ابو شفيق اجيت في بالي نفسي اضحك.... لم يكن ابو شفيق رجلا عاديا .كان يؤدن في المسجد البسيط على مئدنة خشبية مرتفعة قليلا عن الارض . ذات يوم كان لنا شيطنة زائدة في الجامع. اراد طردنا .بكرة سافتش عليكم . اشوف كلاسينكم نظيفة ولا .كل واحد ينظف كلسونه .غدا سافتش . في الغد جاء دور التفتيش ونحن غارقون في الضحك . جئنا مباشرة من البحر.حيث نضع الكلسون على الراس حتى ينشف ونقى راسنا من حرارة الشمس .ثم خباناه في احدى زوايا المسجد . خلع الاول فلا يوجد . والثاني والثالث فلا يوجد. قال له احد الكبار .. يا راجل هؤلاء طول نهارم في البحر .شوف كيف شكلهم اسود .والله انهم انظف منك .كنا نراه القائد الاعظم . كان يحلف دوما بالبخاري . سالته .. من هو البخاري .أجاب . نبي الله . رد عليه اخر .لا انه صحابي جليل . انصدمنا من هدا الاختلاف .كبار ولا يعرفون . عرفنا بعد ثلاثين عاما انه ليس عربيا.. بعد صلاة العصر كنا نجلس بصحبة الكبير ابو شفيق تحببا به وبحكاياته عن ايام البلاد قبل النكبة والهجرة. كانت قصص خيالية رائعة .نضحك ونضحك .وتمنحنا حسا وطنيا ..قال ..في البلاد جاء قريبنا من يافا ومعه اطومبيل .سيارة . تفحصت السيارة وعزمت على قيادتها فقد رايته كيف يسوقها. بعد صلاة الفجر تسحبت واخدت المفتاح وجلست على الكرسي متربعا .وضعت المفتاح . شفت على يميني عصاه طويلة مغروزة في اسفل السيارة . مسكتها وحركتها الى الامام ثم الى الخلف .مشيت السيارة . مسكت الدحولة ..الستيرن .. وظليت ماشي فيها وانا عامل هيك .يلتفت يمينا ويسارا ..وادا جاءت سيارة في المقابل اعمل في الدحولة هيش .نتفة زغيرة . ثم ارجعها إلى ان وصلت القدس .صليت الظهر وارجعت . وانا متربع على الكرسي. سهلة سواقة الاطومبيل .كنا تضحك طول الحكاية .ونحن نعرف ما نعرف . كان له ثلاث دبوسات .اي عصي . اي خشبة طويلة في طرفها مسامير . كان عندي ثلاث دبوسات .ام الثلاثة .وام الخمسة .وام العشرة. حسب ما قتلت فيها رجال . يا ولاد اوعك تضرب الزلمة على ظهره بين كتافه . على الرأس على طول . قام ابو شفيق واحضر عصاة الطورية . هده دبوسة بعد الهجرة . نحن مستسلمون لخياله ونضحك .اقتربت منا سيارة جيب الاحتلال . وقفت عندنا . رانا نضحك .فاستشاط غضبا لاننا نضحك .اطلق علينا قنبلة غازة وهو يردد خليكو تضحكوا وتنزلوا دموع عن صحيح . تفرقنا ونحن نضحك . خبا ابو شفيق دبوسته خلف ظهره وانصرف . في عصر اليوم النالي .قال .. لعنة الله عليهم عساكر الاحتلال . الحق مش عليهم . الجيش العربي كان عنده قوات من الجورة وحتى اسدود . لو مشي بس ساعة كان وصل يافا .لكن التعليمات كانت غير شكل . والله يا اولاد اني بعت دهب ام شفيق واشتريت مرتينة الماني .بندقية . بس ما في فشك . اشتريت شوية .حطيتها في المرتينة . دعست على الديك . الزناد . ما طلعت . عسقت .طلعتها بسيخ الحديد . طلعت خربانة . بضم الخاء .باعوها يا اولاد . ثم وقف ومشى كالبطة يمينا ويسارا . اين انت ابا شفيق رحمك الله .طلعت كلها خربانة.