حاربوا التعرّق المفرط بهذه الطرق البسيطة

1280x960_2_349507_large
حجم الخط

من الطبيعي أن يشكو الإنسان من التعرّق مع إرتفاع حرارة الطقس وبلوغها درجات قياسية، لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ الأصناف الغذائية التي تُدخلونها إلى أجسامكم تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال، فإمّا تساعد على تهدئة هذه المشكلة أو زيادة حدّيتها؟قد يستغرب البعض ما سيقرأونه اليوم من معلومات مهمّة وجديدة، إلّا أنّ ما تتناولونه يؤثّر كثيراً في كمية التعرّق التي يفرزها جسمكم. يمكن لبعض الأطعمة أن يزيد التعرّق، في حين أنّ البعض الآخر قد يساعد على خفض إفرازات العرق التي ينتجها الجسم. إذا كنتم تعانون فرط التعرّق، إعلموا أنه بإمكانكم تقليصه عن طريق الحدّ من مجموعة مأكولات أو أقلّه خفص كمية إستهلاكها.

 

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت إختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي لـ"الجمهورية" إنّ "أصنافاً غذائية مختلفة قد تدفعكم إلى التعرّق فور إستهلاكها، وذلك يرجع إلى أسباب عديدة، مثل الشعور بحرارة شديدة، أو تعزيز عمليّة الأيض بشكل موقّت وبالتالي حرق مزيد من الكالوري".

 

ولفتت إلى أنّ "التعرّق وحده سيُتيح فقط خسارة وزن المياه، ما يعني أنّ تناول الكثير من الأطعمة التي تزيد تعرّقكم ليس هو الحلّ للتخلّص من الدهون كما هو شائع".

 

وتابعت حديثها: "إذا أردتم تفادي الحَرج من بقع العرق أو رائحتها الكريهة، لا بدّ من أن تطّلعوا جيداً على لائحة المأكولات التي يُنصح بتفاديها:

 

الفلفل الحارّ

 

 

يشتهر بقدرته على "حرق" الفم عقب تناوله لإحتوائه مادة الـ"Capsaicin". في حين أنّ هذه الأخيرة تحتال على الأعصاب فتدفعها إلى الإعتقاد بأنّ الجسم يحترق، إلّا أنها بالفعل ترفع حرارته. خلُصت دراسة نُشرت في "Journal of Biological Chemistry" إلى أنّ الـ"Capsaicin" تملك القدرة على رفع معدل الأيض وحرارة الجسم لفترة زمنية قصيرة، مسبّبةً التعرّق. على غرار الفلفل الحارّ، يمكن لأيّ أطعمة تحتوي بهارات وصلصات حارّة أن تدفعكم إلى التعرّق.

 

مشروبات الكافيين

 

 

يمكن للقهوة، والصودا، والشاي، ومشروبات الطاقة أن تدفعكم إلى التعرّق في حال عدم إمتلاك قدرة عالية على تحمّل مادة الكافيين التي هي عبارة عن محفّز يدفع القلب إلى الخفقان بسرعة أكبر، ويرفع معدّل الأيض وبالتالي يحرق الجسم وحدات حرارية أكثر، ما يؤدّي في المقابل إلى رفع حرارة الجسم وحدوث التعرّق. يُذكر أنّ القهوة والشاي الساخن يدفعانكم إلى التعرّق أكثر بما أنّ حرارة المشروب تكون مرتفعة.

 

الشوربة الساخنة

 

 

إستناداً إلى "Stanford Health Improvement Program"، يمكن للحساء الساخن أن يدفعكم إلى التعرّق قليلاً، خصوصاً بالنسبة إلى النساء في مرحلة ما قبل إنقطاع الطمث. على غرار القهوة أو الشاي، السائل الساخن الموجود في الشوربة سيَرفع حرارة الجسم، وأيضاً البخار الصادر من الوعاء. أمّا إذا إحتوى الحساء بهارات حارّة، فإنّ ذلك سيَجعلكم تتعرّقون أكثر.

 

الكحول

 

 

عندما يصبح الجسم طبيعياً أكثر دفئاً إستجابةً لإرتفاع حرارة الطقس، مثل الجلوس على البحر خلال الأيام الصيفية الحارّة، تتمدّد الأوعية الدموية وتُتيح مرور الدم من خلالها بالقرب من سطح البشرة، ما يساعد على التخلّص من الحرارة.

