نعرف جميعاً أن قرار الحرب في اليمن على الحوثيين وعلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يكن قراراً سهلاً على الإطلاق. ذلك أن المملكة العربية السعودية ـ كما نعرف جميعاً ـ ليس من السهل أبداً أن تتخذ قراراً بهذا المستوى من الخطورة والحساسية، لما عرفت به السعودية من سياسة هادئة ورصينة ومتزنة، ولما لهكذا قرار من أبعاد إقليمية على أعلى الدرجات، لولا أن الأمور بمقاييس السياسة السعودية قد وصلت إلى الحدود التي استحال معها الوقوف في صفوف المتفرجين أو المراقبين بحيث تحولت هذه الحرب إلى قرار حتمي لا يمكن استبداله بأي قرار من أي نوع كان.
قرار الحرب تم اتخاذه بعد أن اصبح الحوثيون ومن ورائهم أو من أمامهم وعلى جانبهم القطاعات الأكبر والأهم من الجيش اليمني بولاء مطلق ومغلق للرئيس السابق.
وبهذا المعنى فقد اتخذ القرار بعد أن سقطت كل مؤسسات الدولة، وسقطت كل المحافظات الرئيسية وبعد أن أصبحت عدن على أبواب السقوط والانهيار التام.
الآن بتنا نعرف أن عملية التحضير «للعاصفة» أخذت كل الوقت الضروري والذي كان أصعبه (اصعب التحضير) هو الاجماع السياسي تحديداً.
لعلم القارئ/ فإن الولايات المتحدة، وإلى حد ما أوروبا الغربية قد اعترضتا على هذه الحرب، ولم توافق الولايات المتحدة على الضربات الجوية إلاّ بعد أن «وافقت» العربية السعودية وبقية أعضاء مجلس التعاون على الامتناع التام عن استخدام القوات البرية أو الدخول المباشر إلى اليمن.
من الواضح أن الولايات المتحدة لم يرق لها أن تقوم دول عربية بمنع انهيار دولة عربية، ولم يرق لها أن ترابط قوة عربية على باب المندب في حين انها (أي الولايات المتحدة) كانت قادرة على التحكم بهذا «الباب» بواسطة الحوثيين أنفسهم أو بواسطة القوات اليمنية الموالية للرئيس السابق، وكان بإمكانها تأمين كل ما تراه مناسباً بطريقة «افضل» من أن تكون فيه قوات سعودية او ان يكون المضيق تحت السيطرة البحرية المصرية.
بالنسبة للولايات المتحدة تعتبر سابقة خطيرة أن يكون الحل في ازمات عربية بيدٍ عربية لأن مثل هذا الحل يبقي الولايات المتحدة مجرد عنصر من عناصر التحكم والسيطرة، في حين أن الحل بواسطة الولايات المتحدة يحول العرب إلى مجرد طرف وغالباً ما يكون طرفاً هامشياً في كامل معادلة الحل.
لم تر الولايات المتحدة اخطاراً خاصة في استباحة الدولة اليمنية، ولم تر الولايات المتحدة أن سيطرة الحوثيين على اليمن مسألة تحتاج إلى التدخل العسكري، وهي لم تر في التحكم الإيراني بالعراق خطراً يحتاج إلى أية مواجهة من أي نوع كان، والولايات المتحدة باتت «تتفهم» الدعم الإيراني لنظام الأسد، وهي لا ترى في قتال حزب الله في سورية والعراق خروجا عن المألوف، وهي طبعاً لا ترى أية ضرورة لوقف حالة التعطيل في لبنان، وبالمناسبة فإن الولايات المتحدة لا ترى أية ضرورة لتسليح الجيش الليبي، ولا تعير أية أهمية لأي شرعية مهددة أو مستباحة. كل ما تراه الولايات المتحدة هو أمن إسرائيل، وتأمين تدفق النفط وكل ما عدا ذلك قابل للمساومة والبيع والابتزاز.
بلدان الخليج أدركت منذ عدة سنوات، وهي لمست لمس اليد في الأشهر الأخيرة ان الولايات المتحدة لا تخسر كثيراً من أن تكون ايران الدولة الأقوى في الخليج، بل وربما أن قوة ايران جزء لا يتجزأ من استراتيجية الولايات المتحدة لإعادة السيطرة في منطقة الخليج.
بلدان الخليج العربية فهمت المعادلة وقبلها فهمتها مصر. حروب التدمير الذاتي هي جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الأميركية في هذه المنطقة، والاقتتال على أسس مذهبية أو طائفية أو دينية او عرقية مسألة تدخل في صلب تحقيق هذه الاستراتيجية.
لو نجح الحوثيون في السيطرة التامة على اليمن لبدأت حروب جديدة في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ولما تأخرت هذه الحرب في البحرين والكويت وباقي البلدان العربية هناك.
ولو تأخرت المملكة يوماً واحداً لكان لكان الوضع في منطقة الخليج على صورة مغايرة ومختلفة تماماً عن الصورة القائمة اليوم.
صحيح أن انتقال الأزمة إلى داخل بلدان الخليج ما زال ممكناً، وصحيح أن الازمة الداخلية الناتجة عن عدم حل مشكلة الأقليات في عموم المنطقة ما زالت على حالها، لكن الضربة الاستباقية السعودية أطاحت بمشروع الفوضى الإيرانية في المنطقة.
