تضع معظم الأسر للفتاة قوانين وأحكاماً وحدوداً يجب أن تسير عليها ولا تخرج عن نطاقها مهما وصل بها الأمر، ويعتبر أفراد الأسرة تلك القوانين أنها الحصن الأمين للفتاة للمحافظة عليها، فخوفهم عليها قد يدفعهم إلى وضعها في دائرة مغلقة محاطة بسلسلة طويلة من الممنوعات، التي قد تخلق جواً من الضغوط، نظراً لرفض بعض الفتيات هذه الممنوعات، إذ يعتقدن أنها تتصدى لحريتهن الشخصية وآرائهن المستقلة وتتدخل في كافة شؤونهن.
السبب الرئيسي للممنوعات يتمثل في العادات وخوف الأسرة على الفتاة:
يقول الأخصائي النفسي مشعل القرشي: "تفرض الأسر الممنوعات والمحظورات على الفتاة ليس لكبت حريتها، لكن الدافع الأول والأخير هو الخوف عليها، فالأسرة بشكل عام لديها هاجس كبير وخوف مستمر على الفتاة من أن تقع فريسة الخطأ، فتتدمر حياتها، ولكون الفتاة تمتاز بالعفة والأخلاق الحميدة في مجتمعنا وديننا الإسلامي، فذلك يضعها في دائرة الممنوعات من خلال ثقافة الأسرة والتنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تختلف من أسرة إلى أخرى، وقد تكون هذه التربية صحيحة من جانبٍ ما، ولكن يجب الانتباه إلى وضع القوانين والممنوعات مع إعطاء جانب من الحرية والثقة الكاملة للفتاة، لكي لا تصل الممنوعات إلى حد خنقها وإلغاء شخصيتها".
سلبيات وإيجابيات قائمة الممنوعات:
يشير القرشي إلى أن لكل عملة وجهين، وكذلك الأمر مع قائمة وحدود الممنوعات التي توضع للفتيات من قبل الأهل، فمن أهم سلبياتها أن سلسلة المحظورات والعيب قد تضع الفتاة في حالة قلق وتوتر، وقد تفعل أشياء دون علم عائلتها وهي بسيطة جداً، لكن خوفها من ردة فعل العائلة وتوقعها أنها ممنوعة يجعلها تحت الضغط بشكل مستمر خوفاً من الوقوع في المحظور لدى عائلتها، ومن هنا قد تنشأ المشاكل العائلية المتعددة من حيث كسر الممنوعات من قبل الفتاة، بالإضافة إلى انعدام الثقة بالنفس والانطواء للابتعاد عن كل أنشطة الحياة خوفاً من ارتكاب الأخطاء.
أما الإيجابيات فتكون عندما يتم توضيح الأمر للفتاة، فإذا تم إقناعها بأن هذه القائمة من أجل مصلحتها، وشرح لها أهمية كل أمر ممنوع وسبب رفضه في جو أسري جميل، فإن الفتاة تتقبل وتتفهم الأمر، وتتم الأمور بصراحة تامة بين الأسرة، وتنشأ عائلة مستقرة متفاهمة وواضحة، كما أنها تقتنع بالممنوعات والحدود المفروضة عليها وتطبقها وهي مؤمنة بها فتستوعبها بشكل أكبر، وذلك يعطيها ثقة بالنفس وبالأهل وبالحرية المشروطة الناجحة.
رد فعل الفتيات على الممنوعات المفروضة:
يقول الأخصائي النفسي القرشي:"تختلف ردود أفعال الفتيات على ثقافة العيب والممنوعات، وحسب وضع الأسرة وتنشئتها الاجتماعية، فقد تتقبل بعض الفتيات هذه الممنوعات حين تأتي من الأسرة في جو أسري جميل وصراحة وتوضيح سبب المنع، فيما لا تتقبل أخريات ذلك ويمارسن هذه الممنوعات في ظل غياب الرقابة الأسرية، ومن هنا أركز على تعزيز الرقابة الذاتية لدى الفتاة، وأنها لا تحتاج إلى خرق قائمة الممنوعات الأسرية أو أن تكون لها قائمة ممنوعات من الأساس، فهي ناضجة وتعرف الصح من الخطأ سواء بوجود الأسرة أو بغيابها".
6 طرق تجعل الفتاة تتعامل مع قائمة الممنوعات دون أن تشعر بالكبت:
1- تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الشخصية، وأن تضع الفتاة لنفسها حدود حريتها ضمن الشروط الموضوعة من قبل الأسرة.
2- المرونة وتقبل قرارات الأسرة.
3- مناقشة الأسرة في قائمة الممنوعات، واختيار الأوقات المناسبة لذلك، وطرح الآراء بهدوء دون انفعال لتفهم وجهة نظرها.
4- الاقتناع بأن الأسرة تبحث عن مصلحة الفتاة وليس منعها.
5- اكتساب ثقة الأهل وتنفيذ أوامرهم بحب وود.
6- تيقن الفتاة أنها جوهرة مصونة يجب الحفاظ عليها وإحاطتها بكل حب ببعض القوانين للحفاظ عليها.
الاحتلال يُغلق عدة طرق في سلفيت
07 أكتوبر 2023