 

وفي نهاية المطاف، يبدأ الجسم بإفراز العرق كي يتمكّن من تبريد نفسه. تملك الكحول تأثيراً مشابهاً في الجسم. وفق "University of Wisconsin’s Center for Alcohol Studies and Education"، إحتساء كوب واحد من الكحول يوسّع الأوعية الدموية، إلّا أنه بدايةً سيعزّز التعرّق.

 

الأطعمة الدهنية والمصنّعة

 

 

يمكن للوجبات السريعة وغيرها من الأطعمة المصنّعة أن تسبّب التعرّق لأنّها تحتوي مواد مؤكسدة تولّد الجذور الحرّة التي يعمل الجسم على التخلّص من بعضها عن طريق التعرّق، خصوصاً عند الأشخاص الذين يشكون أساساً من هذه المشكلة أكثر من غيرهم.

 

الملح

 

 

الإفراط في إستهلاك الملح يدفع الجسم إلى التعرّق بشدّة للتخلّص من كثرة الصوديوم. لذلك إحرصوا على تفادي المبالغة في الملح من خلال الإمتناع عن رشّه على أطباقكم، وأيضاً قراءة أغلفة المنتجات الغذائية حيث يختبئ فيها من دون علمكم.

 

التدخين

 

 

على رغم أنّ دخان السجائر ليس غذاء، إلّا أنه يدخل الجسم. إذا كان سرطان الرئة لا يُخيفكم، ربما فإنّ التعرّق المفرط سيُزعجكم جداً ويؤثّر سلباً في علاقاتكم بمحيطكم.

 

مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تدفع الجسم إلى إفراز الـ"Acetylcholine" التي تحفّز الغدد العرقية. ناهيك عن أنها ترفع دقات القلب، ومعدل ضغط الدم، وحرارة الجسم.

 

الإجراءات الصحيحة

 

 

وفي مقابل هذه اللائحة المحفّزة للتعرّق، سلّطت أبو رجيلي الضوء على الخطوات الفعّالة في تهدئة هذه المشكلة إلى أدنى مستوى ممكن، وتحديداً:

 

- شرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من المياه يومياً. عندما يحصل الجسم على ترطيب جيّد، ليس المطلوب منه بذل جهود إضافية لتعديل حرارته، الأمر الذي بدوره يخفّض كمية التعرّق.

 

- الإستعانة بكوب واحد من عصير البندورة الطازج يومياً لمدّة أسبوع، بعدما تبيّن أنه قد يلعب دوراً فعّالاً في محاربة مشكلة التعرّق. يُذكر أنّ البندورة تتميّز بإحتوائها مواد كثيرة مضادة للأكسدة على رأسها الليكوبين، فتحارب الجذور الحرّة التي تزيد نسبة التعرّق.

 

- تناول 10 إلى 15 حبة عنب يومياً بما أنه يخفّض حرارة الجسم ويعدّلها بطريقة طبيعية، وبالتالي يقلّص التعرّق. كذلك يمكن شرب كوب من عصير العنب الطازج يومياً بما أنه يلعب أيضاً دوراً ملحوظاً في تخطّي هذه المشكلة.

 

- التركيز على مصادر الكالسيوم، كاللبن القليل الدسم، والـ"Kale"، وجبنة تشيدر، واللوز... يساهم هذا المعدن في الحفاظ على صحّتكم وأيضاً خفض التعرّق. من خلال تزويد جسمكم بجرعة صحّية من المأكولات الغنيّة بالكالسيوم، فإنكم تمنحونه القوّة التي يحتاج إليها لتنظيم حرارته وخفض التعرّق.

 

ودعت أخيراً إلى "التمسّك بغذاء صحّي ومتوازن بما أنه يساعد على التحكّم في التعرّق، والحرص على جعل الفاكهة والخضار تتصدّر اللائحة. إنها غنيّة بالفيتامينات، والمعادن، والمياه التي تساهم في الحفاظ على وزن صحّي، وتسهيل الأيض، وتأمين ترطيب جيّد. كلّ هذه الأمور تؤدّي حتماً إلى خفض التعرّق".