كم مرةً يحتاج الأزواج لممارسة الجنس أسبوعياً؟ إليك الإجابة بالتفصيل

تنزيل
حجم الخط

ما المقدار المطلوب من الجنس لتحقيق السعادة؟ هل هناك عددٌ محدد من مرات ممارسة الجنس أسبوعياً يجب أن يقوم بها الزوجان للحفاظ على سعادتهما داخلياً وخارجياً؟

 

في المعتاد، يقول المتخصصون إن الجنس يمثل ربع مقدار السعادة في أي علاقة، إلا أن دراسات جديدة نشرتها صحيفة Daily Mail البريطانية، كشفت عن شدة ارتباط عدد مرات ممارسة الجنس باستقرار العلاقة على المدى البعيد.

 

 

الأزواج الذين يمارسون الجنس يومياً

 

إذا كنت تحت سن 25 عاماً، ومازلت في الخطوات الأولى لعلاقتك، فقد يكون من الممكن أن تمارس الجنس كل ليلة، إلا أن الأمر يكون مختلفاً بالنسبة لزوجين لهما علاقة ممتدة لزمن طويل أو هم أكبر سناً، حيث يصبح أمر الجنس اليومي غير وارد بدرجة كبيرة.

 

قبل بضعة سنوات، صدر كتاب بعنوان "365 ليلة" وهي عبارة عن مذكرات شخصية استطاعت جذب الكثير من الانتباه، حيث كانت تعكس ما قام به زوجان لهما علاقة ممتدة حين قررا ممارسة الجنس في كل ليلة، دون السماح بأي عذر او اسثناء بالحيلولة دون ذلك، وزعم الزوجان بعد نهاية تلك السنة المليئة بالجنس أنهما كانا أسعد كثيراً، وأقل غضباً وتعرضاً للضغط، ومنذ ذلك الحين، بدأ الكثير من الأزواج الآخرين بتنفيذ هذا التحدي بدرجات نجاح متفاوتة.

 

قد يكون أمر ممارسة الجنس يومياً موضع شك كبير بالنسبة لمن يعانون انشغالاً شديداً، ولا يكون الجنس أمراً جيداً بالنسبة لهم بالضرورة. طلبت أحد الدراسات من زوجين يمارسون الجنس 6 مرات شهرياً أن يقوموا بمضاعفة هذا المعدل وكان للأمر أثراً كارثياً على حياتهم الجنسية، حيث أصبح استمتاعهم بالجنس أقل، وأصبح في حالة أسوأ مما كانوا عليها في وضعهم الطبيعي. ربما أيضاً يكون أسوأ ما يفعله زوجان يريدان إنجاب طفل هو ممارسة الجنس بشكل اضطراري لفعل الامر.

 

خلاصة القول هي أننا قد نستمتع بممارسة الجنس بشكل متكرر في سن صغيرة أو في بداية العلاقات، إلا أن الأمر يصبح أكثر واقعية مع تطور العلاقة.

 

 

ممارسة الجنس 3 أو 4 مرات أسبوعياً

 

في دراسة تمت في العام 2004، وُجِد أنه كلما زادت مرات ممارسة الجنس بالنسبة للزوجين، كلما كانا أسعد، وعلى الرغم من أننا تحدثنا عن وجود نتائج متناقضة بشأن هذا الأمر، إلا أن كتاباً يدعى "The Normal Bar" يدعم تلك النظرية.

 

نُشِر الكتاب في العام 2013 وقام بتأليفه ثلاثة علماء أميركيين رفيعي الشأن من بينهم الخبيرة بيبر شوارتز المتخصصة في علم الجنس، وقد شمل الكتاب آلاف الاستطلاعات للوصول إلى ما يمكن أن يجعل من الزوجين سعيدين، وكانت النتيجة أن 3 أو 4 مرات من الجنس أسبوعياً هي القدر الأمثل للوصول إلى أعلى مستويات السعادة بحسب ما ذكره المؤلفون، وأنه إذا كان الزوجان يرغبان في الإنجاب، ومازالا صغيري السن، فيمكن أن يزيدا من مرات ممارسات الجنس مع دافع ورغبة أكبر يمكنها أن تزيد من سعادتهما بالأساس.

