"حماس" تسير بين النقاط بحذر !

0,,18136224_303,00
حجم الخط

لم يكن صاروخ القسام، الذي سقط قبل أيام في سدروت، رصاصة أطلقت بالخطأ، بل جزء من سياسة تبنتها «حماس» من اجل سفك دمائنا دون التورط في مواجهة مباشرة وشاملة مع اسرائيل، أي «التحرك بين النقط والبقاء جافا».
ستتهم «حماس» بالطبع جهات غير منضبطة باطلاق القسام على اسرائيل، دون موافقتها.
هل هذا ممكن؟ فليحاول أحد ما سرقة رغيف في الشجاعية، على الفور سيحيطه الملثمون ويقطعون رأسه مثل البطيخة.
ورغم رغبة «حماس» في اقتحام الطريق المسدود الذي دخلت إليه، هي تفضل في الوقت الحالي عدم المواجهة المباشرة مع اسرائيل.
فما زالت دروس «الجرف الصامد» عالقة على جلدها ولا يوجد لها أي بشرى عسكرية جديدة ونوعية. في سياق التنافس التكنولوجي ضد اسرائيل، تم اسقاط صواريخها وتم الكشف عن انفاقها، أو أنها انهارت على رؤوس من يقومون بحفرها. وتبدو في صفوفها علامات التفكك والانكسار.
في الوقت الحالي، منازل غزة مهدمة والمواطنون هناك يعانون من البطالة واجهزتها العسكرية والاقتصادية ضئيلة الامكانات، وهي تعاني من الحصار، سواء بسبب السياسة الاسرائيلية أو بسبب الرد العسكري المصري العنيف ضد جبهة «حماس» اللوجستية في سيناء.
في ظل الوضع الاستراتيجي الذي توجد فيه «حماس»، فان نشطاء في صفوفها، مثل غازي حمد، يشككون في نجاعة المقاومة المسلحة العسكرية ضد اسرائيل، ويدعون الى العودة الى «إرهاب الافراد». وقد تراجع ايضا التأييد السياسي لأجندة «التحرير» لـ»حماس» في العالم، لا سيما على خلفية الخوف المتزايد من الاسلام في الغرب.
وتراجع تأييد «حماس» في الدول العربية، حيث إن هذه الدول تهتم بحروبها الداخلية ضد إخوة «حماس» العسكريين والأبناء الوحوش لحركة «الاخوان المسلمين».
إن تأييد «حماس» يقتصر الآن على إيران (التي تتحفظ على «حماس» بسبب تضامنها مع السنة في الصراع ضد نظام الأسد) وتركيا وقطر.
ولكن في ظل الظروف الجيوسياسية في العالم والمنطقة فان اليد المنقذة قصيرة.
على خلفية العزلة المتزايدة، المواجهة وعدم الثقة المتبادل بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، تمت اعادة طرح موضوع الوحدة الوطنية بين الحركتين بوساطة مصرية، وهذا في ظل وجود انتخابات المجالس المحلية في الضفة وقطاع غزة في تشرين الاول القادم.
تعرف «حماس» أنه لا توجد فرصة للوحدة، لذلك فهي تواصل تحرشها باسرائيل.
في أعقاب اكتشاف نفق يصل إلى أراضينا، أطلقت «حماس» في الرابع من أيار من هذا العام قذائف نحو عسقلان، وفي 2 تموز أطلقت صاروخ قسام على سدروت.
واضافة الى سفك دماء اليهود، فان هدف هذه العمليات الاساسي هو الاثبات أن «حماس» ما زالت موجودة وتقوم بتجميع النقاط في صراعها ضد السلطة الفلسطينية على قيادة الشعب الفلسطيني عشية التبديل المتوقع لأبو مازن.
وتعود اسرائيل وتؤكد لـ»حماس»، عن طريق التدمير الفوري والمؤلم للبنى التحتية واصابة نشطائها، بأنها هي المسؤولة الوحيدة عن التعرض للمواطنين والجنود.
وعاد مسؤولون من «حماس» وألقوا المسؤولية على الآخرين، ورويدا رويدا يتعلمون الدرس على الطريقة البافلوفية.
يتبين أن كلمة السر التي تحرك «حماس» في كثير من الحالات – اطلاق النار على اسرائيل وانكار الصلة بذلك – تنبع من بنود صلح «الحديبية».
رغم الاتفاق الذي شمل وقف الحرب بين مكة الكافرة والنبي محمد في المدينة، فان النبي محمدا قام بارسال، من وراء الكواليس، رجل العصابات المسمى أبو بصير من اجل ضرب شركائه في الاتفاق.
وكان ينكر أية صلة له بهذه الاعمال. اليوم، سلاح الجو الاسرائيلي يقول لهم إننا لسنا على قناعة بذلك.