أجرت منظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ومنظمة إنقاذ الطفل الدولية، دراسة تهتم بعمال الأطفال في لبنان، حيث أكدت الدراسة أن نحو ثلثي الأطفال في شوارع لبنان هم من الفتيان السوريين، وتتراوح أعمار أكثر من نصفهم بين 10 و14 عاما. ووصفت الدراسة هذه المشكلة بأنها "أسوأ أشكال عمل الأطفال".
وأشارت الدراسة، إلى أربعة عوامل رئيسية تؤدي إلى عيش أو عمل الأطفال في شوارع لبنان، تشمل الاستبعاد الاجتماعي وهشاشة وضع الأسرة وتدفق اللاجئين السوريين إلى البلاد والجريمة المنظمة واستغلال الأطفال.
وقد أجريت الدراسة بناء على طلب وزارة العمل اللبنانية لفهم الأسباب وراء عيش وعمل الأطفال -مثل التسوّل والتجارة وتقديم الخدمات- في الشارع، فضلا عن أشكال من الأنشطة غير المشروعة وغيرها.
وفي السياق أوضحت منظمة العمل الدولية في تقرير أن الدراسة شملت إجراء مقابلات مع سبعمائة طفل في الشوارع من مجمل ما يقارب 1510 أطفال في العينة التي تغطي 18 قضاء في لبنان.
وبحسب الدراسة فإن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع عثر عليهم في المدن، خاصة في بيروت وطرابلس.
وقال نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية فرانك هاجمان، إنه على الرغم من أن ما يقارب ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال يأتون من سوريا، فإن انتشار الأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع يشكل تحديا على المدى الطويل في لبنان.
النزوح ليس الأساس
وبينما أدى التدفق الأخير للنازحين من سوريا إلى زيادة عدد الأطفال في الشوارع، أظهرت الدراسة أن النزوح ليس السبب الأساسي لهذه الظاهرة. حيث أشارت الدراسة إلى أن الظاهرة تعتبر معقدة للغاية نظرًا لارتباطها بقضايا الاتجار بالبشر والأنشطة غير المشروعة الأخرى، فضلاً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والقانوني للأطفال المتضررين.
واعتبر ممثل منظمة إنقاذ الطفل الدولية في لبنان إيان رودجرز أن انتشار الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع قضية طويلة الأمد وتشكل تحديا مستمرا مرتبطا بقضايا اجتماعية واقتصادية أكبر في لبنان.
من جانبها، أشارت ممثلة منظمة اليونيسيف في لبنان أناماريا لوريني إلى أن الأطفال في الشوارع يتعرضون لجميع أشكال الاستغلال والإيذاء في حياتهم اليومية، فضلا عن المخاطر المهنية، واعتبرت أن أولوية اليونيسيف هي خلق بيئة توفر الحماية بحيث تُخفف القوانين والخدمات والممارسات من تعرض الأطفال للخطر.
وأوصت الدراسة بتنسيق الجهود بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لإبعاد أكبر عدد ممكن من الأطفال عن الشوارع، وإعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، استقبل لبنان أكثر من 1.1 مليون سوري -يشكل الأطفال نصفهم- هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده بلادهم منذ اندلاع ثورة شعبية تحولت لصراع مسلح بسبب قمع النظام للاحتجاجات التي انطلقت منتصف آذار (مارس) 2011.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت مؤخرا إجراءات تمنع استقبال مزيد من اللاجئين والنازحين السوريين إلا في حالات استثنائية، وفرضت على السوريين القادمين إلى لبنان سمة دخول