 

 

ممارسة الجنس مرة واحدة أسبوعياً

 

قد تكون هذه الحالة هي الأكثر شيوعاً. إذا أردنا الحديث عن المعدلات التي يمارس بها غالبية الأزواج الجنس الأسبوعياً، فستكون كلمة "مرة واحدة" هي الأكثر شيوعاً.

 

تشير أحد البيانات الواردة عن مركز دراسات بريطاني متخصص أن غالبية الأزواج يمارسون الجنس 5 مرات شهرياً، والأخبار الجيدة هي أن أبحاثاً جديداً تثبت أن عدد مرات ممارسة الجنس أسبوعياً ليست ذلك "الفشل" الذي يفكر فيه أغلب الأزواج.

 

أشارت دراسة أجريت في الولايات المتحدة مطلع هذا العام وشملت 2400 زوج وزوجة إلى أنه على الرغم من أن الأزواج الذين يمارسون الجنس بشكل أكبر من غيرهم أكدوا أنهم أسعد، إلا أن الأمر لا يختلف كثيراً عمن يمارسونه مرة واحدة، وأن من يمارسون الجنس لـ 4 أو 5 مرات شهرياً ليسوا أسعد منهم، والجيد بشأن هذه الدراسة هي كونها مطمئنة للأزواج الذين يسعون لتحقيق هدف واقعي.

 

يسمح هذا المعدل لكلا الزوجين أن يجدا الوقت للاسترخاء بما فيه الكفاية لتتجدد رغبتهم مجدداً، وكذلك تكون كافية لكسر حالة الجفاف الجنسي التي قد تسبب الضيق للأزواج.

 

أيضاً كلما كانت المدة أطول خلال العلاقة الواحدة، كلما كان هناك المزيد من الضغط على الأزواج للوصول لمدة أطول في المرة القادمة، ولكن ماذا إذا كان الوقت المتاح لا يسمح سوى بممارسة الأمر سريعاً، فمن أين سيجد الزوجان الوقت والطاقة لعلاقة طويلة وماراثونية تستمر لساعتين، حتى وإن كانت تعويضاً عن عدم ممارسة الجنس لفترة طويلة.

 

الأزواج الذي لا يمارسون الجنس على الإطلاق

 

لا يمارس زوجان من بين كل 4 أزواج فوق الـ 50 عاماً الجنس على الإطلاق، إلا أن استطلاعاً أجري مؤخراً وشمل 634 شخصأ تتراوح أعمارهم بين 51 إلى 58 عاماً لم تظهر عدم رضاهم عن الأمر، بل أكدوا أنهم يشعرون بالسعادة والرضا لأقصى درجة حالياً حول علاقتهم الخالية من الجنس، ولم يرى سوى 65% منهم أن الجنس هو أمر مهم بالأساس.

 

وهنا يجب أن ننبه إلى أمر هام، فهذا الأمر ينطبق فقط في حالة كون الشريكين راضيين عن الأمر، وليس طرف واحد قرر ألا يمارس الجنس مرة أخرى، إلا أنه في حالة توافق الطرفين حول أن الجنس أصبح لا يمثل أية قيمة في ذلك الوقت، فلن يصبح الجنس ضرورة من الأساس أو عاملاً مؤثراً في سعادتهما كما يظن غالبية الخبراء.

 

قد ينطبق هذا الأمر أيضاً على الأزواج دون الـ 50، والذين نادراً ما يمارسون الجنس أو لا يمارسونه على الإطلاق، ويشعرون بالسعادة حيال ذلك. وتناولت أحد مقالات صحيفة Daily Mail البريطانية تحول الزوجين إلى صديقين جيدين، وحول ما إذا كان الزواج بلا جنس في مرحلة معينة يمكن أن يستمر أم لا، وأشارت أغلب التعليقات إلى صحة ما توصلت له الدراسات، وأن هناك حتى بعض الازواج يصبحون أسعد بعد التوقف عن ممارسة الجنس.

