الأسير سامر متعب، بريشة فنان وقلم خطاط يرسم من خلف القضبان الحديدية، وبروح الحرية التي حرم منها، وعشقه الأبدي لفلسطين، لونها بأجمل الألوان ليقول للسجانين أن حبس الجسد لن يحرم الروح من حريتها.
سامر متعب (38 عامًا)، وهو من بلدة الرام شمال القدس المحتلة، أكمل قبل أيام عامه الخامس عشر في معتقلات الاحتلال، من 25 عامًا حكمتها عليه محاكم الاحتلال بتهمة تنفيذ عمليات ضمن خلية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أطلق عليه رفاقه "فنان الأسرى" كان يحاول دائمًا أن يزرع الفرحة في قلوب رفاقه، من خلال رسم بطاقات المعايدة واللوحات ليقدموها لعائلاتهم في الزيارات أو عن بالتهريب بعد أن منعت إدارة المعتقلات إخراج الرسائل والصور والأغراض.
ببساطة تصف أم سامر كل هذه السنوات من غياب سامر، ولكن بصوت يخنقه الحزن "فراقه صعب، صعب كثير".
"خلوق، ومثقف، ومؤدب، وحساس"، تقول هويدا عن شقيقها، الذي تؤكد أن كل من عاش معه لا يملك إلا أن يحبه وكل من يتحرر من الأسر يروي حكايات مميزة عن حبه للناس وخدمته لهم وعشقه للقارءة والتعليم.
قبل أسابيع دخل سامر في معركة الأمعاء الخاوية دعمًا للأسير بلال كايد، ضد تحويله للاعتقال الإداري بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 14 عامًا ونصف.
وبينت والدته "لأنين القيد"، "زرنا سامر بعد فك إضرابه التضامني مع بلال كايد،في معتقل جلبوع، وبدت صحته متراجعة ووزنه انخفض بشكل كبير ولكنه بمعنويات مرتفعة كما اعتدنا دائمًا".
والد سامر توفي قبل 7 أعوام متأثرًا بإصابته جراء حادث تعرض له خلال العمل، حيث أمضى عامًا ونصف في المشفيات، ليرحل عن الحياة كحال العشرات من أمهات وأباء الأسرى دون أن يحققوا حلمهم البسيط باحتضان أبنائهم في الحرية.
على جدران وزوايا المنزل تنتشر لوحات رسمها سامر، تبشر بأن الحرية قريبة وإن طالت السنين، لعلها تبرد قلب والدته التي بدا عليها اليأس من طول الانتظار.