كلمات تصور واقعنا الاجتماعي في بعض جزئياته السلبية التي تؤسس للشرذمة التي نعيشها
الكاتب: ابراهيم العملة
قيل إنهم كانوا إخوة
بالمُهِل يستبشرون
ثم يندمج الوليد رقما
حول المائدة يتحلقون
ببراءةٍ يتهامسون ،يتندرون ،يتضاحكون
بشفاء السقيم يبتهجون
وكذا بعودة الغائب
ونجاح الطالب
وفيض دخل الوالد
للعلاقة المتوترة مع الأقارب يلحظون
المرأة تنفث النار بفيها
وتتظاهر إخمادها
وفي آن تود لو تزداد أوارا
أغصان التواصل جف ماؤها أو كاد
والزيارات منزوعة الحرارة
وحدهم الصغار بالنار يكتوون
بحذق للصوت والصورة يلتقطون
ويحفظون
وعندما يتقوقعون
بزخات من الخطوط الحمر يمطرون ويحاصرون
وفي العقل الباطن جرح عسير التئامه
ونبتة الغيرة تتجذر
تزهر ،وتثمر ،وتبذر ،وتنشر
والمرأة هي الجلاد والضحية
أعواما تفر وأقمارا تمر والصغار ينضجون
واحدا تلو الآخر يطيرون
وأعشاشا متباعدة يبنون
ثم تنطفئ الشمعتان
وقبل اختلاطهما بالتراب
تختفي المائدة الواحدة
ويتبخر التعاطف والتعاضد
وكذلك الأثرة والإيثار
وكذا العدل والإحسان
وتطغى الأنا والأنانية
والنزاع على البيت وساحته يحتدم
وعلى الحديقة الخلفية
والمتجر وأرباحه
والتلة الجنوبية
والشقة المؤجرة
والحسابات البنكية
ويُشهر سيف الأنا والدُنا
ويحتدم الصراع والمرأة والمال أُواره
وفي حمأة الجنون يتناسون
أنهم كانوا إخوة
للفرِح يفرحون
وللترِح يحزنون
والمرأة هي الجلاد والضحية
وعلى محيط دائرة مفرغةٍ يهرولون ويتساقطون
الوجوه تختفي وتبيد
وتتشكل وتتلون من جديد
والمرأة عرفاً في كل مفصل هي الضحية
في غياب القناعة والعدل وتقوى رب البرية
إلا من رحم ربك ورزق سريرة نقية