 

أشارت دراسة أميركية مرموقة أخرى إلى أن العامل الرئيسي للسعادة في العلاقات هي الصلة والترابط في العلاقة وليس الجنس، وهو ما يعني أن ربط السعادة بالجنس هي فكرة مجتمعية فقط وليست صحيحة.

 

أحد الأسباب الرئيسية لتوقف الأزواج عن ممارسة الجنس لا يتعلق بأن العلاقة قد فقدت لذتها أو أن الشريكين لم يصبحا مبهرين بالنسبة لبعضها، بل قد يكون لأن الزوجين أصبحا قريبين من بعضهما للغاية، لدرجة تحول العلاقة إلى شكل غير جنسي، فكلما ازدادت قوة العلاقة، تزداد روابط الصداقة بين الزوجين، وهو ما قد يقلص الرغبة الجنسية تجاه الطرف الآخر.

 

الرغبة الجنسية هي ما يشعرنا دائماً ويدفعنا نحو ممارسة الجنس، ولكن إذا فكرت في شريكك بشكل أكثر كصديق، سيقوم العقل بنقل ذلك الشخص بشكل لا شعوري من منطقة "الشخص الذي تمارس الجنس معه" إلى منطقة "الشخص الذي يحتويك”.

 

يقول خبير العلاقات الأميركي يان كيرنر "إنسَ كل ما تعلمته عن الأمر من قبل، فالثقة والألفة والرومانسية ليست جزءاً من الرغبة الجنسية".

 

ما يجب عليك فعله حقاً هو تحديد ما يمكنه اسعادك، فإذا كنت سعيداً بشكل العلاقة بلا جنس، فلا مشكلة في ذلك، وإذا كان العكس، فعليك بممارسة الجنس مرة أسبوعياً كبداية سواءاً أحببت ذلك أم لا، قم بتغيير المكان الذي تقوم فيه بالأمر لترى شريكك بصورة جديدة، وحاول أن تفكر بطرق جديدة.

 

على سبيل المثال، فكر كما لو كان شخص آخر في ذلك المكان، قد يكون شعور الغيرة غير مريح، إلا أنه في تلك الحالة قد يعطيك المزيد من الرغبة التي تظهر في عينيك أمام شريكك.

 

 

يضعون قواعدهم الخاصة ولا يهتمون بما يفعل الآخرون

 

يمكن لأحد أن يتدخل في علاقاتنا وأن يخبرنا ما مقدار الجنس الذي نحتاج إليه، لكن لكل منا ظروف فردية قد تجعل من كل تلك الدراسات والإحصاءات أمراً غير صحيح، بغض النظر عن سمعتها العلمية أو الحجج القوية التي تستخدمها للإقناع.

 

إذا كان لديك على سبيل المثال 3 أطفال تحت سن الـ 4، فقد يكون المناسب بالنسبة لهذين الزوجين المستهلكين بالفعل في رعاية الأطفال هو عدم ممارسة الجنس على مدار أشهر! أما إذا كان الزوجان في مطلع العشرينات وفي علاقة لم تتجاوز 3 أشهر، قد تكون ممارسة الجنس مرة واحدة يومياً رقماً صغيراً.

 

هناك عدة عوامل أخرى مثل درجة اللياقة وحالة العلاقة والمدة التي تحتاجها بشكل طبيعي للبدأ مرة أخرى، والحالة الصحية ومستويات التوتر والضغط، والالتزامات الحياتية الأخرى، وضغوط العمل وغيرها من العوامل المؤثرة، فنحن بشر ولسنا آلات، وكل تلك العوامل تؤثر على رغبتنا بالأساس.