رفض الإحتلال الإسرائيلي منح فرقة "دواوين" الموسيقية المحلية تصاريح للتوجه من قطاع غزة إلى مدينة القدس المحتلة، لإحياء أمسية فنية على مسرح الحكواتي ضمن سلسلة فعاليات مهرجان فلسطين الدولي.
واستهجنت إدارة المهرجان رفض الاحتلال السماح لفرقة "دواوين" الحضور والمشاركة في المهرجان.
جاء ذلك بعد أن منع الاحتلال اثنين من أعضاء فرقة "اسكندريلا" المصرىة من دخول الأراضى الفلسطينية، لإحياء حفلين كانا مقررين برام الله وجنين، فى الأول والرابع من شهر آب المقبل.
وقالت إيمان حموري مديرة مركز الفن الشعبي، إن هذا القرار يؤكد أن الاحتلال لم يرد أن تكون فرقة دواوين في القدس لما تحمله هذه المشاركة من رسائل سياسية تؤكد على الموضوع الذي تم اختياره في نسخة هذا العام من مهرجان فلسطين الدولي وهو حرية الحركة والتنقل. وتأكيدا على هذا الحق ولفضح ممارسات الاحتلال، تقرر إقامة فعالية فنية لفرقة "دواوين" على بوابة معبر بيت حانون "إيرز"، عند الساعة 6 من مساء السبت السادس من آب، في ذات الموعد الذي كان من المفترض أن تنظم فيه الفعالية في مدينة القدس. و
ووجهت حموري دعوات لمؤسسات حقوقية دولية ومحلية لحضور الفعالية، تأكيدا على حق الفلسطينيين في التنقل والحركة من منظور فني، ودعوة لفك الحصار.
وأشارت حموري إلى أن بعض عناصر "دواوين" حصلوا في السابق على تصاريح بشكل منفرد، إلا أن الرفض الصادر من الاحتلال الإسرائيلي بحق كل أفراد الفرقة يعني أن هناك مخطط لمنع التواصل الإنساني والثقافي والفني بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ويمثل إمعاناً في سياسة عزل المواطنين داخل القطاع المحاصر منذ عشر سنوات.
وأضافت " لطالما وضع الإحتلال العراقيل أمام المهرجان في كل عام ننظمه فيه، ولكن استطعنا خلال الأعوام الماضية أن نتحدى ونستمر، بل ونطور من مضمون مهرجاننا وآلية عملنا".
وتتكون فرقة "دواوين" من 50 شخصاً يتوزعون ما بين مدربي صوت ومدربين نفسيين، بينهم 13عضواً يشكّلون الفرقة الغنائية، وتعيد صياغة وتوزيع أغاني التراث والفلكلور الفلسطيني بطريقة جديدة، مع المحافظة على اللهجة الفلسطينية فيها.
وقدم رامي مسعد مسؤول لجنة المواقع في مهرجان فلسطين الدولي، اعتذاره للجماهير المقدسية التي كانت تتعطش لحضور أمسية فرقة "دواوين"، منوّها إلى أن سياسة الاحتلال التي أدت إلى إلغاء الفعالية، لطالما وقفت عقبة أمام تنظيم فعاليات فنية وثقافية.
وشدد مسعد على أن إدارة مركز الفن الشعبي ستواصل مساعيها خلال السنوات القادمة لجلب فنانين وفرق عربية أو أجنبية لكافة الأماكن التي يعمل الإحتلال على حصارها وتهميشها، وفي مقدمتها مدينة القدس وقطاع غزة.
وأكدت اللجنة التحضيرية لمهرجان فلسطين الدولي أن تنظيم أمسيات في مواقع متعددة وفي مقدمتها القدس وغزة هذا العام، جاء تأكيداً على رسالة المهرجان بتوزيع الفعاليات على ما هو متاح من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تحت شعار "الفن للجميع"، وفي مسعى للتذكير بالحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
وأوضحت اللجنة أن العروض في غزة هذا العام تأتي بهدف العمل على كسر الحصار المفروض على القطاع ولتثبيت مكانه كجزء لا يتجزأ من فلسطين، فيما تم اختيار القدس لتغني فيها فرقة "دواوين" للمساهمة في كسر حالة العزلة وخلق حالة من التفاعل الثقافي بين أبناء الشعب الفلسطيني في كل المناطق، وتحديدا تلك التي تقع تحت التهميش والحصار والعقاب الجماعي بإجراءات عسكرية أو سياسية.
ونظم المهرجان أمسيتين في غزة أول وثاني أيام المهرجان، مثلتا أبرز حدث ثقافي فني يشهده القطاع منذ أن حاصره الإحتلال الإسرائيلي، حيث تجاوز عدد الحضور 3000 شخص.
وللمرة الأولى منذ العام عام 1993، أطلق مركز الفن الشعبي فعاليات مهرجان فلسطين الدولي 2016 من قطاع غزة.