لم أعثر على بحثٍ مختصٍ برصد الجمعيات الإسرائيلية العنصرية، التي تقوم بتعزيز الاحتلال، ومصادرة الأرض، وإقصاء الفلسطينيين، ومطاردة كل الجمعيات اليسارية، واتهامها بالجوسسة، والتحريض عليها، لأنها تطالب برفع الظلم عن الفلسطينيين.
إنَّ رغبتي في رصد هذا النمط من الجمعيات الصهيونية العنصرية المتطرفة، التي تعمل كذراعٍ سلطوي حكومي غير منظور! دفعني لإشهار أول جمعيتين عنصريتين، فهما كتيبتان في حزب الاستيطان، البيت اليهودي، سأواصل كشف بقية الجمعيات العنصرية.
الجمعية الأولى، جمعية، عير داود، أو مدينة داود، التي يُختصر اسمها: (إلعاد) وهي جمعية استيطانية، مختصة بتهويد القدس، ومطاردة سكان القدس الفلسطينيين لهدف ترحيلهم، مقرها في سلوان، أُسست عام 1986، الجمعية تدير مشروعات سياحية كبيرة، تتلقى الدعم من الوكالة اليهودية، ومن الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها، وزيرة العدل، إيليت شاكيد، موازنتها السنوية تأتي من شركات غسيل الأموال في جزر الباهاما، وسيشل، ترفض الإعلان عن مموليها، مؤسسها، دافيد بعيري.
أبشع الجرائم التي ترتكبها هذه الجمعية، أنها تقوم بحفريات أسفل بيوت القدس الأثرية، وتستأجر بعض مقاولي الآثار المأجورين، لتزيِّف الآثار، لمصلحة الدين اليهودي، وأخطر جرائمها، محو آثار الدينين، الإسلامي، والمسيحي، وإقامة الدعاوى القضائية بوثائق مزيفة على ساكني القدس الفلسطينيين، لهدف ترحيلهم من بيوتهم، بادعاء ملكيتها لليهود من عشرات السنين !!
الجمعية الثانية، «إم ترتسو» (إذا أرَدْتُم) أُسِّستْ عام 2006، جمعية صهيونية، مديرها ومؤسسها، رونين شوفال، تحارب كل الدعوات بنزع الشرعية عن إسرائيل، وهي مختصة بمحاربة كل ناقدي إسرائيل في الجامعات الإسرائيلية، وبمطاردة اليساريين وجمعياتهم التي تكشف الحقائق عن جرائم الاحتلال، وتسعى لتشويه كل الجمعيات الدولية المختصة بحقوق الإنسان، اتهمتْ الجمعيةُ أكاديميين إسرائيليين بأنهم يدعون لمقاطعة إسرائيل، أصدرت عام 2011 كتابا مكونا من سبعين صفحة بعنوان( هراء النكبة) تدعو حكومة إسرائيل إلى منع الفلسطينيين من الاحتفال بالنكبة، ونظمت الجمعية اعتصاما أمام مقر الأمم المتحدة في القدس، يحتجون ضد الفلسطينيين تحت شعار:
(هم بدؤوا الحرب، وهم خسروا)
شوَّهتْ جمعيةُ «إم ترتسو» العنصرية جمعيةَ جنودٍ يكسرون الصمت، التي ترصد انتهاكات الجيش في حق الفلسطينيين! ولم تكتفِ بتشويهها، بل لاحقتْ، وشوَّهت الجمعيات التالية: بيتسيلم، حركة السلام الآن، جمعية، ييش دين، وزخوروت، وعدالة.....!
شنَّتْ الجمعيةُ حملة شعواء على أعضاء الكنيست الفلسطينيين، وعلى رأسهم النائب السابق، محمد بركة، لأنه شارك في فيلم (جنين)، وهي تطالب المسيحيين بالانضمام للجيش الإسرائيلي، قامتْ الجمعيةُ بتشجيع الجنود الإسرائيليين على مواصلة قتل الفلسطينيين، خلال عملية الجرف الصامد، 2014 ووزعوا عليهم المعدات، والطعام، في ساحة المعركة.
قام بعض أعضاء هذه الجمعية بتشويه صورة حركة السلام الآن، في المظاهرة التي نظمتْها حركة السلام بمناسبة يوم القدس، ورفع أنصارُ جمعية «إم ترتسو» العنصرية، الملثمون أعلام فلسطين في المظاهرة لتشويه صورة حركة السلام الآن، وإظهارها بأنها جمعية فلسطينية!! (هآرتس 6/3/2016).
داعمو الجمعية العنصرية «إم ترتسو» هم: بنك ليئومي، شركة سونول، شركة طمبور، منتدى المتدينين الصهاينة!!
أخيراً، اعتدنا أن نرصد فقط انتهاكات الجيش والشرطة الإسرائيلية، وأن نُحصي عدد شهدائنا وأسرانا فقط!
أليس ضرورياً أن نقومَ بتوثيق ملف الجمعيات العنصرية الإسرائيلية، ضمن الملفات القانونية الفلسطينية، لإشهار أمثال هذه الجمعية كجمعياتٍ خطيرة، ليس على الفلسطينيين فقط، بل لأنها خطرٌ على العالم، لأنها تسعى لتقويض الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتزييف التاريخ ؟!!