حان الوقت لتتحد إسرائيل خلف نتنياهو في مواجهة إيران

303
حجم الخط

بقلم: موشيه آرنس :عن «هآرتس»

اعترف باراك أوباما في مقابلة أجراها، مؤخراً، بأنه مع انتهاء مدة الاتفاق الذي وقع مع ايران، فإن المدى الزمني الذي سيكون تحت تصرفها لغرض انتاج سلاح نووي سيكون «قريباً من الصفر». فالضمانة المزعومة، التي تضمن ألا يأتي هذا الموعد قبل انتهاء مدة الاتفاق، هي آلية الرقابة البنيوية في الاتفاق.
ولكن من يثق بالايرانيين؟ هم كذابون مواظبون، يدعون بأن برنامجهم النووي يستهدف أغراضاً سلمية فقط. وكان اوباما متحمسا جدا لعقد صفقة، بحيث تكون الصواريخ الباليستية التي طورتها ايران كي تحمل القنابل خارج المحادثات. اضافة الى ذلك لم يطلب من الايرانيين توثيق نشاطهم النووي حتى الآن، التوثيق التي يفترض أن يشكل اساسا للمتابعة لنشاطاتهم المستقبلية.
لم يتناول أحد الدعم الذي تقدمه ايران للارهاب في الماضي، بدءا ببوينس آيرس وانتهاء بالعراق وباليمن، وحقيقة أنها تسلح «حزب الله» و»حماس». يمكن التخمين بسهولة أي استخدام ستقوم به ايران للمال الذي سيضخ إليها مع رفع العقوبات. وعندما اقترحت اسرائيل ان يتضمن الاتفاق اعترافا إيرانيا بها، قال اوباما ان هذا «خطأ في التفكير». محظور اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تقض مضاجع الايرانيين.
يجب التوقيع على هذا الاتفاق – حتى لو كان سيئا – لأن البديل، حسب اوباما، هو الحرب. ليس تشديد الضغط الاقتصادي على ايران، لاجبارها على الكف عن السعي الى الحصول على سلاح نووي، ذاك الضغط الذي جلبها الى طاولة المباحثات منذ البداية، بل الحرب – اوباما يريد التوقيع على الاتفاق، مهما يكن.
سيذكر بنيامين نتنياهو في التاريخ بأنه الرجل الذي حذر على مسمع من العالم من الخطر المحدق من البرنامج النووي الايراني، وكمن هو مسؤول عن فرض العقوبات التي في أعقابها وافقت ايران على بدء المحادثات. وعلى مدى زمن ما كان صوته صوتا وحيدا، ولكن سرعان ما بدأ كثيرون يعترفون بما في اقواله من حقيقة. وفي إسرائيل كان هناك الكثيرون ممن شككوا، بمن فيهم من قال انه ملّ سماعه يتحدث عن الخطر الايراني ويتجاهل غلاء المعيشة واسعار الشقق.
وجاءت الذروة في حملة الانتخابات، حين لم يعف من أي ضربة. فقد اتهم بتدمير العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، في ظل وضع اسرائيل في خطر. وادعى الخبراء المزعومون في شؤون الولايات المتحدة بأنه مسؤول عن وقف الدعم لاسرائيل من جهة الحزبين في الكونغرس، وان الضرر الذي سيلحق باسرائيل في الزمن المتبقي لاوباما في البيت الابيض سيكون هائلا. وكأن هذا لا يكفي، قالوا لنا لأنه لم يحقق الهدف الذي وضعه لنفسه، بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي، فقد فشل.
وحده التأييد الذي حظيت به مواقفه في الولايات المتحدة نجح في اسكات هذه الاصوات – التأييد من جانب الجمهوريين ومن جانب الديمقراطيين على حد سواء؛ من الأميركيين الذين فهموا بأن ليس اسرائيل وحدها عرضة للخطر من الاتفاق في شكله الحالي بل والولايات المتحدة والعالم بأسره ايضا.
نشر في الاسبوع الماضي في «وول ستريت جورنال» مقال كتبه هنري كيسنجر وجورج شولتز، وزيرا الخارجية السابقان – ينتقدان فيه اتفاق الاطار مع ايران. وقد كتبا يقولان انه «بخبرة ايران الدبلوماسية وفي ظل التحدي العلني لقرارات الامم المتحدة، نجحت ايران في قلب المفاوضات رأسا على عقب».
لقد حان الوقت ليؤيد مواطنو اسرائيل كلهم، اولئك الذين انتصروا في الانتخابات واولئك الذين هزموا فيها، بلا تحفظ مساعي نتنياهو في منع إيران من الحصول على سلاح نووي. فالخطر ليس ثمرة الخيال، بل خطر حقيقي. ورغم اتفاق الاطار وتصميم اوباما على التوقيع على الاتفاق النهائي، يحتمل انه لا يزال ممكنا وقف القنبلة الايرانية. والامر متعلق بقدر كبير باسرائيل. ربما لا يزال ليس متأخراً.