الانتخابات البلدية في موعدها!!

سميح شبيب
حجم الخط

أكدت اللجنة المركزية لـ «فتح» في اجتماعها برام الله، يوم الاربعاء ٣ / ٨ / ٢٠١٦، موقف الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، الداعم لاجراء الانتخابات المحلية في موعدها المحدد، كونها استحقاقاً قانونياً ووطنياً في آن، ولكونها تؤصل لثقافة ديمقراطية، قامت م.ت.ف بتكريسها منذ نشأتها، شددت اللجنة المركزية في بيانها، على ضرورة تعزيز الأجواء والمناخات المناسبة، لاجراء تلك الانتخابات بشفافية وحرية في الضفة والقطاع على حد سواء، ودعت الى ضرورة المشاركة الواسعة ومن كافة شرائح المجتمع، خاصة الشباب من اجل مستقبل أفضل.
حسم بيان اللجنة المركزية، الكثير من التساؤلات والاجتهادات التي شغلت الساحة الفلسطينية في الاسبوعين الفائتين، ووضعت حداً واضحاً وحاسماً لكثير من الاقاويل والاجتهادات.
الانتخابات البلدية ستجري في موعدها المحددة وهناك استحقاق لا بد من اجرائه، عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع المباشر. منذ الآن وحتى اجراء الانتخابات، على القوى والشرائح الاجتماعية كافة، ترتيب امورها، واعادة حساباتها والتمعن بتحالفاتها، من أجل ما هو افضل للوطن وللشعب، في آن. فتح، قبل غيرها من القوى، عليها ان تقف وتفكر ملياً بما هو قادم. فتح حركة عظيمة، عظيمة بآرائها وبتاريخها ودورها، وهي لا تزال تمثل العمود الفقري للكيانية السياسية الفلسطينية، وبالتالي عليها ان تتصرف بوحي ذلك وعلى هداه. جرت اخطاء بل وخطايا، ابان الانتخابات التشريعية الأخيرة، دفعت فتح ثمنها وكذلك م.ت.ف والقوى المؤتلفة معها كافة. ليس صعباً أن تتدارس فتح اوضاعها الداخلية، وتحالفاتها الفلسطينية، وان تلجأ لأنجع الوسائل لحماية نفسها وحماية الكيانية السياسية الفلسطينية، ممثلة بـ م.ت.ف.
الوقت ليس طويلاً لاعادة النظر بالأمور كافة، والأمور ليست شديدة الصعوبة او قريبة من المُحال، صحيح ان الانتخابات المحلية، هي مدنية، لكنها باتت سياسية بجدارة.
على الجميع حماس وفتح وفصائل وقوى وشخصيات مدنية، ان تنظر لتلك الانتخابات على أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن تكون خطوة أولى واساسية في مسار ديمقراطي، يكفل وحدة الشعب والوطن، وان تشكل هذه الخطوة في مسار تجديد الشرعيات كافة، التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني. إن نجاح هذه الانتخابات سيعني عملياً نجاح الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله في استعادة الدور الوطني الموحد والمؤصل، وصولاً للاستقلال الوطني الشامل، عبر توحيد الادوات السياسية، وصياغة برنامج الحد الادنى الوطني، المتفق عليه من الجميع.
الانتخابات المحلية، باتت الآن، وفي ظل اتفاق قطبي الرحى حماس وفتح، على اجرائها ونجاحها، محطة، هي من ابرز المحطات السياسية والتنظيمية، لما ستمثله من رسم صورة الواقع وآفاق المستقبل على حد سواء.
أحسنت اللجنة المركزية، صنعاً فيما قررته، وفيما اوضحته بشأن اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد، وعبر الدعوة لتهيئة الظروف والمناخات المناسبة، لانجاحها.
لا شك أن الشعب الفلسطيني بخبرته السياسية العالية، بات قادرا على اختيار الافضل والأحسن، من أجل مستقبل سيحمل الاستقلال الوطني في طياته، وسيرسم آفاق مستقبل مستقل وزاهر في آن!!