ما هو الغضب؟ انه حالة عاطفية تتراوح درجاتها من الغضب الطفيف إلى المعتدل وصولاً إلى الغضب الكامل وحالة الانفجار. وكلنا نتعرض لنوبات غضب أحياناً، الأطفال والكبار على حد سواء.
غضب الأطفال يجعلنا غالباً ما نشعر بعدم الارتياح. ومن السهل ان نقع في فخ الحدة أيضا ووضع حد له عن طريق التخويف أو العقاب. ولكن الحقيقة هي أن الطفل سوف يواجه الحالات التي قد تثير غضبه في جميع مراحل الحياة ولا يمكن إيقاف المسببات ولكن يمكنك إعطاء طفلك الأدوات اللازمة لفهم الغضب والتعامل معه.
غالبا ما يعرب الإباء عن قلقهم تجاه هذه الحالات التي تنتاب أطفالهم في نقطتين وهما: درجة الغضب وسرعة تصاعده. ولأوضح هنا بان شدة حالة الغضب تعتمد على الأفكار التي تنتاب الطفل في كل حالة، فهو يعتبر تصرفات الاهل هي سيطرة وتحكم واغلب الصغار يرفضون ذلك.
اليك هنا بعض النصائح لمواجهة هذه النوبات لتي قد تنتاب طفلك:
- لا تحاولي السيطرة على عواطف طفلك ولا تطلبي منه ان لا يغضب او يتوقف عن الغضب فهذا غير ممكن. بإمكانك فقط أن تطلبي منه التحكم بسلوكه. فلا بأس من ان يغضب طالما يتم التعبير عن هذا الغضب على نحو ملائم.
- ان كان طفلك يحتاج الى بعض المساحة ليهدأ فامنحيها له. توقفي عن الجدال معه. وان كان يصرخ فاتركيه مع التأكد بان بخير ولن يؤذي نفسه ولن يترك في وضعية خطرة، وعليك الانتظار الى ان ينطفأ ذلك البركان فبإمكانك مساعدته لاحقا عندما تكون الأمور أكثر هدوء.
- ساعدي طفلك على الانتباه على علامات الغضب والتعرف عليها كي يتدرب تدريجيا على تداركها. وهذه العلامات تشمل انقباض المعدة، الشعور بالتوتر، انقباض الأسنان وتصاعد في حدة التنفس. ان تعلم طفلك ان يميز هذه العلامات فتدريجيا سيمتلك الوسائل لتفادي نوبات الغضب والتحكم بها.
- تبادل الأفكار مع طفلك امر في غاية الأهمية. فالأطفال الصغار وحتى المراهقين يعربون عن اسفهم وخيبة أملهم بعد نوبات الغضب والانهيار وقذف الاشياء والصراخ بالاعتراف بأنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم ولا يعرفون لماذا يسلكون هذا التصرف. وهذا الاعتراف يعني بان الطفل مستعد لتعلم مهارات إدارة الغضب. وهنا يأتي دورك لمساعدته فتعلم الاعتراف بالمشاعر الكامنة يعتبر أداة قوية يمكنه استخدامها في جميع مراحل الحياة.
- تذكري دائما ان العاطفة مختلفة عن السلوك فالمشكلة ليست الغضب ولكن السلوك الذي يتبع للتعبير عنه. فمثلا قولي لطفلك: “أفهم أنك كنت غاضبا عندما قلت لك بانك لن تستطيع الذهاب إلى منزل أحد أصدقائك. وفي بعض الأحيان سيكون هناك قواعد أو حدود قد تزعجك وتحبطك، ولكن كسر أشياء لن يغير تلك الأمور".
- لا تتراجعي عن قرارك عندما يغضب فانت بذلك تقولين له بان هذه الأسلوب مجدي وتشجعيه على الغضب كي يغير افكارك.
- لا تلوميه او تأنبيه عندما يهدا بل عاتبيه بمحبة وحنان وأخبريه بانك لا ترضين له هذه التصرفات التي لا تليق به وبمستوى تفكيره.