إذا نجحت هذه الحرب بطرد علي عبد الله صالح من المعادلة اليمنية وإرجاع الحوثيين إلى صوابهم يصبح لزاماً على اليمن التعامل من جديد مع الحوثيين على قاعدة المواطنة، وهذا هو الطريق الوحيد الذي يقطع الطريق على كل طامح وعلى كل من يرغب بتحقيق مصالحه القومية على حساب شعوب أمتنا سواءً في اليمن أو الخليج.
قرار الحرب تم اتخاذه بعد أن اصبح الحوثيون ومن ورائهم أو من أمامهم وعلى جانبهم القطاعات الأكبر والأهم من الجيش اليمني بولاء مطلق ومغلق للرئيس السابق.
وبهذا المعنى فقد اتخذ القرار بعد أن سقطت كل مؤسسات الدولة، وسقطت كل المحافظات الرئيسية وبعد أن أصبحت عدن على أبواب السقوط والانهيار التام.
الآن بتنا نعرف أن عملية التحضير «للعاصفة» أخذت كل الوقت الضروري والذي كان أصعبه (اصعب التحضير) هو الاجماع السياسي تحديداً.
لعلم القارئ/ فإن الولايات المتحدة، وإلى حد ما أوروبا الغربية قد اعترضتا على هذه الحرب، ولم توافق الولايات المتحدة على الضربات الجوية إلاّ بعد أن «وافقت» العربية السعودية وبقية أعضاء مجلس التعاون على الامتناع التام عن استخدام القوات البرية أو الدخول المباشر إلى اليمن.
من الواضح أن الولايات المتحدة لم يرق لها أن تقوم دول عربية بمنع انهيار دولة عربية، ولم يرق لها أن ترابط قوة عربية على باب المندب في حين انها (أي الولايات المتحدة) كانت قادرة على التحكم بهذا «الباب» بواسطة الحوثيين أنفسهم أو بواسطة القوات اليمنية الموالية للرئيس السابق، وكان بإمكانها تأمين كل ما تراه مناسباً بطريقة «افضل» من أن تكون فيه قوات سعودية او ان يكون المضيق تحت السيطرة البحرية المصرية.
بالنسبة للولايات المتحدة تعتبر سابقة خطيرة أن يكون الحل في ازمات عربية بيدٍ عربية لأن مثل هذا الحل يبقي الولايات المتحدة مجرد عنصر من عناصر التحكم والسيطرة، في حين أن الحل بواسطة الولايات المتحدة يحول العرب إلى مجرد طرف وغالباً ما يكون طرفاً هامشياً في كامل معادلة الحل.
لم تر الولايات المتحدة اخطاراً خاصة في استباحة الدولة اليمنية، ولم تر الولايات المتحدة أن سيطرة الحوثيين على اليمن مسألة تحتاج إلى التدخل العسكري، وهي لم تر في التحكم الإيراني بالعراق خطراً يحتاج إلى أية مواجهة من أي نوع كان، والولايات المتحدة باتت «تتفهم» الدعم الإيراني لنظام الأسد، وهي لا ترى في قتال حزب الله في سورية والعراق خروجا عن المألوف، وهي طبعاً لا ترى أية ضرورة لوقف حالة التعطيل في لبنان، وبالمناسبة فإن الولايات المتحدة لا ترى أية ضرورة لتسليح الجيش الليبي، ولا تعير أية أهمية لأي شرعية مهددة أو مستباحة. كل ما تراه الولايات المتحدة هو أمن إسرائيل، وتأمين تدفق النفط وكل ما عدا ذلك قابل للمساومة والبيع والابتزاز.
بلدان الخليج أدركت منذ عدة سنوات، وهي لمست لمس اليد في الأشهر الأخيرة ان الولايات المتحدة لا تخسر كثيراً من أن تكون ايران الدولة الأقوى في الخليج، بل وربما أن قوة ايران جزء لا يتجزأ من استراتيجية الولايات المتحدة لإعادة السيطرة في منطقة الخليج.
بلدان الخليج العربية فهمت المعادلة وقبلها فهمتها مصر. حروب التدمير الذاتي هي جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الأميركية في هذه المنطقة، والاقتتال على أسس مذهبية أو طائفية أو دينية او عرقية مسألة تدخل في صلب تحقيق هذه الاستراتيجية.
لو نجح الحوثيون في السيطرة التامة على اليمن لبدأت حروب جديدة في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ولما تأخرت هذه الحرب في البحرين والكويت وباقي البلدان العربية هناك.
ولو تأخرت المملكة يوماً واحداً لكان لكان الوضع في منطقة الخليج على صورة مغايرة ومختلفة تماماً عن الصورة القائمة اليوم.
صحيح أن انتقال الأزمة إلى داخل بلدان الخليج ما زال ممكناً، وصحيح أن الازمة الداخلية الناتجة عن عدم حل مشكلة الأقليات في عموم المنطقة ما زالت على حالها، لكن الضربة الاستباقية السعودية أطاحت بمشروع الفوضى الإيرانية في المنطقة.
إذا نجحت هذه الحرب بطرد علي عبد الله صالح من المعادلة اليمنية وإرجاع الحوثيين إلى صوابهم يصبح لزاماً على اليمن التعامل من جديد مع الحوثيين على قاعدة المواطنة، وهذا هو الطريق الوحيد الذي يقطع الطريق على كل طامح وعلى كل من يرغب بتحقيق مصالحه القومية على حساب شعوب أمتنا سواءً في اليمن أو الخليج.