دخل اتفاق المصالحة الإسرائيلية ـ التركية حيز التنفيذ، يوم أمس، بمُصادقة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على التعديلات التي أقرّها البرلمان التركي ضمن مُتطلّبات الاتفاق. وكسر أردوغان الجليد مع إسرائيل، عملياً، بمصافحته، يوم أمس، أرفع ديبلوماسية إسرائيلية في تركيا مكانة، وهي الوزيرة المفوضة في السفارة شني كوفر.
واعتبرت تل أبيب أن اتفاق المُصالحة مع أنقرة، الذي تمّ إبرامه مؤخراً بعد مفاوضات مُطوّلة، دخل، أمس، عملياً، حيّز التنفيذ بعد توقيع أردوغان على القانون الذي أقرّه البرلمان وتبنّى فيه الاتفاق الذي يمنع ملاحقة الإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، بتهمة المشاركة في اقتحام سفينة «مرمرة» وقتل مواطنين أتراك. ومعروف أن الاتفاق يُلزم إسرائيل بدفع 20 مليون دولار لحساب صندوق خيري أُقيم لتعويض ضحايا المجزرة الإسرائيلية في «مرمرة». وقد أقرّ البرلمان التركي القانون الجديد يوم السبت الماضي بأغلبية 206 أصوات، فيما كان المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر قد أقرّ الاتفاق في أواخر حزيران الماضي بأغلبية سبعة وزراء ومُعارضة كل من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزيري التعليم نفتالي بينت والعدل أييلت شاكيد من «البيت اليهودي».
وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أنه سبقت مُصادقة أردوغان على القانون، مصافحة أردوغان للوزيرة المفوّضة في السفارة الإسرائيلية في أنقرة شني كوفر، في حفل الاستقبال التقليدي لمناسبة احتفالات تركيا بـ «ذكرى الانتصار». ورأى مُعلّقون أن هذه المُصافحة كانت رسالة إيجابية نحو إسرائيل من أردوغان شخصياً. وقد طلب أردوغان، أثناء الحفل، استثنائيا، مصافحة كوفر، وأطال في مصافحتها بعدما طلب حضور مترجم وهنأها بمنصبها لأنها وزيرة مفوضة تتولّى المنصب للمرة الأولى منذ ست سنوات. ومعروف أن إسرائيل وتركيا ستُعلنان في الأيام القريبة عن اسمي السفيرين اللذين ستتبادلانهما.
وهكذا، فإنه بعد مُصادقة الحكومتين على الاتفاق ومُصادقة أردوغان على القانون الذي كان جزءاً من الاتفاق، لا يبقى سوى تقديم إسرائيل للتعويضات المُقرّر دفعها خلال 25 يوماً من إقرار البرلمان التركي للقانون الذي يمنع ملاحقة الإسرائيليين بتهمة اقتحام سفينة «مرمرة». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أعلن، بعد إقرار حكومته للاتفاق، أن اتفاقية المُصالحة مع تركيا مهمّة على الرغم من أنها ليست معفية من الانتقادات. «الاتفاق مهمّ لدولة إسرائيل. وهو هام لها اليوم، وغداً وللأجيال المقبلة. وهو لا يعني شهر عسل، ولكن المصالح الإيجابية صارت أكبر»، قال نتنياهو.
وكان الاتفاق قد تعرّض في إسرائيل لانتقادات واسعة من أنصار منهج «انتصاب القامة» الذي بين أبرز زعمائه وزير الدفاع الحالي أفيغدور ليبرمان. وعارضت الاتفاق أيضاً عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة «حماس» الذين استهجنوا عدم إصرار حكومتهم على إدراج الأمر ضمن المطالب التي قدّمتها اسرائيل لتركيا التي تُقيم علاقات حسنة مع «حماس». واضطر نتنياهو لمواساة عائلات الجنود، مبيناً أنه ليست هناك صلات بين العلاقة مع تركيا والإفراج عن أسرى لدى «حماس».
ومن المعروف أن بين دوافع تركيا لإجراء المصالحة مع إسرائيل تطوّرات الموقف في سوريا والتغييرات في المواقف الدولية وتضارب المصالح حتى مع الإدارة الأميركية. وهناك من يعتقد أن بين دوافع تركيا الخشية من العلاقات المتطوّرة بين إسرائيل والأكراد، وخصوصاً في العراق، ودور أكراد العراق في تشجيع الحركات الكردية في كل من سوريا وتركيا. بل إن هذه المسألة لعبت أيضاً دوراً مهماً في تحسين العلاقات التركية - الروسية على الرغم من التوتّر الكبير الذي شهدته هذه العلاقات في أعقاب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية.
بايدن يُصادق على قانون لتمويل الحكومة مؤقتًا لمدة 45 يومًا
01 أكتوبر 2023