لحوم الأضاحي واللعب بالأسعار

سامي القيشاوي
حجم الخط

بعيداً عن الجو المشحون في غزة والضفة الغربية نتيجة للانتخابات البلدية وهذا التسابق المجنون والشعارات المرفوعة والتناحر الفصائلي وكأن هذه الانتخابات سوف تفرز قيادة فلسطينية تقوم بتحرير فلسطين من البحر الى النهر, تنسى الحكومة والجهات المسؤولة , الكلام الآخر الذي اطلقوه قبل جو الانتخابات حول أسعار أكل الناس في السوق الفلسطيني , فترى مثلاً ان البندورة منذ شهر لم ينزل سعرها وأصبحت أغلى من المانجة , والكل مشغول في الانتخابات , وقامت وزارة الاقتصاد في غزة وعلى لسان الناطق باسمها السيد عبد الفتاح ابو موسى بتحديد سعر الاضاحي وأعلن ان كمية العجول  والخراف الموجودة في غزة بكميات كبيرة تكفي غزة لعدة شهور الامر الذي جعل سعر الاضاحي أقل من السنة الماضية وحدد سعر كيلو العجل الهولندي 17 شيكل , وسعر الشراري 19 شيكل , والسمنتال ايضاً وسعر الخروف البلدي الكيلو 4.5 دينار اردني , وكذلك الروماني بنفس السعر أما العساف فهو بـ 5.5 دينار اردني , ولكن للأسف عند الذهاب الى مزارع مربي العجول والخراف او مستورديها نسمع أسعار غير الاسعار التي تحددها وزارة الاقتصاد , وعند الحديث مع التجار يقولون "روحوا اشتروا من الحكومة بأسعارها" بمعنى ان التجار غير ملتزمين بالأسعار الحكومية ولا الحكومة تعمل شيء لردع التجار من الاستفراد بالمستهلك الفلسطيني.

حتى السيد صلاح هنية رئيس جمعية المستهلك الفلسطيني في الضفة الغربية وأعتقد في غزة أيضا, الاّ اذا كان هناك مستهلك فلسطيني وهنا في غزة مستهلك آخر ..!!

يقول السيد هنية ان ايدي خفيفة تلعب في اسعار اللحوم الحمراء في فلسطين بحيث ان المواطن العادي لا يستطيع شراء اللحوم الحمراء رغم الكمية الهائلة التي تم استيرادها من الخارج , وهذا غير الذي يتم تربيته محلياً , وزعم السيد هنية ان سعر اللحمة الحمراء في السوق الاسرائيلي اقل من سعر اللحمة الحمراء في السوق الفلسطيني رغم ان متوسط الدخل للفرد الاسرائيلي يزيد خمسة اضعاف عن متوسط الدخل للفرد الفلسطيني , ولكن للأسف الشديد لم يوضح السيد هنية هذه الايدي التي تلعب في السوق.

المهم في النهاية يجب ان تعمل الحكومة جاهدة وبالقوة على الزام كافة التجار بتخفيض سعر اللحمة والسبب ان سعرها انخفض عالمياً وبأرقام مذهلة , وفي فلسطين ارتفع سعرها , هناك كثير من الفقراء وخاصة في غزة تنتظر بفارغ الصبر حلول عيد الاضحى ليأكلوا لحماً احمراً لا يستطيعون شراءه من السوق , لذلك يجب ان يتم الالتزام بالتسعيرة الحكومية حتى يستطيع أكبر عدد من الميسورين في غزة من ذبح أضحياتهم وتوزيعها على الفقراء علهم يسدوا جزءاً يسيراً من مصروفات حياتهم اليومية , وكـل عــام وانتـم بـخيـر.