تناولت الصحف الإسرائيلية خبر تغيير بعض قيادات الجيش المصري بعدد من التحليلات والتكهنات التي اعتمدت فيها على ما أسمته بـ"مصادر استخباراتية خاصة"؛ حيث نشر موقع "ميدل نيوز" الإسرائيلي تقريرًا زعمت فيه إن السيسي يطيح برفاقه" بشكل مفاجئ رغم أنهم ساعدوه في تنفيذ الاطاحة ضد نظام محمد مرسي، لافتًا إلى أنه أطاح أيضًا بوزير الداخلية ومدير المخابرات العامة، لأسباب غير معروفة".
وذكر التقرير أن القائد السابق للبحرية اللواء أسامة الجندي يعد واحدًا من أبرز قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، التي أدارت البلاد بعد الانقلاب، إلا أن اسمه برز مؤخرًا في تسريبات مكتب السيسي.
ورأى محللو "ميدل نيوز" أن هذه الخطوة تأتي لوقف نزيف الجيش المصري بسيناء، في أعقاب تزايد العمليات الإرهابية التي تشنها جماعة أنصار بت المقدس أو "ولاية سيناء" التي بايعت تنظيم "داعش" المتطرف، ورأى آخرون أن تلك التغييرات هي إشارة لاستعداد الجيش المصري للمشاركة بقوة في حرب برية باليمن.
كما أشار المحللون الإسرائيليون إلى أن وزير الدفاع صدقي صبحي هو مَن صدّق على تلك التعيينات، إذ أنه يرغب في التخلص من رجال السيسي في الجيش. كما نشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي تقريرًا قال فيه إن الإطاحة بقائد البحرية المصرية اللواء أسامة الجندي، جاء بعد فشل البحرية في منع عمليات تهريب المقاتلين والسلاح عن طريق البحر إلى قواعد تنظيم "أنصار بيت المقدس" بسيناء، الذي ينفذ عمليات فتاكة ضد قوات الجيش المصري هناك.
وقال إن مصادر استخباراتية أكدت أن عمليات التهريب هذه تتم بواسطة سفن قادمة من ليبيا والأردن، تقوم بتفريغ حمولتها على سواحل البحر المتوسط غربًا، وسواحل خليج العقبة شرق شبه جزيرة سيناء، وأن عمليات التهريب التي تتم عبر قناة السويس مصدرها مدن القناة الكبرى، كالسويس والإسماعيلية وبورسعيد، فهناك تصل شحنات السلاح من ليبيا ويتم نقلها بقوارب شبكات المهربين العاملة على طول قناة السويس.
واعتبر الموقع المقرب من الاستخبارات الحربية في إسرائيل أن هذه التغييرات التي أجراها الرئيس السيسي، تدل في الأساس على مدى انزعاج الشارع المصري من "عجز الجيش" وباقي الأجهزة الأمنية في التصدي لتنظيم "أنصار بيت المقدس" بسيناء، والذي أعلن البيعة لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي. ولفت "ديبكا" إلى أن تغيير قادة على مستوى مدير المخابرات الحربية وقائد البحرية في وقت تخوض البحرية المصرية حربًا في اليمن هي خطوة لم يسبق أن حدثت في أي جيش آخر.