خبر- كتب :توفيق أبو شومر
هل كان عرَّافا أو متنبئا، عندما قال:
" أرضٌ تأكلُ فدائييها،وحائرون في الليل يعاقبون شُعلة الضوء، ولا يأتي الحصارُ من الأعداء وحدهم، ولا من الخديعة وحدها، ولا من حصان طُروادة، وإنما يأتي من البيت أيضا"
وقال:
"ماذا نفعل في دائرة الفتك والانتهاك والرِّدَّة، ماذا نفعل؟
" أنتَ مع، أم ضد، قابلٌ ، أم رافض؟
يرميك بالجواب القاطع( الدولة)،إما ( مع)، وإما (ضد)!!
كأن حرب التصنيف قد اندلعتْ بالتسمية أولا، ثم اندلعت بالنار الحيَّة، يجب أن نعترف بذلك، سقط منا شهداء ضحية هذا التصنيف الأحمق"
ويتابع الكاتبُ قائلا:
" المُدهش في الأمر أن العدو نفسَه يُعلن بوضوح الغاية، التي من أجلها يُلوِّح بهذه الإيحاءات المُخادعة، كالاعتراف بالكيان الفلسطيني مثلا، لدفع الفلسطينيين إلى الاقتتال على وَهْمٍ، بعد دفع الكُرة إلى شبكتهم، وصارت ساحةُ معركة التناقضات بين بعض الأنظمة هي الساحةُ الفلسطينية، إنها تُصفِّي حساباتها مع بعضها البعض، وتتآمر على بعضها البعض عَبْرَ الفلسطيني، ومن خلال الانقسام الفلسطيني حول التصنيف: (مع) أم (ضد)!!
لم يحدث في التاريخ أن أهدى أحدٌ إلى أحدٍ دولةً!
إننا نطحنُ هواءً، ونختلفُ على وَهم، لأننا نحن المرفوضون!!
يواصل القول:
"إن إسرائيل ستتابع العمل، من أجل التوصُّل إلى اتفاقيات سلام مع الدول العربية، قائمة على حدودٍ يمكن الدفاعُ عنها، يتم التوصل إليها بالمفاوضات، وبدون شروطٍ مُسبقة وصولا لاتفاقية سلام مع الأردن، وأن السلام سيتركز على أساس قيام دولتين مستقلتين فقط؛ إسرائيل ، وعاصمتها القدس الموحدة، ودولة عربية، أردنية فلسطينية إلى الشرق من إسرائيل، داخل حدود، تُحدَّدُ في مفاوضات، بين إسرائيل والأردن، وفي هذه الدولة يجري التعبيرُ عن الهوية الذاتية للأردنيين والفلسطينيين، عبر سلام وحسن جوار مع إسرائيل.
إن قيام كيان فلسطيني مستقل، بمثابة انتحار لإسرائيل!
هذه هي الدولة؛ هُوية فلسطينية، في الدائرة الأردنية!!
إننا مدعوون الآن لإعادة النظر في أسباب خلافاتنا، وقد يكون مدخلنا إلى هذه العملية، هو أن ننتبه إلى أننا نحن المرفوضون.
مرفوضون من الاشتراك في البحث بمصيرنا، مرفوضون من السيطرة على أي شبر من أرض بلادنا، مرفوضون من حق تمثيل شعبنا، مرفوضون من إقامة أي كيان وطني خاصٍ بنا، مرفوضون ومحاصرون، ومدفوعون إلى الانشقاق والانتحار.
إن الوحدة الوطنية شرطٌ لقدرتنا على تحديد اختياراتنا"!!
الاقتباس السابق كُتب قبل واحدٍ وأربعين سنة، يرجع تاريخُهُ إلى شهر سبتمبر 1974 ، في العدد السابع والثلاثين من مجلة شؤون فلسطينية، أما كاتبُ المقتطفات ، فهو الشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش، أليس هذا إثباتا للقول:الشعراءُ، هم قرونُ استشعار الجنس البشري؟!!