جامعة بيرزيت، أو جامعة الشهداء كما يلقبونها نظراً لما قدمته هذه الجامعة العريقة من تضحيات في سبيل تحدي الاحتلال لتحقيق رسالتها العلمية و الثقافية و الاجتماعية تمر من جديد " بكابوس مكرر" يتلخص في الأزمة المالية التي تعددت أسبابها و تلخص حلها حسب صانع السياسات في الجامعة بتكرار كبسة الزر نفسها، تلك الكبسة التي رفعت أرقام و سببت فجوات.
في كل عام تُخَرج الجامعة أفواج جديدة من الطلبة المتميزين و الذين ينخرطون في سوق العمل الفلسطيني، مما يزيد من كفاءة و فعالية الأداء في جميع القطاعات، و في كل حفل تخريج يتم دعوة أصحاب السيادة أي صناع القرار في البيت الفلسطيني من سياسيين و رجال أعمال و علماء و يتم تخصيص كلمة خاصة لدولة رئيس الوزارء أو لمعالي وزير التربية و التعليم على اختلاف الأسماء.
وفي هذه الكلمة دائماً يفتخرون و يشكرون و يرحبون " بمخرجات " هذه الجامعة أي الطلبة الخريجين الذين تم بذل كل الجهود من قبل الهيئة التدريسية القديرة حتى وصولهم إلى هذه المنصة، هي كلمات فخر و اعتزاز وشكر توجه لجامعة تشكل بنية الشباب الفلسطيني و قادة المستقبل، فهي تصنف على أنها الأولى فلسطينياً و من أفضل الجامعات عربياً.
ولكن هل يهتم أصحاب السيادة في العقبات التي تواجه هذا الصرح الوطني للوصول إلى ما هو عليه اليوم؟
وبعيداً عن حفل التخريج الذي يعتبر مناسبة رمزية لا أكثر يحمل خلفه الكثير و الكثير حتى نستطيع القول " قامت جامعة بيرزيت بتخريج الفوج رقم كذا، وحتى في العام الأكاديمي تقوم الجامعة و مجلس الطلبة و الحركات الطلابية دوماً بدعوة ممثلين الحكومة و القطاع الخاص و الأهلي للمشاركة في فعاليات الجامعة الأكاديمية و الاجتماعية و الثقافية، حيث يكون حضور الجميع بلا استثناء في هذه الفعاليات.
الأمر الذي يؤكد وجود تواصل قوي مع المجتمع المحلي و مختلف القطاعات و التي تستفيد من طلبة هذه الجامعة في المستقبل، و بعد اقتراب اليوم الثلاثين على الإضراب الذي يقوده الطلبة رفضاً لسياسات الاستغلال المالي لحل الأزمة المالية من جيوب الطلبة لم نرى أحد، لم نرى كلمات الفخر و الشكر في حفلات التخريج تترجم إلى دعم الجامعة للخروج من هذا " الكابوس المكرر"، لم نرى أصحاب رأس المال الذين يستفيدون من نخب هذه الجامعة في شركاتهم و مصانعهم يقولون " دعونا نساعد من ساعدنا في النجاح".
للأسف هذا واقع جامعتي التي رحبت بالجميع و لم ينقذها أحد, بل أرادت الانتقام من جيوب الطلبة لحل ما يجب ان يتدخل في حله جميع أطراف المجتمع. حتى امتد الأمر إلى دخول مجموعة من الزملاء في إضراب مفتوح عن الطعام رفضاً لما يحدث بحق الطلبة. أمعاءٌ خاوية تعودنا سماع الامها في سجون المحتل و لكننا للأسف سنسمعها في ساحات هذه الجامعة , و في نهاية الأمر و بعد كل هذا تخرج شعارات يومية تقول " لا لإغلاق الجامعة .. نعم للحوار".
فالحوار الحقيقي كان يجب أن يكون مع الطلبة طوال العام, لقد تواصلتم مع من هم أبعد منا و لم ينقذواكم , لهذا تواصلوا معنا منذ البداية فنحن أبناء هذه الجامعة و لن نخذلها. فأصحاب السيادة لم ينقذوها ... و لكن أعذروني الان فأصحاب السيادة الحقيقية في ساحات الجامعة متواجدون يدافعون عن حقوق الطلبة بعد تخلي الجميع عن الجامعة , هم لم و لن يتخلوا .. فهم أصحاب السيادة, رحبوا بهم ... لينقذوكم.