ناقش العشرات من المثقفين والكتاب في نابلس رواية مسك الكفاية سيرة سيدة الظلال الحرة للكاتب الاسير باسم الخندقجي المعتقل منذ اواخر العام 2004 م والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاثة مرات ، وذلك في حديقة مكتبة بلدية نابلس بدعوة من مبادرة اسفار الثقافية بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والوطنية واسرى محررين .
واشار الكاتب فراس الحج محمد خلال افتتاحه للندوة بانه لفخر كبير له بان اكون اليوم مناقشا لرواية كتبها كاتب متميز واسيرا يقبع في سجون الاحتلال ، تحدى السجان بأدبه ووجدانيته واخرج رواية تاريخية عميقة اللغة والادب والمعنى، فباسم لم يكن روائيا فقط بل هو شاعرا ذو قصيدة معطرة بطقوس المرة الاولى وبأنقاس قصيدة ليلية مرهف الحس لا تعرف روحه الملل .
وعلق الكاتب على الرواية بان الدارس لها سيجد القارئ العديد من الإشكاليات الجدلية التي تمس الدلالة الكلية لاستعارة حدث تاريخي موغل في التشعبات السياسية والاجتماعية والفكرية، مشيرا بان الرواية تثير الحزن في النفس حين يسعى الانسان باحثا عن العدل والحرية ، وهو ما يعانيه الاسير الفلسطيني في السجون الاسرائيلية .
ومن جهته شكر صالح الخندقجي والد الاسير باسم الشباب المثقفين ومبادرة اسفار الثقافية ومكتبة بلدية نابلس على ندوتهم لمناقشة رواية مسك الكفاية لولده باسم، مشيرا بان الرواية خرجت بعد معاناة طويلة عانها الاسير في اخراج قصاصات الورق لطباعتها.
وبدوره اشار مدير مكتبة بلدية نابلس ضرار طوقان بان الندوة الثقافية تأتي في الوقت الذي يخوض فيه الاسرى اضرابا عن الطعام من اجل نيل حريتهم، واليوم الاسير باسم الخندقجي يعيش معنا في معاني الارادة والصمود حين يخرج لنا من خلف القضبان رواية تحمل معاني عدة وتؤكد أن السجون مدرسة ثقافية اخرى.
واعتبر المثقفون الرواية بانها ثروة تاريخية ادبية تكشف عن انسان مرهف الحس مليء بالثقافة والعلم ، وهي تستحق اهتمام الناقد والمؤرخ والقارئ حيث تشير الى عصر تمت القراءة عنه في كتب التاريخ ، ولكن باسم جسد العصر بسرد ممتع جميل وبلغة شاعرية ونثر عربي من سرديات التاريخ .
واتفق المشاركون بان الرواية تشكل نموذجا ً للإبداع واللغة العميقة وبراعة التقدير التي جعلت الحدث حيا يظهر امام القارئ وكانه يعيشها ، مؤكدين بان الحر حرٌ العقل والفكر والاسير اسير العقل والجسد ، والرواية خرجت من الاسر لتؤكد قيم المعرفة والثقافة في السجون .
وتتحدث الرواية التاريخية عن سيرة سيدة الظلال الحرة ، والدة هارون الرشيد الخيزران التي كان لها دور هام تعلق في الحكم العباسي آنذاك ، وكما كان لها دور في ان تكون صاحبة الكلمة في الحكم بالسر والخفاء ، بعد المهدي والهادي والرشيد رغم انها كانت جارية لا تملك سوى حلم وجمال وصارخ ولسان فصيح .
واستطاع الاسير الخندقجي خلال الرواية ان يسرد الحكاية بلغة فنية جميلة تسحر القارئ في التوظيف الفني لتفاصيل ما حدث في الزمن العباسي ، فهي تحدثت عن سبي المقاء بنت عطاء بن سبأ التي اصبحت فيما بعد الخيزران وام موسى الهادي وهارون الرشيد وذلك بعد ان دخلت قصر المهدي ابن الخليفة ابا جعفر المنصور.
ويذكر بان الرواية تعد الاصدار الادبي الثالث للكاتب الاسير باسم الخندقجي وتقع في 342 صفحة نشرتها الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت ، وقدمها الكاتب والناقد محمود شقير ، مشيرا بانها تجربة روائية لافتة للانتباه وامام سرد ممتع جميل بلغة فيها من الشاعرية ما يكفي وباقتباسات من الشعر والنثر العربي ومن سرديات التاريخ .