من الوقت من اجل اخضاع «حزب الله»، ومواطنو اسرائيل سيكونون أسرى.
في نهاية الحرب حصل معهد كريات شمونة على وسام الجيش الاسرائيلي بسبب دوره في الحرب وتجنده من اجل الجبهة الداخلية.
أنا لا أكتب ذلك من أجل التفاخر. اومن أن كل من كان قادرا على المساعدة قدمها، وكل من هو في مكاننا سيفعل بالضبط الشيء ذاته.
هكذا تربينا وهكذا علمنا رئيسا المعهد، الحاخام تسفانيا دروري والحاخام اسرائيل كرشتاين، اللذان جاءا الى المدينة في الظروف الصعبة، حيث كانت صواريخ الكاتيوشا أمرا اعتياديا، من اجل أن يكونا جزءا من النسيج الانساني الذي يدافع عن دولة اسرائيل في الحدود الشمالية.
الاحترام والتقدير هو أولا وقبل كل شيء من حق سكان كريات شمونة والقرى في الشمال الذين يعيشون في ظل الخوف منذ عشرات السنين من اندلاع الحرب في أية لحظة.
المسألة هي أنه لا توجد طريقة للدولة للدفاع عن الجبهة الداخلية دون الاحتياط المنظم لزمن الطوارئ، والمعاهد الدينية هي جزء من هذا الاحتياط ونواة اجتماعية في ارجاء البلاد.
وكمن يعمل اليوم في المعهد الديني في كريات شمونة، ونشيط في نواة صندوق الجالية في المدينة، واضح لي أنه من اجل التغلب على محاولة الاضرار بالجبهة الداخلية، فان من مصلحة الدولة تعزيز هذا الاحتياط وانشاء احتياط آخر يخدمنا عند الضرورة.
لا أحد يعرف متى ستكون الجولة القادمة، ولا أحد يعرف أين سنصاب.
من الواضح أنه كلما نجحت الجبهة الداخلية اسرع في المواجهة والصحو من الضربة، فان المجتمع الاسرائيلي سيكون أقوى وجنود الجيش الاسرائيلي وضباطه سيكونون اكثر صمودا وضربا للعدو.
يجب أن تتم اعمال الاستعداد من الآن.