لم تكد حماس تعلن موافقتها على دخول الانتخابات المحلية حتى قامت الدنيا ولم تقعد خصوصاً في غزة , بدأت آليات الفصائل بالتحرك على كافة الاصعدة وكأنها كانت في سبات عميق وكانت تتوقع كالعادة ان تقول حماس لن تعقد هذه الانتخابات إلا بعد المصالحة , وهذه الاخيرة لم ولن تحصل في المستقبل القريب لأسباب عديدة لا مجال لطرحها الأن , وبالتالي فسوف تسير هذه الانتخابات بدون حماس والجهاد وليس من المستغرب أن يتم نرفزة الجبهة الشعبية بحديث هنا او حديث هناك حتى تقول لا للانتخابات المحلية في ظل الانقسام , ولكن قالت حماس نعم سأدخل الانتخابات , تفاجئوا , فتح تفاجأت والفصائل المساه الفصائل الديمقراطية أم كما تسمى مجازاً يسار , مع العلم انه لا يوجد أي فصيل في فلسطين ممكن تصنيفه يسار لأن قيادته أكثر برجوازية من اليمين , تفاجئوا فقامت القوى الديمقراطية بتشكيل خماسي سموه التحالف الديمقراطي , وبدأوا بتحرك خجول على الارض من خلال عقد المؤتمرات هنا وهناك ولكن قاعدة هذه الفصائل الخمس جزء كبير منها ترفض هكذا تحالف , وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بهذا الرفض , فتارة يقولون هل نتحالف مع قوى ليست يسارية واخرى يقولون لقد جربنا هذا التحالف وطعنا من الظهر وهكذا , وكأن هذه التيارات أصبح في قاعدتها انقسام كبير وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ضعف هذا التحالف وعدم ايمان قاعدتها بما يفعله القادة , دليل جديد على انقسامات كثيرة, قد تؤدي هذه الانتخابات الى إندثارها..
أما حركتي فتح وحماس , فحدث ولا حرج , فتارة تخرج قيادات من فتح لتقول اننا سوف نخوض الانتخابات بقائمة موحدة مع حماس !! الأمر الذي جعل قاعدة فتح وخصوصاً في غزة تشيط غضباً وتضخ جام غضبها في مواقع التواصل الاجتماعي , وما زيارة بسيسو وفتوح ألاّ دليل على ذلك , ولو تم التوافق على قائمة مشتركة لأصبحت فتح مئة فتح وأصبحت حماس أكثر من حماسين , ولكن تم التراجع عن ذلك والسبب الرئيسي ليس ذلك ولكن تبين ان هذين الفصيلين ممكن ان يفعلوا أي شيء في سبيل المحاصصة والمكاسب المادية بغض النظر عن المكاسب السياسية والجماهيرية والوضع العام في فلسطين.
الأمر الذي جعل بعض من قيادة حماس تخرج الى الاعلام والبدء بحرب الانتخابات من اليوم الاول في كل المحافل حتى في المساجد , وما تصريحات البردويل وأبو زهري إلاّ دليل على ذلك , بدأت الاتهامات , الفاسدين , التكفيريين , العلمانيين , الكفرة , المطبعين , أصحاب التنسيق الامني, الغير آمينين على مستقبل الشعب الفلسطيني , مصاصي الدماء, الى كل الشتائم والمسبات من اتهام بالعمالة وعدم الوطنية , والمكاسب الشخصية , كل هذه اتهامات توجه الى قادة هذا الشعب في كل الاتجاهات الفكرية والحزبية.
هل هكذا يتم عمل الدعاية الانتخابية يا سادة , لا وألف لا , نحن شعب ما زلنا محتلين وما زلنا بحاجة لقيادة نظيفة تكون قدوة للشباب في الوطن لا أن نوسخ تاريخ قيادتنا وكأن كل قيادة الشعب الفلسطيني مرتبطة مع الاحتلال أو مع أذناب الاحتلال , بلا من هذه الانتخابات , وأي انتخابات هذه , انتخابات خدماتية ,الغرض منها رفع ثمن الاحتلال عن العدو الصهيوني.
لذلك يا سادة احترموا بعضكم البعض لأن الانتخابات لن تحصل وان حصلت فسوف تكون نتائجها على المدى البعيد فشلاً ذريعاً لكل من يكون داخل هذه البلديات.