معركة حلب، المفصل الرئيس في الأزمة السورية

سميح شبيب
حجم الخط

دارت في الأسابيع القليلة الفائتة، معارك ضروس على محاور مدينة حلب، لا تزال رحاها دائرة حتى اللحظة، ما بين كرٍّ وفرّ، كان واضحاً من خلال تلك المعارك، ارتفاع سوية القوات النظامية السورية، وقدرتها على حسم معارك جزئية، كان مؤدّاها، التمكن من حصار الأحياء الشرقية، ما سيساعدها على فرض الحصار على الأحياء الغربية.
ما أن كادت معركة حلب تُحسم لمصلحة النظام، حتى جاء المدد للقوات المعارضة، و»للجهاديين» منهم خاصة، لفك الحصار جزئياً عن الأحياء الشرقية في حلب!
لا تزال المعارك الضروس، دائرة، ولعله من نافلة القول، إن قوات النظام مدعومة بسلاح الجو السوري والروسي، على حد سواء قادرة على حسم المزيد من المعارك الجزئية والاستراتيجية في آن.
من يعرف الجغرافيا العسكرية لمدينة حلب ومحافظتها، يدرك أهمية هذه المعركة، ولا نبالغ قولاً إن معركة حلب، هي المفصل الرئيس في الأزمة السورية، وفي حال تمكن النظام وقواته من حسم هذه المعركة، فإن الأزمة السورية، آيلة إلى الحسم بل والحسم النهائي.
قوات المعارضة السورية و»الجهاديون»، يدركون ذلك، تمام الإدراك، وبالتالي يبذلون وسيبذلون أقصى جهودهم، من أجل البقاء في بعض النقاط والمحاور، خاصة منها، المتاخمة للحدود التركية.
تركيا الآن، بصدد إصلاح البين، مع روسيا ومع إيران، وبالتالي مع سورية... موقف النظام السوري، إزاء ذلك واضح، ويتلخص بحسم معركة حلب، وحسم الأزمة السورية، لمصلحته أولاً، ثم يتم الالتفاف لملف المصالحات، ومنها تركيا بالطبع.
ما يريده النظام هو حسم معركة حلب، بأي ثمن كان، ومهما بلغت التكاليف، لذا فإن الأيام القادمة، ستشهد أنواعاً قتالية متنوعة، سيقوم بها النظام السوري وحلفاؤه على حدٍّ سواء.
صحيح أن مدينة حلب، كمدينة تاريخية واقتصادية مهمة، قد دفعت أثماناً باهظة، لكن وفي الاستراتيجيا العسكرية، لا يعني ذلك الكثير، في سبيل حسم أزمة، كالأزمة السورية.
لا يزال لتركيا، كدولة مجاورة، مصالح استراتيجية في الشمال السوري، ولا يزال لها مصالح، بوجود قوات من «الجهاديين» في المحاور التركية ـ السورية، وهذا ما ترفضه قوات النظام وحلفاؤها على حدٍّ سواء.
وفقاً لتقارير متقاطعة، يمكن القول، إن موازين القوى في حلب، لم تعد تسير لمصلحة تركيا، وهي مختلة، بل ومختلة بوضوح، لمصلحة النظام السوري، صحيح أن المعارك الضروس في حلب ومحاورها لكنه من الواضح، أن الغلبة للنظام السوري، الذي بات قادراً على حسم معركة حلب، لمصلحته الاستراتيجية.
النظام السوري، وحلفاؤه باتوا قادرين على حسم هذه المعركة، مهما طال الزمن، وبالتالي فإن تركيا ستتحمل نتائج ذلك، من أمنها واستقرارها على حدٍّ سواء.
وحدة الأراضي السورية، مصلحة عربية وإقليمية على حدٍّ سواء، كما هي مصلحة سورية بحتة، وبالتالي فإن مشاريع التقسيم والتجزئة، باتت قديمة، بل وفات الزمن عليها. القضاء على الإرهاب، مهما كانت منابعه وأشكاله وألوانه، أمر مفروض.
لن يطول الزمن الذي ستحسم به معركة حلب، والأيام القادمة ستحمل في طياتها تمكن السوريين من حل أمورهم بأيديهم، بعيداً عن العبث الإقليمي والدولي، الضار بسورية والإقليم، بل وبالأمن الدولي على حدٍّ سواء.
السوريون، قادرون على حسم أمورهم الداخلية والخارجية على حدٍّ سواء، بعيداً عن أجندات الآخرين، أكانوا قريبين منهم أو بعيدين!