ما أن تعادل فريق خدمات الشاطئ أمام اتحاد الشجاعية في بطولة أشبه بالودية حتى بدأت الانتقادات تنهال بشدة على الكابتن حمادة شبير المدير الفني للبحرية في مشهد قد يعصف بمنظومة كرة القدم بأكملها قبل انطلاق بطولة الدوري العام.
تضخيم الأمور بهذا الشكل في مباراة تنشيطية يحمل في طياته عدة تساؤلات أبرزها أن الفريق الأول لكرة القدم وجهازه الفني سيكون تحت ضغط كبير أمام جماهيره الكبيرة والعريقة التي ترى في قوام الفريق الحالي فرصة كبيرة في التتويج بالألقاب الغائبة عن قلعة البحرية منذ سنوات طويلة.
وعلى الرغم من الأداء الجيد الذي قدمه اللاعبين في أغلب فترات المباراة إلا أنه لا يجوز بالمطلق الحكم على الفريق فنياً وبدنياً الذي يخوض أول مباراة أشبه بالرسمية، والوقوع في الأخطاء داخل الملعب وارد خاصة وأن الفريق بصفقاته الجيدة والجديدة يحتاج لوقت للانسجام بين اللاعبين والتي يهدف من خلالها المدير الفني إيجادها في البطولة التنشيطية للوصول إلى تشكيلية مثالية تكون جاهزة لخوض مباريات الدوري الممتاز.
وإن كان لنا عدد من الملاحظات على أداء المدير الفني الكابتن شبير إلا أن التعامل بهذه الطريقة والهجوم العنيف عليه غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه خاصة وأن شبير هو نفسه من تولى سفينة البحرية الموسم الماضي ونجح في قيادتها إلى بر الأمان والبقاء في الدوري الممتاز.
ردود فعل جماهير البحرية التي كانت ولا زالت المحرك الرئيسي والأساسي للاعبين خلال المباريات، والداعم الأول والأخير للفريق أصبحت محل علامات استفهام في ظل خروج البعض عن المألوف وتجاوز كل المحظورات للإساءة سواء للاعبين أو الجهاز التدريبي وحتى بعض أعضاء مجلس الإدارة مما ينذر بكارثة قد تصيب الفريق في مقتل خلال مشواره المقبل.
رئيس النادي الكابتن عماد التتري ومجلس إداراته يعيش ظروفاً استثنائية كونه مجلس مُكلف من قبل وزارة الشباب والرياضة وأمامه تحديات جمة أبرزها عقد انتخابات الهيئة الإدارية التي لطالما أعلن عن مراراً وتكراراً دون مجيب، الأمر الذي زاد الكثير على كاهل مجلس الإدارة وأصبح مجبراً لاتخاذ قرارات حاسمة خلال الأيام المقبلة.
ولعل اجتماع رئيس النادي مع عدد من جماهير الفريق بعد المباراة الأخيرة وما حمل من حالة غصب شديد قد تشكل بداية لفتور العلاقة ما بين الجماهير والإدارة مما تؤثر سلباً على فريق كرة القدم وبداية غير مبشرة قد تنعكس على اللاعبين والجهاز الفني.
التتري بصلاحياته قد يكون أمام خيارين إما استقالة مجلس الإدارة بالكامل وتحويل ملف النادي إلي الوزارة مجدداً، أو أن تتحمل الجمعية العمومية وكوادر النادي مسؤولياتهم والذهاب لانتخابات تفرز مجلس إدارة جديد يقود سفينة البحرية في الدورة المقبلة.
“الشاطئ” في ظل الصفقات الجديدة والأسماء اللامعة قادر على تحقيق إنجاز للبحرية ولكن يبقى الاستقرار داخل قلعة البحرية كلمة السر لتحقيق هذا الإنجاز المنشود.