خلال السنتين ونصف الماضيات، قلبت حياة الاعلامية ماغي فرح رأساً على عقب وبالرغم من توقعاتها الكثيرة للأبراج دائماً، إلا أنه لا دخل للفلك بما جرى، ولم يكن حظها هو الأفضل مع ثلاث عاملاتٍ أجنبيات من الجنسية الفيليبنية، أمّنتهم فرح على بيتها فقاموا هنّ بحبسها في نومٍ عميق 17 ساعة، ثلاث مرّاتٍ في الأسبوع، ليقمن بمماراساتٍ ليلية عديدة دون معرفتها.
الطريقة
اكتشفت ماغي فرح أن العاملات اللواتي يقطنَّ داخل منزلها، كنَّ يأخذنَّ حبة من دواء مهدئٍ للأعصاب ويضعنه في قهوتها، مما يدفعها لتنام نوماً عميقاً ولمدةٍ طويلة، ومن ثم تبدأ حياة العاملات السرية، من سهرات وحفلات ورحلات لشاطئ البحر والنوادي الليلية.
لاحظت فرح عدم انتظام حياتها اليومية، حين أصبحت تشعر بالتعب والارهاق المستمر ودون حلٍ مفيدٍ من طبيب، ولم تتمكّن من اكتشاف المعضلة، خاصةً ان آثار الحبوب لم تكن تظهر في فحص الدم. وتروي التفاصيل قائلةً إن "عاملتين أجنبيتين كانتا تعيشان معي في منزلي الواقع في منطقة الحازمية المكوّن من طبقتين، فيما كانت تقطن الثالثة مع والدتي في الأشرفية، علماً ان العاملات الثلاثة شقيقات. كن يتّفقن على الخروج في الليل بصحبة رجالٍ لا زالوا حتى هذه اللحظة مجهولي الهوية، فيضعن لي دواء مهدّئًا للأعصاب، بعد أن أدركوا الواقع المرضي لأحد أفراد عائلتي".
وتضيف: "أقدمن أيضاً على نسخ عيّنة عن مفاتيح المنزل لتسهيل عملية خروجهن ثلاث مرّات في الاسبوع. كما اكتشفن رقم الخزنة السري في منزلي، ورحن يصرفن المال دون أن أعي شيئاً. لكني اكتشفت القصّة مصادفةً، بمساعدة عاملات اجنبيات على صلة بنا، أدركن حقيقة ما يفعلنه مواطناتهن، فأعلمنني بالموضوع. وعلى الفور استعنت بالقوى الامنية التي تولّت المسألة بعد اعتراف احدى العاملات بفعلتها".
المخاطر والوضع الصحي
" كانت العائلة تشتري الأدوية "ستوكات" وبأعداد كبيرة، ما لم يكن يسمح بمعاينة عدد الحبوب المصروفة على أمدٍ قصير، ومن المخاطر الصحية التي كانت تتعرّض لها، مثلاً أنها تعثّرت وكسرت كتفها مرّةً، بسبب التخدير الذي كان يسيطر على أنحاء جسدها. كما أنها علمت لاحقاً أن هذا النوع من الدواء قد يسبّب سكتةً قلبية أو دماغية، وهي لا تلبث اليوم تخضع للفحوص الطبية اللازمة لمعرفة المضاعفات الجانبية التي من الممكن أن تكون نتيجة تناولها لتلك الأقراص لمدّة تجاوزت السنتين".
وتشرح أنها لم تشك بالعاملات الاجنبيات عمّا يحصل معها من تطوّرات صحية سلبية لسببين، الأول أنها كانت تعاملهن معاملة حسنة لغاية أنها كانت تضاعف أجورهن، وتعتقد أنهن سيبادلن معاملتها لهن بالمثل، والثاني هو غياب زوجها عن المنزل، بداعي السفر الطويل الى قطر، علماً أنهنّ تعرّضن له أيضاً، ووضعن قرصاً مهدّئاً في طعامه عند زيارته لبنان في عطلة.
الحقوق
لا تنفي فرح أنها فقدت كامل الثقة بالعاملات الأجنبيات وانها لن تسمح لعاملاتها الجدد، في حال استقدمتهن في فترةٍ لاحقة، من الخروج بمفردهن أو اعطائهن الفرص الشخصية.
وتطلق نداءً الى الجمعيات المدافعة عن حقوق العمال الأجانب، تؤكّد فيه التعاطي السلبي والاجرامي لعددٍ لا يستهان به منهن مع المستخدمين اللبنانيين، موثّقةً اقوالها بتجارب عديدة مشابهة لتجربتها، سمعت بها عن تخديرٍ لأطفال لم يبلغوا سن الرشد. وتطرح تساؤلات حول عصاباتٍ عاملة على الأراضي اللبنانية، تستغلّ العاملات الاجنبيات لأغراضٍ مشبوهة. خاصةً أن المواطنات الفيليبينيات، لم يُقدمن على فعلتهن بمفردهن، بل بمساعدة اطراف خارجية، هم على الأرجح الرجال الذين كانوا يخرجون بصحبتهن، والتي لا تعرفهم إلى اليوم، فتقول: "هناك اسماء وارقام هواتف خاصّة بالرجال الذين كانوا يصطحبونهن الى اماكن السهر. على أمل أن يكشف التحقيق المزيد من التفاصيل ويسوقهن الى العدالة".
لم تتوقّع الاعلامية اللبنانية ان تقع ضحيّة قصّةٍ أشبه بأفلام السينما، وان تكون هي البطلة الضحيّة، التي واجهت مكيدةً صنعتها لها ثلاث نساءٍ خالتهنّ هي مسكينات قدمن الى لبنان لكسب مظاهر العيش. هذه الحادثة، بصرف النظر عن فرديتها وعدم تحميلها نطاقاً أوسع من محيطها الشخصي، لكنها تطرح علامات استفهامٍ حول مجموعاتٍ لبنانية تستخدم العاملات الاجنبيات كطعمٍ لأغراضٍ جنونية.