طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• ذبح االكاهن
من أبشع ما قد يحدث لأي إنسان أن يموت ذبحاً بدون أي ذنب، والأبشع من ذلك أن يكون الضحية إنساناً مسناً، مسالماً، وهب نفسه وحياته لخدمة الإنسانية والمحبة بين الناس، من المؤلم أن يقع إنسان كهذا ضحية للحقد والكراهية ولجنون التعصب. إن قتل الكاهن الفرنسي التسعيني جاك هامل، من منطلق التكفير والتعصب الديني يشكل ناقوس خطر يدعونا جميعاً بغض النظر عن انتمائنا الديني أن نقف صفاً واحداً ضد العنف والتطرف وضد استعمال الدين في الصراعات السياسية، وأن نربي أبناءنا على التسامح وحب الآخرين بغض النظر عن اختلاف اللون أو الجنس أو الدين.

• نتنياهو يركض في شوارع نيويورك
استنكر نتنياهو الموقف الأميركي المنتقد لاستخدام إسرائيل المفرط للقوة باعتباره ادعاء كاذباً، متسائلاً عما كان سيحدث لو أن أحداً كان يركض في شوارع نيويورك وهو يحمل سكيناً مهدداً المدنيين الأميركيين، نتنياهو نسي أن نيويورك أرض أميركية غير محتلة بينما الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية أراضٍ محتلة لا مبرر لوجود جنوده ومستوطنيه عليها، وأن هذا الوجود هو بحد ذاته اعتداء ولا شيء يبرر وجود مستوطنيه وجنوده المدججين بالسلاح والمعتدين على أبسط حقوق المواطن الفلسطيني صاحب الأرض.

• ابحث عن الفوردات
تعتبر حوادث السير من أهم أسباب الوفيات والإعاقات في بلادنا، ورغم التحذيرات ورغم كل وسائل التوعية وانتشار الإشارات التحذيرية في كل مكان، إلا أن الملاحظ أن هناك تجاهلاً بل ربما إصراراً على مخالفة هذه الإشارات التحذيرية، وتكون النتائج دائماً مزيداً من حوادث السير والتي لو حاولنا إجراء دراسة عن نوع السيارات المسببة لها لوجدنا ان النسبة الأعلى منها هي سيارات السرفيس المسماة فوردات، حيث يتسابق سائقوها مع الزمن من أجل حفنة صغيرة من القروش لا تستحق أن نضحي من أجلها بحياتنا وحياة من نحملهم من الأبرياء.

• تحيا الانتخابات
خلال الأيام الأخيرة أتيحت لي فرصة التنقل عبر عدد من المدن والقرى، وقد تفاجأت بالنشاط غير المسبوق للمجالس البلدية والقروية في تحسين الشوارع والأرصفة، طبعاً الدافع لهذا النشاط غير المسبوق معروف، محاولات مكشوفة لكسب الأصوات، علماً أن بعض هذه المجالس كانت دائماً نشطة وتتمتع بشعبية بين المواطنين وليست بحاجة لبذل جهود إضافية، وهناك مجالس بلدية لا يذكر مواطنوها انها قدمت خدمة أو إنجازاً، وحتماً هي بحاجة لكل جهد لتضليل الناخبين وكسب ودهم وأصواتهم ببعض اللمسات التحسينية في بلداتهم قبل الانتخابات، المواطن واع وقادر على التمييز بين الغث والسمين، وسيمنح صوته فقط لمن عمل من اجل خدمة المواطن لا من أجل صوته فقط.

• يقول سقراط
كنت أفتش عن الحقيقة وأبحث عنها كما يبحث الجائع عن طعام، ليحفظ به حياته وليستمد منه الغذاء والقوة، ولم أستطع أن أقبل المشكلات من غير مناقشاتها، فلقد كنت في حاجة لكي أرضي ذلك النداء الملح الذي يريد من كل إنسان أن يجتهد للوصول إلى الحقيقة الكاملة.