تشير أنباء من داخل إيران إلى زيادة واضحة في الشعور بالإحباط لدى الإيرانيين، بسبب عدم تحسن أحوالهم المعيشية بعد كل هذه الأشهر من رفع العقوبات مطلع العام، إثر الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى في العالم.
ويرصد المتابعون زيادة نفوذ ما يسمى بالتيار المتشدد الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي، ويضم الحرس الثوري وميليشياته ومصالحه الاقتصادية وقطاعات مثل القضاء وغيره.
وقبل أيام شن المرشد هجوما على الغرب، منتقدا الاتفاق الذي لم يؤد إلى أي تحسن في الوضع الاقتصادي الإيراني كما كان متوقعا.
ومع تلميح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لاحتمال ترشحه للرئاسة في الانتخابات المقررة العام المقبل، أظهر آخر استطلاع للرأي بين الإيرانيين تقلص الفارق بين الرئيس الحالي حسن روحاني وأحمدي نجاد إلى 8 نقاط فقط.
يذكر أن ذلك الفارق كان عند أكثر من 27 نقطة قبل أقل من عام، بعد توقيع الاتفاق النووي.
وكانت بعض المدن الإيرانية شهدت احتجاجات غير مسبوقة على تردي الأوضاع المعيشية للعاملين والموظفين الحكوميين، ورفع بعض المحتجين شعارات تندد بصرف أموال البلاد على دعم نظام الأسد في سوريا بينما الشعب الإيراني يعاني.
ورغم الجهود التي تبذلها الدول الغربية لتسهيل "إدخال" إيران في النظام الاقتصادي والمالي العالمي دعما للرئيس روحاني، الموصوف غربيا بأنه "إصلاحي"، لا تزال كل وعود الصفقات والتعاملات معطلة بسبب تردد القطاع المصرفي العالمي في التعامل مع طهران خشية الوقوع في فخ "دعم الإرهاب".
وتخشى المصارف والمؤسسات المالية الدولية من إجراء أي تعاملات مع إيران، حتى مع القطاعات المغرية مثل النفط والغاز، لأن شركات تابعة للحرس الثوري تسيطر على أغلب أعمال تلك القطاعات.
ورغم رفع بعض العقوبات الدولية عن طهران، فإن الحرس الثوري الإيراني يظل مصنفا كجماعة إرهابية.