البشر استنزفوا 100% من موارد الأرض!

7dc69b9724e5eb91e45455e630ed766d-jpg-04117247986969030
حجم الخط

استهلك البشر موارد طبيعية مقدارها يوازي عطاء الأرض طيلة عام كامل في الأشهر الـ 7 الأولى فقط من هذا العام، وذلك في مؤشر نمو هو الأسرع على الإطلاق لتنامي استهلاك الإنسان - بحسب تقرير بيئي سنوي رصدته صحيفة "The Independent" البريطانية -.

يوم Earth Overshoot Day - أو يوم استنزاف طاقة موارد الأرض -، هو التاريخ الذي يصادف تفوق حجم طلب البشر على الموارد ذاك المقدار الذي تستطيع الأرض توليده وتجديده خلال عام؛ وفي هذا العام يصادف هذا التاريخ يوم الاثنين 8 أغسطس/آب، وهو أبكر موعد شهدته الأرض.

تقوم بحسابة تاريخ يوم استنزاف طاقة موارد الأرض، مؤسسة البحوث والدراسات Global Footprint Network، أو شبكة طبعة القدم العالمية التي تقيس حجم الطلب العالمي على الموارد مقارنة بالطاقة البيئية التي تزودنا بتلك الموارد.

وتستعين المؤسسة ببيانات الأمم المتحدة في شتى القطاعات الاقتصادية التي يربو عددها على الآلاف، من مثل قطاع الطاقة والنقل والثروة السمكية والغابات، فتحسب عدد أيام السنة التي تستطيع الأرض خلالها توفير تلك الموارد اللازمة لتلبية طبعة قدم الإنسان البيئية.

أما عدد الأيام المتبقية في السنة بعد ذلك التاريخ المحدد، فيمثل التجاوز والزيادة في استنزاف واستهلاك طاقة الأرض ومواردها.

وبحسب تقرير الشبكة، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة تمثل أكبر وأسرع الآثار البيئية نمواً وتزايداً، حيث تمثل تلك الغازات 60 من كامل طبعة قدم الإنسان البيئية.

يقول رئيس القسم الفرنسي من صندوق الطبيعة العالمي باسكال كانفان، متحدثاً لوكالة الصحافة الفرنسية معلقاً على التقرير السنوي، "مازلنا مستمرين في زيادة حجم دَيننا البيئي، فاعتباراً من الاثنين 8 أغسطس/آب سنعيش مديونين لأننا في غضون 8 أشهر نكون قد استهلكنا رأس مالنا الطبيعي الذي يستطيع كوكبنا توفيره لنا خلال عام واحد".

وفي العام 1993، وافق يوم استنزاف الأرض تاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول، وفي 2003 صادف 22 سبتمبر/أيلول، وفي العام الماضي بكّر إلى 13 أغسطس/آب.

أما في ستينيات القرن الماضي، فكان البشر يكتفون باستهلاك 3 أرباع طاقات الأرض المتجددة سنوياً.

لكن الانفجار السكاني والاقتصادي منذ السبعينيات اللذين ترافقا مع زيادة الطلب على السلع الحديثة، زادت الضغوط على الكوكب حتى دخلنا في حالة استدانة سنوية من البيئة تشكل عبئاً على التوازن البيئي.

لكن الشبكة قالت إن سرعة استنزافنا لموارد الأرض انخفضت، ففي بيان لها قالت شبكة طبعة القدم العالمية إن "معدل تبكير موعد حلول يوم استنزاف موارد الأرض على التقويم السنوي قد تباطأ بمقدار أقل من يوم واحد وسطياً خلال الأعوام الـ 5 الماضية، مقارنةً بمعدله الوسطي الذي كان يبلغ 3 أيام سنوياً منذ بدأ الدَين البيئي في السبعينيات".