يلعب الشباب دورًا هامًا في بناء الحضارة، وتعد المجتمعات الشابة أقوى من غيرها، لما للشباب من طاقة وحيوية تساعده على العطاء، وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: " نصرتُ بالشباب" في إشارة واضحة إلى دورهم الواضح في تفعيل المجتمع وتنميته نحو الأفضل.
وأثبت الشباب الفلسطيني على مدار الزمن أنه قادر على البذل والعطاء وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه بفعل دوره البارز والفعال في بناء المجتمع.
وقال مدير مكتب منظمة فور شباب فلسطين أشرف أبو دية، إن المجتمع الفلسطيني يعتبر مجتمع شاباً وفتياً، حيث فاقت نسبة الشباب نصف عدد السكان، وبلغت نسبة الشباب في فلسطين أكثر من 30%، في حين تجاوز عدد الشباب في قطاع غزة الـ 600 ألف شاب.
وحول دور الشباب الفلسطيني في خدمه مجتمعه، أشار أبو دية خلال حديث خاص مع وكالة "خبر"، إلى أن الشباب قدموا نموذجاً مشرقاً في حماية القضية الفلسطينية سواء كان في انتفاضة القدس أو خلال العدوان على قطاع غزة، حيث برزت التضحية وخدمة الناس والمجتمع وكان أكثر من 1000 شاب ساهموا على مدار 52 يوماً من العدوان في مساندة الطواقم الطبية في كافة مستشفيات قطاع غزة.
وأوضح، أن الشباب الفلسطيني يعاني في مختلف أماكن تواجده من مشاكل كثيرة بشكل عام، وتبرز المشاكل في قطاع غزة بشكل خاص، بفعل العديد من العوامل والمؤثرات أبرزها، اجراءات الاحتلال و عدوانه المتواصل الذي أثر على مختلف مناحي الحياة في قطاع غزة، كما أن الانقسام السياسي له أثر بارز في الوضع الصعب الذي وقع ضحيته الشباب كازدياد أعداد البطالة وانعدام الفرص التشغيلية، وتدكس أعداد الخريجين.
وأضاف، أن مشكلات الشباب الفلسطيني كبيرة عجزت الحكومات عن حلها، مطالباً بتوحيد الجهود من قبل المؤسسات والحكومات والدول المجاورة، من أجل محاربتها والقضاء عليها، وبالتالي إعادة الأمل لهم من جديد بتوفير الفرص والإمكانيات التي تساعدهم في تحقيق طموحهم كباقي أفراد العالم.
وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، اليوم الخميس، أن 60 % من الشباب لديهم رغبة في الهجرة المؤقتة خارج الوطن، وتعقيباً على ذلك قال أبو دية إن: "الظروف الصعبة التي يعانيها الشباب دعتهم للتفكير في الهجرة والخروج من الوطن بحثاً عن بيئة خصبة تؤسس لهم مستقبلاً زاهراً"، منوهاً إلى أن ذلك يتطلب إيجاد الفرص أمام الشباب لثنيهم عن التفكير بالهجرة.
وعلى الرغم من كل ذلك، أكد أبو دية لوكالة "خبر"، على أن الشباب الفلسطيني يتمتع عن غيره من شباب العالم بالإبداع والتميز والعطاء، مشيراً إلى أن الشاب الفلسطيني كان خلال تعامله واختلاطه مع مختلف شعوب العالم أكثر وعياً وثقافةً ولديه الكثير من الامكانيات التي لو أتيحت له الظروف داخلياً سيقدم نموذجاً رائعاً في هذا الجانب.