خمسة أيام طويلة، كانت تنتظر الرياض، العاصمة السعودية، القرار المهم الذي يتوجب على البرلمان الباكستاني اتخاذه، حول المشاركة في «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة في اليمن، السعودية طلبت ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي لاحظ الانقسام حول هذه المشاركة، رفع الأمر إلى البرلمان لاتخاذ القرار المناسب، في محاولة واضحة، للتهرب من المسؤولية منفرداً حول قرار، له العديد من المحاذير، قرار البرلمان الباكستاني الذي اتخذه بالإجماع بالتزام الحياد ورفض الطلب السعودي، جاء مخيباً لآمال الرياض، لأبعاد هذا القرار على الصعيدين السياسي والعسكري ـ الأمني.
سعت السعودية، منذ تشكيل «عاصفة الحزم» قبل القمة العربية في شرم الشيخ، تجنب النظر إلى هذه المقولة، باعتبارها «قوة عربية» عندما طلبت السعودية من تركيا وباكستان المشاركة فيها، ثم ان الرياض حاولت في سبيل المواجهة مع التمدد الإيراني ـ الشيعي، سبغ هذه المواجهة بالبعد الطائفي ـ المذهبي، سنّة في مواجهة شيعة، يضاف إلى ذلك، ان المقترح المصري حول تشكيل «قوة عسكرية عربية موحدة» وافقت عليها السعودية، لكنها من الناحية الواقعية، حاولت استبدالها، بقوة مشتركة، قواتها عربية وطابعها يتجاوز هذه النواة، في حال تشكيل قوة عربية، من الواضح أن لجمهورية مصر العربية، الدور الأكبر والمؤثر في تشكيل هذه القوة، بالنظر إلى خيرات وقدرات الجيش المصري مقارنة مع الجيوش العربية الأخرى، لكن في حال قوة تحالفية مشتركة، تتسع لكل من تركيا وباكستان تحديدا فإن قيادة مثل هذه القوة، ستكون للسعودية حصراً، ما يهمش الدور العسكري المصري المؤثر.
في الأيام الأولى للحرب السعودية في اليمن، كانت المشاركة الباكستانية في «عاصفة الحزم» أمراً مفروغاً منه، ذلك أن إسلام آباد أعلنت مباشرة أنها ستشارك بحراً وبراً في هذه العملية، خاصة وأنها تجري مناورات مشتركة مع المملكة تسمى «الصمصام ـ 5» على الحرب الجبلية بالقرب من الحدود مع اليمن، أي أن هناك قوات باكستانية برية موجودة فعلاً على الأراضي السعودية من الممكن في حال توفر الأوامر والقرارات المشاركة مباشرة، خاصة في حال لجوء السعودية إلى الحرب البرية، ثم قيل إن جيوشا برية باكستانية، قد لا تدخل الحرب مباشرة ضد الحوثيين، ولكنها قد تدعم السعودية، بنشر قوات باكستانية على طول حدود السعودية مع اليمن، كشكل من أشكال الحماية من دون التدخل في العمليات، إلاّ في حالة الدفاع عن أي اختراق لحدود السعودية من قبل الحوثيين.
تردد القيادة الباكستانية، بعد إشاعة هذه الأخبار، له ما يبرره على أكثر من صعيد، بعد أن تصاعدت أصوات عديدة، سياسية وأمنية ودينية في باكستان، تطلب من نواز شريف، عدم التدخل واتخاذ موقف محايد، يوصل باكستان للعب دور في الوساطة وإعادة الأمور إلى مصالحة بعيداً عن أجواء الحرب التي ستؤثر على كل المنطقة ومن ضمنها باكستان، المشاركة في «عاصفة الحزم» تحرم باكستان من لعب دور الوسيط المؤهلة له بالنظر إلى علاقاتها الطيبة مع إيران والسعودية.
وعلى الغالب، فإن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى إسلام آباد، بينما كان البرلمان الباكستاني مجتمعاً للنظر في مسألة المشاركة، كان لها تأثيرها على وصول البرلمان الباكستاني بالإجماع إلى قرار عدم المشاركة، وحسم أصوات بعض المترددين بالنظر إلى خطورة هذه المشاركة من حيث انعكاسها على العلاقات الشيعية ـ السنّية في باكستان. كما أن الباكستانيين، ما زالوا يعانون من جراء تدخل بلادهم قبل عقود في الوحل الأفغاني، وحتى في الإطار «السنّي» فإن باكستان تدفع يومياً، من دم جيشها ومن اقتصادها ومن استقرارها، ثمن هذا التدخل الذي لم تحصد منه سوى استمرار الحرب الداخلية في ظل عدم هدوء شامل على حدودها مع الهند، واستمرار أزمة كشمير رغم الهدوء النسبي هذه الأيام.
بعض الأصوات في القيادة الباكستانية، لا ترى أن إيران تشكل تهديداً للسعودية، وأن الحوثيين هم جزء من الشعب اليمني، ويجب حل الخلافات بالحوار الداخلي من دون تدخل خارجي، وان السعودية في شنها هذه الحرب، تهدف إلى التأثير على ملفات أخرى، كالملف السوري والعراقي، وفي إطار الخلاف مع مصر حول ريادة وقيادة المنطقة العربية، الباكستان ومصالحها، تتعارض مع الرؤية السعودية بهذا الشأن، يضاف إلى ذلك، فإن إيران تشكل بديلاً للتزود بالنفط والغاز في حال لجأت السعودية إلى معاقبة باكستان على موقفها بعدم المشاركة بالحرب السعودية في اليمن.
قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في «عاصفة الحزم» سيكون له تأثير مباشر على طبيعة الحرب السعودية على اليمن، خاصة لجهة تطورها باتجاه حرب برية، إذ إن عدم مشاركة باكستان، من شأنه أن تصبح الحرب البرية أمراً مستبعداً، إذ كان يعوّل على القوات البرية الباكستانية بدور مهم في هذه الحرب، في ظل غموض الموقف المصري، خاصة وأن السعودية، لأسباب عديدة، تحاول تهميش الدور المصري في هذه الحرب!!
سعت السعودية، منذ تشكيل «عاصفة الحزم» قبل القمة العربية في شرم الشيخ، تجنب النظر إلى هذه المقولة، باعتبارها «قوة عربية» عندما طلبت السعودية من تركيا وباكستان المشاركة فيها، ثم ان الرياض حاولت في سبيل المواجهة مع التمدد الإيراني ـ الشيعي، سبغ هذه المواجهة بالبعد الطائفي ـ المذهبي، سنّة في مواجهة شيعة، يضاف إلى ذلك، ان المقترح المصري حول تشكيل «قوة عسكرية عربية موحدة» وافقت عليها السعودية، لكنها من الناحية الواقعية، حاولت استبدالها، بقوة مشتركة، قواتها عربية وطابعها يتجاوز هذه النواة، في حال تشكيل قوة عربية، من الواضح أن لجمهورية مصر العربية، الدور الأكبر والمؤثر في تشكيل هذه القوة، بالنظر إلى خيرات وقدرات الجيش المصري مقارنة مع الجيوش العربية الأخرى، لكن في حال قوة تحالفية مشتركة، تتسع لكل من تركيا وباكستان تحديدا فإن قيادة مثل هذه القوة، ستكون للسعودية حصراً، ما يهمش الدور العسكري المصري المؤثر.
في الأيام الأولى للحرب السعودية في اليمن، كانت المشاركة الباكستانية في «عاصفة الحزم» أمراً مفروغاً منه، ذلك أن إسلام آباد أعلنت مباشرة أنها ستشارك بحراً وبراً في هذه العملية، خاصة وأنها تجري مناورات مشتركة مع المملكة تسمى «الصمصام ـ 5» على الحرب الجبلية بالقرب من الحدود مع اليمن، أي أن هناك قوات باكستانية برية موجودة فعلاً على الأراضي السعودية من الممكن في حال توفر الأوامر والقرارات المشاركة مباشرة، خاصة في حال لجوء السعودية إلى الحرب البرية، ثم قيل إن جيوشا برية باكستانية، قد لا تدخل الحرب مباشرة ضد الحوثيين، ولكنها قد تدعم السعودية، بنشر قوات باكستانية على طول حدود السعودية مع اليمن، كشكل من أشكال الحماية من دون التدخل في العمليات، إلاّ في حالة الدفاع عن أي اختراق لحدود السعودية من قبل الحوثيين.
تردد القيادة الباكستانية، بعد إشاعة هذه الأخبار، له ما يبرره على أكثر من صعيد، بعد أن تصاعدت أصوات عديدة، سياسية وأمنية ودينية في باكستان، تطلب من نواز شريف، عدم التدخل واتخاذ موقف محايد، يوصل باكستان للعب دور في الوساطة وإعادة الأمور إلى مصالحة بعيداً عن أجواء الحرب التي ستؤثر على كل المنطقة ومن ضمنها باكستان، المشاركة في «عاصفة الحزم» تحرم باكستان من لعب دور الوسيط المؤهلة له بالنظر إلى علاقاتها الطيبة مع إيران والسعودية.
وعلى الغالب، فإن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى إسلام آباد، بينما كان البرلمان الباكستاني مجتمعاً للنظر في مسألة المشاركة، كان لها تأثيرها على وصول البرلمان الباكستاني بالإجماع إلى قرار عدم المشاركة، وحسم أصوات بعض المترددين بالنظر إلى خطورة هذه المشاركة من حيث انعكاسها على العلاقات الشيعية ـ السنّية في باكستان. كما أن الباكستانيين، ما زالوا يعانون من جراء تدخل بلادهم قبل عقود في الوحل الأفغاني، وحتى في الإطار «السنّي» فإن باكستان تدفع يومياً، من دم جيشها ومن اقتصادها ومن استقرارها، ثمن هذا التدخل الذي لم تحصد منه سوى استمرار الحرب الداخلية في ظل عدم هدوء شامل على حدودها مع الهند، واستمرار أزمة كشمير رغم الهدوء النسبي هذه الأيام.
بعض الأصوات في القيادة الباكستانية، لا ترى أن إيران تشكل تهديداً للسعودية، وأن الحوثيين هم جزء من الشعب اليمني، ويجب حل الخلافات بالحوار الداخلي من دون تدخل خارجي، وان السعودية في شنها هذه الحرب، تهدف إلى التأثير على ملفات أخرى، كالملف السوري والعراقي، وفي إطار الخلاف مع مصر حول ريادة وقيادة المنطقة العربية، الباكستان ومصالحها، تتعارض مع الرؤية السعودية بهذا الشأن، يضاف إلى ذلك، فإن إيران تشكل بديلاً للتزود بالنفط والغاز في حال لجأت السعودية إلى معاقبة باكستان على موقفها بعدم المشاركة بالحرب السعودية في اليمن.
قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في «عاصفة الحزم» سيكون له تأثير مباشر على طبيعة الحرب السعودية على اليمن، خاصة لجهة تطورها باتجاه حرب برية، إذ إن عدم مشاركة باكستان، من شأنه أن تصبح الحرب البرية أمراً مستبعداً، إذ كان يعوّل على القوات البرية الباكستانية بدور مهم في هذه الحرب، في ظل غموض الموقف المصري، خاصة وأن السعودية، لأسباب عديدة، تحاول تهميش الدور المصري في هذه الحرب!!